عرض مشاركة واحدة
  #10  
قديم 02-01-2014, 01:42 AM
 

اليوم الخامس

وأعود إلى قَطَرٍ وكأنِّي مصلوبٌ في زنزانة هذا الوعدِ
بلا روح .... وبلا جسد
أعود أُحدِّث إخواني
عن دولتنا المسْخِ وعن سُلطتنا
عن مُستقبلِنا
وظلال الحيرة والشك تُغلِّف حاضر أُمتِنا
سألوني عن إسرائيل هل انسحبَت؟
قلت: هُراء... أحكمت الطوق الأمني علينا
باسم السلطة والقانون اختطَّت طرُقًا تُنبئ عن نيتها
والأمن؟ والاستقرار؟
هذا مُحالٌ... فرجال الشرطة أكثرهم بالأمس جواسيس أنذال
وباسم القانون ورغبة إسرائيل امتهَنوا الشرطة في الحال
فالرائد زيد مختصٌّ بالكوك
والرائد عيد مختصٌّ بشراء الأرض
والضابط علاَّن تاجر بالجِنس وبالعِرض
وفلان أخذتْه العزة
فتقوقع ينعى البزَّة
في صحراء التِّيه.... أو في غزة
فالنسر العربي عليها
يَحضن في زهوٍ عَلمَ فلسطين
وشعارات - آهٍ يا تُجار - استوطنَتِ الشارع والمسجد والسجن
البعض يُبارك، والآخَر فارك
يتهدَّد أو يتوعَّد
والسُّلطة تَدعو بالمَجدِ لمن عادوا
والشارع مُزدحِم بالألوان وبالأشكال ولكن
أميبا الشرق مهيمنة
سألوني عن حُجَّاج القدس وزوَّار الأقصى
حدِّث عن راعية الدِّين بلا حرَج
آلاف الحُجَّاج يُصلُّون
زاروا ... صلَّوا... طافوا لكنَّ يهودًا راعية
باسم الحرية تدعوهم فيُلبُّون
يَفِدون بلا عددٍ وابن القدسِ المِسكين
لا يدخل ساحتَها إلا بالتَّصريح... وبعد سنين
فيا عجبًا، كيف يكون؟
سألوني عن مَجلسِنا التشريعي فقُلتُ
انتِخابات شهدَت بطهارتِها ونزاهتِها الأعداءُ
الحمدُ لمن شرَع العدل وقرَّر أن الشورى دستورٌ لا يُعلى
ما شهدت أرض يهودا.. عفوًا أرض فلسطين سوى
أبطال وُصفوا بالزهد وحُسن بلاءٍ في الهَيجاء
صفوا بالألوان على الجدران
والفائز منهم معروف قبل الفرز وبعد الفرز
وقد سُرقت واستُبدِلَت الأصوات
نضح الفلاَّحُ بوجه المدنيِّ وقد كادت تَسري نار القبليَّة
ورجال السلطة قد رشُّوا آلاف وآلاف الآلاف
لينجح زيد ويَسقُط رعد
وحماس انكفأت تتفرَّج.. إذ أفتَت بالتحريم
كما شاؤوا سارت
نجح المرضيُّون
وخابت آمال بوجود الصوت العالي ضدَّ القهر
نزَل الوزراء إلى الميدان وقد نجَحوا
أكثرهم فوزًا أقربهم للسُّلطة؛ أعني إسرائيل
أخذوا يرتشِفون المجدَ، وما صنعوه لأنفسهم، وباسم فلسطين
أبطال الماضي، هم أبطال الحاضر، لا شيء جديد
ما أوقحَهم .... ما أوقحهم...
تركوا مَن مات شهيدًا.... سرقوه
ومَن عاش طريدًا طردوه
افترَشُوا الديباج غرورَا
لبسوا الأثواب حريرَا
وتُكلِّمهم تحسبهم أيقاظَا
وجوابهم الفُحش وزورَا
والناسُ حيارى... اختلط الحابل بالنابل
فالكل يلوم الكلَّ، والخلُّ يعادي الخِلَّ
أسمعتُم عن أموال الدعم لمن وصلَت؟
للمسؤولين .... نعم وصلَت
وكروشهم تشهدُ... ولياليهم تشهدُ أيضَا
وبطانتُهم تشهد
قالوا: إنَّ فلانًا يأكُل من مال الصدقاتِ
وقد علََّق فوق البيت (الستلايت)
أبناء الشهداء المرضيين افترَشوا السجاد وناموا في أنعم حال
والمال بأيديهم يَجري ويفيضُ على الخلان
أبناء الشهداء المنسيِّين افترَشوا الغَبراء
وناموا.. حلموا بالنصر... فساروا في درب الآباءِ
والمطرودون يُقال بأنَّهُم سيعودون
ولكن مثلي....
أرقامًا وقوائم تستجدي السلطة باسمهم
ليَعيش الأحرار هنيئَا
ونظل - كما نحن - المنبوذين
قالوا: إسرائيل اتَّفقَت معنا في تعريف النازح بعد ثلاث سنين
واعترفَت بمائتي ألفٍ سيَعودون
تباعًا في دُفعاتٍ...
حسبوا وجَدوا أنَّا سنعودُ ولكن
بعد ثلاث مئات سنين
مرحى.... مرحى... أهل الكهف تَعودون
ولكن كيف؟
المُعجِزة انطفأت... وبحدِّ القهرِ
فطوبى... طوبى للغرباء




__________________
إن كانت غزوة أحد قد انتهتْ
فإن مهمة الرماة
الذين يحفظون ظهور المسلمين
لم تنته بعد..!!
طوبي للمدافعين عن هذا الدين كل في مجاله،
طوبى للقابضين على الجمر،
كلما وهنوا قليلاً
تعزوا بصوت النبيِّ
صل الله عليه وسلم
ينادي فيهم:
" لا تبرحوا أماكنكم " !
رد مع اقتباس