بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الذي فضل سيدنا محمدا على جميع انبيائه ورسله وأرسله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله صلى الله عليه وعلى اله وصحبه . وبعد
عن الحسن قال : « إن الله ، وله الحمد لا شريك له ، رفع عن هذه الأمة الخطأ والنسيان ، وما استكرهوا عليه ، وما لا يطيقون ، وأحل لهم في حال الضرورة كثيرا مما حرم عليهم وأعطاهم خمسا :
أعطاهم الدنيا قرضا ، وسألهم إياها قرضا ، فما أعطوه عن طيب نفس منهم فلهم به الأضعاف الكثيرة ، من العشرة إلى سبعمائة ضعف ، إلى ما لا يعلم علمه إلا الله تبارك وتعالى ،
وذلك قوله عز وجل : من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له أضعافا كثيرة (1)
وما أخذ منهم كرها فصبروا واحتسبوا فلهم به الصلاة والرحمة وتحقيق الهدى ،
وذلك لقوله جل وعز : الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون ، أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون (2)
والثالثة : إن شكروا أن يزيدهم ،
وذلك لقوله جل ثناؤه : لئن شكرتم لأزيدنكم (3)
والرابعة : أن أحدهم لو عمل من الخطايا والذنوب حتى يبلغ الكفر ، ثم تاب ، أن يتوب عليه ويوجب له محبته ،
وذلك لقوله جل وعز : إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين (4)
والخامسة : لو أعطيها جبريل وميكائيل عليهما السلام وجميع النبيين ، لكان قد أجزل لهم العطاء ،
حيث يقول : ادعوني أستجب لكم (5) »
__________
(1) سورة : البقرة آية رقم : 245
(2) سورة : البقرة آية رقم : 156
(3) سورة : إبراهيم آية رقم : 7
(4) سورة : البقرة آية رقم : 222
(5) سورة : غافر آية رقم : 60 |