ولأن حواسنا تتنبه لأسباب الشقاء والتعاسة بأسرع مما تتهلل لأسباب البهجة والسرور، فمن واجب الإنسان تجاه نفسه أن يدرب مشاعره على الاحتفاء بالقليل الذى يتاح له من أسباب السعادة كما يتأثر تلقائيا بدواعى الشجن والتعاسة.. فنعادل بذلك بين لحظات البهجة القصيرة وفترات الشجن البطيئة.. ونقبل بهذا المزيج العادل ونمضى فى طريقنا إلى غايته المرسومة، كما يفعل ماء النهر الذى لا يرجع إلى منابعه أبدا، ويواصل السير دوما مع التيار إلى مصبه الحتمى، ولأن الأمر كذلك فلا مفر أمامنا من أن نحاكى النهر فى مسيرته الأبدية ونمضى فى طريقنا المقدور لنا راضين بما حملته الامواج لنا من أسباب السعادة وأكدار الشقاء. عبد الوهاب مطاوع - ترانيم الحب والعذاب |