لحمد لله حمداً يبلغ رضاه، وصلى الله على أشرف من اجتباه، وعلى من صاحبه ووالاه، وسلم تسليماً لا يدرك منتهاه. وبعد عن احد الحكماء قال : خير الإخوان مَن أقبل عليك إذا أدبر الزمان عنك.
وقال العَتّابي: الإخوانُ ثلاثة أصناف:
فرْع بائنٌ من أصله،
وأصل مُتَّصل بفَرْعه،
وفَرْع ليس له أصل.
فأمّا الفرع البائن من أصله، فإخاءٌ بُني على مودّة ثم انقطعت فحُفِظ على ذمام الصُّحبة؛
وأمّا الأصل المتَّصل بفَرْعه، فإخاءٌ أصله الكرم وأغصانه التَقوى؛
وأمّا الفرع الذي لا أصل له، فالمموه الظاهر الذي ليس له باطن.
لله در القائل
كم مِن أخ لم يَلدِهْ أبُوكا ... وأخ أبوهُ أبوكَ قد يَجْفُوكا
صافِ الكِرَامَ إذا أَردتَ إخاءَهم ... واعْلَم بأنّ أخا الحِفاظ أُخوكا
والناسُ ما استغنيتَ كُنتَ أخاهُمُ ... وإذَا افتقرتَ إليهمُ رَفَضًوكا
ومما يَجب للصدًيق على الصَّديق النصيحةُ جَهْده. فقد قالوا: صدِيق الرجل مِرْآته تُريه حَسناتِه وسيّآته. |