الحمد لله حمداً يقتضي رضاه، ولا ينقضي مداه، وصلى الله على محمد نبيّه الذي اصطفاه. واختاره لرسالته واجتباه. وسلم تسليماً. وبعد حقيقة الإيمان:
سئل الجنيد عن الإيمان فقال: ما أوجب الأمان.
وأتى رجل إلى الحسن فقال له: أمؤمن أنت؟
فقال له: إن كنت تريد قول الله تعالى " آمنا بالله وما أنزل علينا " فنعم به نتناكح، وبه نتناسل، وبه حقنا دماؤنا.
وإن كنت تريد قوله " إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم " فما أدري أنا منهم أم لا.
وسئل فضيل عن الورع فقال: اجتناب المحارم.
وقيل لأبي هريرة: صف لنا التقوى فقال: إذا دخلت أرضاً فيها شوك كيف تصنع؟ فقال: أتوقى وأتحرز.
فقال: فاتق من الدنيا هكذا فهذه التقوى، أخذه ابن المعتز فقال:
كن مثل ماشٍ فوق أر ض الشوك يحذر ما يرى
لا تحقرن صغيرةً ... إن الجبال من الحصى
وقيل: ليس الإيمان بالتحلي ولا التمني، ولكن ما وقر في القلب وصدقته الأعمال. |