{ مملكة هيستوريا : مدينة هيفين : شاطئ بليكلين : الخامسة والنصف مساءً } جفلت عينيها بملل وهي تقف محاذية للشاطئ دفنت يديها داخل اعمق بقعة في جيوب معطفها الخفيف تاركة الرياح تداعب شعرها الجليدي بخفة جاعلة منه خيوطاً كثيفة من الثلج تتطاير بهدوء ناحية النيران التي تتأجج وسط مياه البحر التي تعكر صفوها بفعل انعكاس الغيوم اخرجت يديها وجمعتهما لتنفخ فيهما قبساً من الهواء الدافئ الذي جمعته في رئتيها و اخرجته دفعة واحدة اعادت وضع يدها اليمنى في جيبها وهي تتلقف السيجارة منه لتضعها في فمها وتشعلها وتنفث دخاخين الموت من جوفها داعبت المياه النارية قدميها وانعكس بريقها الحراري على مقلتيها اللتين تلألأتا بلون الدم يستقي كينونته من جسد انهكته جموع الايام تابعت رغبتها العارمة بالبقاء منتظرة وهي تحثّ عقلها على الاستجابة لأوامرها ، بدأت تشعر بالملل من طول الانتظار تنهدت بسأم فالانتظار لساعتين لم يكن مدوناً في عقدها الذي وقعته بغير رضى مع تلك الوكالة الغامضة اغمضت عينيها واستنشقت ذرات الهواء التي تشبعت برائحة البحر المالحة وزفرتها ببطء كان مفتاح الصبر الذي تحلت به صديقاً لا ينفك ان ينقذها في كثير من المواقف سمعت صوت وقع اقدام تقترب ، فتحت عينيها والتفتت صوب الصوت ضاقت مقلتاها بعض الشيء بانزعاج و اعادت النظر الى حيث امواج البحر تضرب الصخور بعتوّ حتى تصدعها مع مرور الايام الطويلة اقترب منها الوافد الجديد بحذر ووقف بجانبها على بعد بضع ياردات فقط ، ابتسم وهو يستقي من زجاجة النبيذ البيضاء الذي يحملها معه اينما ذهب ومهما كانت الظروف استرق النظر الى قسمات وجهها الباردة التي عكست لون شعرها بمثالية ، ابتسم ساخراً ثم اردف ببعض الانزعاج - تحركاتهم مريبة هذه الايام ، ربما عليكِ الحذر شارلوت لم تبدِ الكثير من الاهتمام لما قاله ، اغمضت عينيها وردت عليه ببرود - لستُ من تحتاج لأخذ الحيطة جورج ، هناك الكثيرون غيري في الوكالة يحتاجون اليها تنهّد متململاً من اسلوبها المعتاد ، ارتشف بعض النبيذ مرة اخرى ليقذف الزجاجة بغضب بعدها ناحية البحر وتسقط غريقة فيه قال بعدما استبد اليأس بملامحه وصوته - لا نزال لا نعلم أي شيء عن " الفيرتوس " ، علينا ان نتحرك قبل فوات الاوان ظهر الاهتمام على ملامحها عند ذكر الاسم ، نظرت الى جورج الواقف بانحناء بسيط و اردفت مستعلمة - وهل عثرتم على دليل جديد لتدينوه ؟ رمقها متفاجئاً ، اقترب منها غاضباً وقد اكتسى الانزعاج قسماته ليردد منزعجاً - ما الذي تقولينه ؟ الكل يعرف انه هو من قام بكل تلك الاعمال القذرة ، لا تحاولي الدفاع عنه ظهر شبح ابتسامة ساخرة على وجهها المتجمد ، اعادت بناظرها ناحية الغروب وقالت ببعض الشؤم - قيعان البحر لا تعرف السواد الا في الليل فقط جورج ، انتَ تعلم هذا انعكس التعجب الذي شعر به في تلك اللحظة على ملامحه ، زفّر بحدة وابتعد عنها بخطوات قليلة واسترسل بحديثه - لم يعد لدينا وقت قبل ان تقوم مملكة " ديستوريا " بالتحرك ، انتِ تعلمين ان وكالتها خصمٌ لا يستهان به لم ترد عليه ولم تبد أي اهتمام على ما قاله لتوه ، سار في طريقه ذاهباً وتاركاً اياها واقفة مع الذكريات التي احاطتها كأشباح استرسلت في ثني الحاضر و ابطاء المستقبل والاهم من هذا ارساء الماضي شاهدت اختفاء الشمس واندثار نورها الساطع بامتزاجٍ مع خطِ الافق الواسع ، اغمضت عينيها وتسربلت الليل الطويل كدرع حصين جثم كلَ سائر في الارض مترددة داخلياً فيما تريده ، لا تريد ان تزمع فتكون الخاسرة ، ولا تريد ان تبطئ الخطى فتكون آخر الواصلين اهتزاز الهاتف في جيب بنطالها قد اعادها للواقع ، استجابت لندائه الطويل بكلمة واحدة ردت بها على الطرف الاخر - ماذا ؟ ظهر التهكم على صوت المتصل ، اردف بخبث - شارلوت ، تعالي الي يا عزيزتي ، اشعر بالبرد و انا احتاج المعونة تنهّدت عند سماع صوته بسخط ، ببرود الليل قالت - ليو ، ما غرضك من الاتصال لي و انتَ في حالة سكر ؟ احتلت البسمة ثغره الخبيث ذو الرائحة النتنة وردد - انهيت فتياتي كلهن ، وسمعت ان فتيات الوكالة هنّ الافضل و انتِ كما يقال اقواهن ابتسمت بازدراء سرعان ما تحول الى كبرياء اباطرة حاد ترافقته نبرة حادة غُرست كالسيف في صدره - لستُ ارنو الى ضحاياك ، ولا انوي ان اكون ممن تتلبسهم الاسود باسم القانون ، جد لك ضحية اخرى يا سيد مشعوذ ، لستُ مهتمة بلعبة الحياة هذه اغلقت الهاتف قبل ان تسمع رده ثم اعادت وضعه في جيبها وسارت بخطى ثابتة ناحية السيارة التي تقودها عادةً وسط الليل الذي اقتنى رداء عزاء اسود مُتّشِح بكآبةٍ مُسربَلةٍ على كلّ شيء ، صعدت اليها وبدأت قيادتها شاقة الطريق الى حيث يستديم الناس بطلباتهم المستحيلة على قلوب من كانوا بفطرة غير عادية وسط الطريق ازعجتها ذكريات حريق قديم قد جعلها تدرك ان ما اختفى خلف ستار المكائد كان اعظم من المكيدة بذاتها اوجست خيفة من هذا الكيان الغريب الذي ما انفك يلاحقها في طريقها الوعر الى حيث السلام تمالكت اعصابها وهي تشد الضغط على المقود وترفع من سرعة المركبة التي تقودها الى ان توقفت عند ذلك المبنى السامق ذي الروح المضطربة والتي لطالما شعرت بالوجل منه ووجدت خيوط مكر العنكبوت تحوم بين ممراته المضاءة بإضاءة صفراء عكست صفرة الابتسامة الشاحبة التي يكتسح بها كلُ ما حوله عبست بوجهها وشدت على شفاهها بعض الشيء حتى ظهر نابها الساغب للدماء الحارة ليستقي من دماء شفتيها اللتين نزفتا قليلاً من الضغط القوي عليها دلفت اليه بعدما اظهرت شارتها الخاصة وفُتحَ الباب على مصراعيه للترحيب بها ، سارت بسرعة مخيفة بين ممراته الى حين وصولها الى المصعد الذي ركبته وضغطت على مفتاح الطابق الرابع و الاربعين { مملكة ديستوريا : مدينة ويلز : مبنى سارتفورد : التاسعة مساءً } حشود الناس تجانست في اضواء مبهرجة الالوان ، استنزفوا وعيهم تحت وطأة الموسيقى الصاخبة التي جعلتهم مالا يحبذ المرء رؤيته في هذا العالم انزوى كلٌ منهم بجسد الاخرين حتى انتهوا خليطاً بشرية غير متجانس من الذنوب السخيمة التي تفتك بقلوبهم قبل عقولهم وتدحرهم الى سفح الهاوية التي يسقطون منها اجساداً محروقة الى ظلام دامس لا يغلفهم فيه الا غطاء ابيض كان اعداداً لما وراء قبر الاموات اتكأ على الطاولة بمرفقيه وهو يرنو الى صاحبه الذي ترنح بشكل عشوائي مثير للريبة وقد غطى الاحمرار وجهه الاسمر ابتسم بسخرية محضة ورشقّه بعلبة ماءٍ كان قد ابتاعها منذ وهلة ، انتبه الاخر الى وجوده فرمقه محاولاً تذكر هوية هذا الرجل الجالس بهدوء وسط هذه الحفلة الصاخبة احتلَ الخبث مطلع الاخر وارتسمت ابتسامة الشياطين القاتلة على محياه الى ان اقترب منه الرجل السكير راقصاً وهو يبتسم له بغير معرفة واضحة اشار له بالجلوس على الكرسي المجاور له فأذعن الاخر الذي نُدر في حياته ان يشاهد رجلاً اشقر وذي عيون زرقاء فقد ظن بأن اهلين الغرب قد اندثروا وما عاد لهم من وجود لا تزال الابتسامة الخبيثة واضحة على ثغر الرجل الاشقر الذي توسط وجهه جرح زاد من حدة وسامته اللاذعة اقترب من السكير وهمس في اذنه قائلاً - انت ابن السير نيكولاس اليس كذلك ؟ زمّ الرجل على شفاهه و اشاح بناظريه بعيداً وهو يردد بصوت متهكم - ومن حضرتك ؟ اتسعت ابتسامته وبان ناباه المتعطشين لسفك الدماء ليردد بخبث الشياطين - انا الموت الذي يرتشف دماء ضحاياه في جثم الليل لحديقة الاموات تفجر الاخر بالضحك ساخراً منه ، ضرب فخذه بباطن يده بقوة ليردف قائلاً بغير عقل - انت الكوميدي الجديد الذي جلبه لي والدي ، حسناً يا عزيزي قلْ له بأني بغير حاجة لحراس شخصيين اختفت الابتسامة من محيا الرجل و تكفهر وجهه الوضّاح بالابتسام عادةً ليعيد قوله بزمكٍ شديد - حاصد الارواح لا يمزح في وقت عزاء ضحاياه ، اتمنى بأن يكون لديكَ نعيٌّ جيد حتى لا اضطر لتشويه شاهد قبرك ذو الذنب العظيم الرجل السكير الذي لم يفقه أي كلمة مما قالها الماثل امامه شاهد فوهة المسدس الصامت معلقة على وسط جبينه و شاهد سبابة الرجل تضغط ببطء على الزناد ليبدأ الوجل يدلف الى قلبه وتظهر قطرات العرق على جبينه ببطء اراد الصراخ ولكن الرصاصة التي استقرت في رأسه منعته ، تناثرت دماءه على وجه الاخر الذي لعقها بابتسامة ساخرة سرعان ما سقط الجسد على الارض التي ما بان منها شيءٌ من اقدام الناس المتراصة عليها تلقف كأس النبيذ الاحمر المخملي بيده وارتشف منه بعضه ليعيد وضعه على الطاولة و يقف مستنزفاً يومه بين تراص الناس بعدما انهى عمله الوحيد لهذا اليوم سار نافذاً بين الحشود الصارخة بمتعة لاذعة الى ان خرج خارج المبنى المليء بالخطيئة والسخيمة ليكمل سيره ناحية السيارة السوداء الرياضية الخاصة به و يرتقيها على هوانه ليقودها الى حيث وجهته التالية من حصد ارواح الناس اضمحلت الرؤية في عينيها وتفاقم على قلبها الكثير من الهم الفاتك بالنفس البشرية اخرجت لفحة هواءٍ باردة عكست برود قلبها النائم وسط اشلاء الجليد ، اغمضت عينيها واتكأت برأسها على الكرسي وهي تستمع لحديث رئيس وكالتها الصاخب رشقّها بقلمه الذي يحمله عادةً في كل مكان وصرخ في وجهها بأن تهم بالانتباه لما يقوله الان لم تعره اهتماماً واستمرت على العصيان دائبة ، تنهد الان بحنق وعاد لإلقاء خطبته متبجحاً بنفسه ومناظراً الاخرين بنظرات الدونية لم تكن شارلوت تستمع اليه في تلك اللحظات بل غاصت في عالم بعيد من الذكريات و اشراقة وجه شخص ما عادت تطيق النظر اليه و لا حتى سماع صوته الذي تميز ببحة خاطفة للعقل ولكنها انتبهت على عبارة واحدة خرجت من فاه الرجل المتبختر امامها وهو يرددها بغرور شديد - لا تزال البحوث المضنية في البحث عن " الفيرتوس " قائمة ، النزاع بين القارتين لن ينتهي ما دام ذلك المسخ الكاسر يحوم الارجاء مستعمراً كل ما تطأه قدماه له فقد اتسعت عصابته اتساعاً مهيباً وانجلت الكثير من الحقائق على اثرها ، دحضه امر مهم وخاصة اننا لا نمتلك أي معلومة وافية عنه ثغرها اكتسح بابتسامة طاغية ونابية على كل ما حولها ، شدت على قبضتها لتردد بصوت جوهري مليء بالمكر والرغبة في التدمير - الجواد لا يمتطى قبل ان يروض يا سيد كين ، بحثك في كومة القش لن يفيد ولن يساعدك على المضي قدماً فـ آلفيرتوس متقدم دائماً بخطوة امامنا ، علينا التفكير بطريقة الشياطين ونترك خطى الملائكة جانباً لبعض الوقت ، لان الوقت الذي تفوز فيه البشرية على الطاغية هو الوقت الذي تكون فيها مستعداً للتخلي عن جزء منك ورميه بعيداً ، حتى تتخطى الوحوش عليك ان تكون مستعداً للتخلي عن انسانيتك عبس وجهه وتلون بالغضب حالكاً استرسل بحديثه غاضباً مستنكراً - رمي البشرية سيودي بنا في غياهب التهلكة ، تخطي الوحوش ممكن بإتباع الطرق السليمة ولن نحتاج لسلخ انفسنا عن اجسادنا كي نحقق مرادنا ، لن نسير على نهجٍ عقيم يا شارلوت اتسعت ابتسامتها الجليدية واحتلت كافة قسمات وجهها الهادئة ، فهي قد توقعت هذه الاجابة السفيهة منه وتوقعت ان يرتسم الغضب عليه مهلكاً اعصابه الحديدية الزائفة بكلمة واحدة تثير غبار النقع على عينيه لتعميه عن كل ما هو حق في هذا الكون عادت لجلستها السابقة بملل كئيب وهي تشيح بكل وعيها بعيداً عن كلام السيد كين العقيم ، ارتأت ان تقف الان وتسير خارجة من هذا الصخب المثير للاشمئزاز و تلقي بجثتها الباردة على سريرها لتغط في سبات قد لا ينتهي الا في القرن القادم ان ارادت ان تعوض فقدان الطاقة الذي تشعر به الان ولكن القلب يهوى والقدر لا يريد ، صفارات الانذار الحمراء التي شقت الضوء الابيض المسيطر على المكان ادخل الوجل والرعب في قلوب كل الحاضرين عدا تلك الجليدية طبعاً فتحت عينيها ببطء وهي تنصت السمع لقلوب وعقول كل الحاضرين باستهزاء وقفت بشموخ معتاد منها وهي ترمق السيد كين الذي عرف ما تفكر فيه حالياً سار امامها وسط البلبلة الصاخبة التي زعزعت كيان المبنى الصامت ابتسمت عندما تذكرت احدى اشهر المقولات التي تناقلها كل الموجودين هنا والتي تصف كين ببضع كلمات فقط " هُوَ دَائِمُ التَّبَخْتُرِ أَمَامَ النَّاسِ ، يَمْشِي فِي بُطْءٍ وَتَمَايُلٍ وَغُنْجٍ مُعْجَباً بِنَفْسِه " سارت خلفه تشق الخطى وسط الاضواء الحمراء التي تعكس حُمرة عينيها المليئتين بالرغبة في السلام والحرب في آن ، والانتقام والغفران في آن آخر سار جورج ذو الشعر الكستنائي والعيون الرملية خلفها حتى يمنع أي حركة سخيفة تقوم بها وصلوا الى مكان الجلبة فكان احد السجناء الذين فكوا القيد وقد تحول الى مخلوق مرعب خالٍ من الانسانية البحتة اصبح ضخم الجثة ، اشعث الشعر وحاد العيون و بشرته الذي شحبت كما شحوب الضباب المكتسح على الغابات اخذت نفحة هواء لتنطق كلمتها لكن ضربة جورج على رأسها والتي رافقها طغيان حاد من نظرة " لا " مميتة قد عدلتها عن القيام بأي حركة تنهي الوضع بشكل فاجع فك كين الخناق عن نفسه بأن القى ربطة العنق التي يتبجح بها جانباً وفتح اول ثلاثة ازرار من قميصه الابيض الذي اعتلاه معطف رسمي اسود تغير لون عينيه السوداوات الى الذهبي الفاتح وظهر رمح طويل في يده اليسرى اهتزت الارض من تحت قدميه بفعل ضرب ذلك المسخ لها بقدمه الضخمة ، سار وسط الاهتزازات بغرور وثبات ليردد بازدراء وثقة وضحت على ملامحه الهادئة - يا من دنّس الارض بدماء الاشقياء ، و اشعل نيران الخطيئة في وجوه الصلحاء ، كفّر عن ذنبك الاسود بنيران الجحيم الهادمة و اهلك نافذا من هاوية الصياح تقدم الوحش بسرعة خاطفة امامه وكان على وشك ان يضربه بيده الفولاذية الا ان رمح كين قد استقر ثابتاً في قلب المسخ الذي سقط على جانبه الايمن و رسمت دمائه من تحته سجادة حمراء قانية بدأ يتقلص ويعود الى طبيعته العادية الى بان رجلاً في منتصف العمر ذو شعرٍ ليلي وعينان بنيتان زفر كين بحدة وقال بحنق - السجين سبعة واحد ثمانية اذا ! توقعت حدوث هذا ابتسم الحاضرون والتفت كين للعودة الى غرفة الاجتماعات بملل ، توقف عند شارلوت وهمس بشيء في اذنها ، ضاقت حدقتاها قليلاً ورددت بتفهم - حسناً ابتسم برضى وسار وحيداً يدندن بأغنية ما جالت في باله فجأة القى بنفسه حراً على فراشه الاسود الذي يعكس سواد جوفه الملطخ بالخطيئة استنشق الهواء المشبع برائحة عطر الياسمين من حوله و وضع يديه اسفل رأسه وهو يرمق السقف الهادئ بابتسامة لطيفة فكره لم يتغير الى الان ، لا يزال يظن بأن سفك الدماء يرأب ويشعب داخله شيئاً فشيئاً حتى يطهره تماماً من أي ذنب ، ولكن لبَّ هذا الجسد كان ثؤاه الذي ما انفك يفتك بكل ما حوله وينزل الموت رحيماً على من عرفه توهم حريقاً يشتعل الان في غرفته وهو يطأطأ رأسه للقدر منحياً ، هو لا يؤمن بضرورة الكفاح ان كانت النهاية على نصب عينيه كلُ ما يريده هو تخليص العالم من شوائبه التي لا تزال ورغم الفاجعة التي حصلت في ازدياد شديد تنهد بعدة افكار في نفس اللحظة وردد جملة صغير بصوت خبيث ومشتاق - شارلوت ، دمائك الميتة كانت اكثر ما استقيته روعة في تاريخ الظلام هذا اغمض عينيه وقهقهة شيطانية تجلت على صوته لترافقها ضحكات هستيرية كانت اكثر ما يرعب وسط ظلام غرفته المليئة بالغموض يتبع لاحد يرد |
التعديل الأخير تم بواسطة آرْلِيتْ : ظَلَامْ ; 02-07-2014 الساعة 12:30 PM |