فقال لها و هو لا يزال ينظر لاسفل: انت مخطئة..
ثم رفع رأسه وواجها ودمعة حارة قد سالت على خده، و إبتسامة حزن قد نقشت على محياه و قال: انا اشعر بالشفقة عليك لا اكثر، كريستا.
ثم قال و الابتسامة لا تزال مرسومة عليه: أنت قد اريتني عالماً جديداً بعد ان خسرت عالمي القديم، لقد اريتني حزن هذا العالم و جماله..
ثم اكمل كلامه و الدمعة قد سالت بوضوح امام وجه كريستا المصدوم من كلماته : لهذا انا اشعر بالشفقة عليك، عندما اصبحت عمياء لا تستطيعين رؤية جمال هذا العالم إلا بالمنصب و المال.
فإذا بها تلطمه على وجه بقوة، ثم انتصبت على رجليها و قالت بنوع من الغضب و الحماقة: اخرس! ماذا تعرف انت عني؟! لقد عشت حياتي مجللة بديون والدي! و الآن لا تريدني أن اذهب وراء المال! على عكسك انت الذي تربى في دار الايتام و تبنته عائلة ثرية يخرج الذهب من قصورها! كنت اعيش في فقر رغم مال ابي الذي بدأ ينفذ بسبب القمار! عشت في الفقر لدرجة انني تمنيت الموت!
فسألها: هل تقولين بأنك تفضلين الموت على العيش في الفقر؟ و تفضلين خيانة من وثق فيك من اجل المنصب و المال؟
فقالت فوراً: بالطبع-
قاطعتها انا و قلت لها بغضب: اخرس ايتها الخائنة!
فنظرت إلي بنوع من الاستصغار، فقلت لها بغضب: مهما كانت الحياة صعبة التي تعيشينها، يجب ان تكوني ممتنة للأنك على قيد الحياة!
ثم قلت لها: لقد ركلتي السعادة التي جائت لحد قدميك بعيداً عندما ابتعدت عن سام و عنا، و الآن تقولين بأنك سعيدة للأنك تملكين المال؟ أي عقل صغير تمتلكينه!
فإذا بها ترمي المطرقة على الارض، و تخرج مسدساً من جيبها ! اطلقت النار على رجلي و ذراعي، فعانقت الارض و انا اتلوى من الالم الذي ضرب جسمي كالوحش الكاسر! تقدمت كريستا لي ووجهت المسدس نحوي مباشرة، و قالت :جاهل مثلك يجب ان يقود لسانه، للأنك لا تعرف بان الحب هو نهاية العقل.
فجأة! سمعت صوت اطلاق النار! هل مت حقاً؟ لكن لا شئ قد تغير؟ ماذا يحدث بالضبط؟!
رفعت رأسي قليلاً لكي ارى ماذا يحدث، رأيت سام و قد توسعت عينه بشكل كبير، كان مرعوباً و العرق يرشح من جبينه، و كأنه قد رأى ملك الموت على شكله الحقيقي! حولت نظري لكريستا، فرأيتها قد عانقت الارض و بحر من الدماء قد تفجر من كوامن جسمها! عدلت جلستي، فرأيت ديانا و هي تحمل مسدساً في يدها، لم ارى وجهها للأنها كانت تنظر للأسفل، فجأة! توجهت حيث كريستا الملقية على الارض، ووجهت المسدس نحوها ببطئ..
شهقت شهقة قوية حينها! و قلت لها: د-ديانا.. ماذا تفعلين؟ توقفي..!
لم تتوقف، بل واصلت في حركتها و ثبتت المسدس نحوها ، بينما كانت كريستا تصارع الموت و هي تحاول مد يدها إلى المسدس الذي قربها، إلى ان حست بظل ديانا، فرفعت نظرها للأعلى بصدمة، و نحن نشاهد غير مصدقين ما يجري! قالت ديانا بنبرة لم اعهدها منها من قبل: كيف تجرؤين على فعل هذا بشين ؟
كل ما سمعته في تلك اللحظة هو صوت كريستا الذي قد اغرق في بحر الخوف قائلاً: فليساعدني احدهم.. إنها حاصدة الارواح..
فصرخت على ديانا في تلك اللحظة : توقفي!
بعد ان اكملت جملتي مباشرة، ضغطت ديانا على زناد المسدس و نزعت روح كريستا من جسمها! هذه.. هذه ليست ديانا.. ديانا التي اعرفها .. ديانا الفتاة التي احبها لا تفعل هكذا..
إبتلعت ريقي و قد تملكني الخوف انا و سام بشكل قاتل! و قلت لديانا بصوت مرعوب: ديانا.. لا..
ثم قلت لها بحزم: من أنتِ؟
دارت لي عندها، رفعت رأسها للأرى عينيها قد تبدلت من الاخضر الزمردي إلى الباهت و هي تقول لي بإبتسامة تدخلت على دهاليز الرعب :أنا ماريا ترانسي بالطبع، شين!