رد: ما الجديد في أنابوليس؟ من يصدق بأنه وقبل أيام من انعقاد الاجتماع كان هناك غضب شعبي واحتجاج رسمي من جامعة الدول العربية على الانتهاكات الصهيونية في مدينة القدس والحفريات تحت المسجد الأقصى، ولا تزال تلك الاعتداءات مستمرة، والحصار مفروضاً على قطاع غزة بكامله.. ومع هذا كله ينعقد الاجتماع وتدعى الوفود في سباق مع الزمن بعد جولات مكوكية للتعجيل بانعقاده وتكثير السواد فيه؟! طيلة مدة وجوده في البيت الأبيض لم يلتفت الرئيس الأمريكي بوش للقضية الفلسطينية وتجاهلها تماماً، واليوم ومع اقتراب نهاية ولايته يوجه اهتمامه لها متناسياً التقارير الواردة من بغداد وكابل عن خسائره وعجزه وإخفاقاته مع حلفائه. الجديد الذي سجله هذا الاجتماع هو مشاركة دول عربية لم يسبق لها المشاركة على هذا النحو، وبالتالي سيكون الرئيس الأمريكي جورج بوش قد حقق - ولو من خلال الصور الفوتوغرافية التي سيتم التقاطها - انجازاً مهما في نهاية فترته الرئاسية قد يؤهله للحصول على جائزة للسلام؛ لمحاولته بناء الدولة الفلسطينية المستقلة بجوار الدولة اليهودية – كما يزعمون – بعد أن قضى على دولتين في العراق وأفغانستان دون أن يحقق شيئاً من الأهداف التي برر بها تلك الحروب. والجديد كذلك أن بوش مازال يؤكد أن الولايات المتحدة هي شرطي العالم برغم الإخفاقات في العراق وأفغانستان... ليس لكونه جمع أكثر من 43 وفداً في مدينة "أنا .. بوليس"! .. بل لأنها جمعت كل تلك الوفود رغم كل تلك الظروف التي يمر بها الفلسطينيون. أما كان أضعف الإيمان أن يضع من يريد الذهاب شروطاً لرفع الحصار وإيقاف الحفريات وترميم المسجد والإفراج عن الأسرى قبل المشاركة؟! وحين استفتح بوش الاجتماع بالتشديد على حفظ الأمن الصهيوني، وأولمرت بالتأكيد على لاءات حكومته الثابتة، مع مطالبتها دول المنطقة بالتطبيع، ألم يكن بوسع "محمود عباس" أن يشير إلى معاناة شعبه جراء العدوان المتواصل؟! على أية حال.. إذا كانت مشاهد القمع البشع من الشرطة الفلسطينية للمظاهرات المنددة بالاجتماع في الضفة الغربية هي أولى نتائج ذلك الاجتماع.. فما الجديد المنتظر من حكومة رام الله؟! |