رد: ما الجديد في أنابوليس؟ هنية يحذر العرب من أن يكونوا شهود زور انتقد إسماعيل هنية، رئيس الوزراء الفلسطيني، المشاركة العربية في لقاء "أنابولس"، الذي يعقد اليوم الثلاثاء في حين لم تتوقف عمليات الاغتيال الصهيونية، معتبراً تلك المشاركة بأنها "خطوة من خطوات التراجع الخطير عن موقف الممانعة التاريخية الذي سجلته الدبلوماسية لهذه الدول في الفترات الصعبة، فكيف ونحن في موقع وطني وإقليمي ودولي أصعب". وحذر الدول من أن يكونوا "شهود زور في هذا المؤتمر المفلس، وأن يكرّسوا جهودهم لفك الحصار المفروض على قطاع غزة، وأن يدعموا الشعب المحاصر، وأن يدحضوا مكائد الإدارة الأمريكية التي تسعى إلى النيل من هوية الأمة من خلال التصنيفات التي تطلقها بين معتدل ومتشدد". كما أكد أن أي تنازلات سيقدمها الوفد الفلسطيني المشارك "لا يلزم شعبنا الفلسطيني بشيء، ولا يترتب بناء عليها تجاه الأجيال القادمة أي تعهدات تقطع الطريق أمام استكمال مشروع التحرير". وعبّر عن استنكار الحكومة لسياسة "القمع والتسلط وتطبيق نظرية الأمن التي تخدم الاحتلال على شعبنا وأمنه وكرامته ومقاوته وسياسة تكميم الأفواه، وآخرها تغييب صوت الشعب في الضفة ومنع المسيرات والاعتصامات والمؤتمرات الصحفية ذات الصلة بأنابولس، وترى الحكومة في هذه السياسة تعبيراً عن الخوف من مشاعر الشعب الفلسطيني". كما طالب الحكومة بوقف سياسية "الملاحقة والاستبداد والتسلط التي تتعرض لها حركة المقاومة الإسلامية "حماس" وفصائل وأذرع المقاومة في الضفة، والكف عن ممارسة تبادل الأدوار والتعاون الأمني الخطير مع قوات الاحتلال". وعاهد هنية "أمتنا وشعبنا وكل أحرار العالم على أن تبقى (الحكومة) وفية لدماء الشهداء وعذابات الأسرى وآلام الجرحى ولمسيرة الصمود والمقاومة والعطاء، وأن تتمسك بحقوق الشعب والأمة وأن لا تفرط فيها، مع ثقتنا بأن مؤتمر أنابولس لن يغير من حقائق التاريخ والجغرافيا التي تصون الأرض والإنسان والمقدسات، أي مؤتمر يتجاوز هذه الحقائق محكوم عليه بالفشل مهما زينوه بالصور الخداعة أو الكلمات البراقة أو الوعود الجوفاء". وكان الآلاف من جماهير الشعب الفلسطيني في قطاع غزة قد خرجوا في مسيرات حاشدة، للتنديد بلقاء "أنابوليس"، وللتأكيد على التمسك بالثوابت والحقوق، وتلا رئيس المجلس التشريعي بالإنابة الدكتور أحمد بحر " وثيقة الوفاء" وجاء فيها: "نعاهد الله ثم نعاهد شعبنا أن لا نقبل أي حل للقضية الفلسطينية إلا بتحرير الأرض والمقدسات وعودة اللاجئين إلى ديارهم وبيوتهم التي شردوا منها بعد سنة 1948، وألا نساوم على أي جزء من مدينة القدس ومن جميع أراضيها وعقاراتها ومسجدها الأقصى وآثارها ومقدساتها الإسلامية والمسيحية، والله على ما أقول شهيد". وفي مشهد مغاير فرقت الأجهزة الأمنية، الخاضعة لإمرة رئيس السلطة محمود عباس، بالقوة، مسيرة سلمية دعت إليها الجبهة الشعبية للاحتجاج على مؤتمر "أنابولس" في رام الله، ومسيرة أخرى لحزب التحرير في الخليل، وقام أفراد الأجهزة الأمنية بالاعتداء بالضرب ورش الغاز على عشرات المواطنين وإطلاق الرصاص ما أدى إلى مقتل مواطن وجرح العشرات. كما قامت تلك الأجهزة باعتقال عدد من المتظاهرين. وقد نددت الجبهة الشعبية بقرار حكومة فياض منع المسيرات واعتبرته اعتداءً سافراً على الحرية. وفي سياق آخر أعلن الناطق الرسمي باسم الحكومة البريطانية جون ويلكس، في مؤتمر صحفي عقده في العاصمة الأردنية عمّان ، عن نية بلاده تقديم نصف مليار دولار لدعم السلطة الفلسطينية في رام الله، وأن بريطانيا ستعد لحملة دبلوماسية لتشجيع دول أخرى لتقديم تبرعات للسلطة خلال مؤتمر "أنابوليس"، ومؤتمر الدول المانحة الذي سيتم عقده مطلع العام المقبل 2008. ويأتي هذا الموقف البريطاني في ظل الحصار المفروض على قطاع غزة منذ الرابع عشر من شهر حزيران (يونيو) الماضي، والذي أسفر حتى الآن عن استشهاد ما يزيد عن أربعة وأربعين مريضاً فلسطينياً بسبب نقص الأدوية ومنع المرضى من السفر إلى الخارج لتلقي العلاج. |