بيان لهيئة علماء المسلمين حول اتفاق المالكي وبوش علماء العراق يرفضون الوفاق أصدرت هيئة علماء المسلمين بالعراق بيانا لها برقم 501 أدانت فيه مساعي الوفاق مع الولايات المتحدة فيما سمي "إعلان مبادئ لعلاقة تعاون وصداقة طويلة الأمد بين جمهورية العراق والولايات المتحدة الأميركية"، وعدتها باطلة لا قيمة لها. وأكدت الهيئة – في بيانها الصادر أمس الأربعاء - أن الشعب العراقي بكل قواه الوطنية ومقاومته الشرعية وفئات شعبه الرافضة للاحتلال الأمريكي - وهم الأغلبية الساحقة في البلاد - لن يعترف بأي اتفاق يبرم في ظل الاحتلال يمس سيادة العراق ومصالحه العليا. وفيما يأتي نص البيان: "بيان رقم (501) المتعلق بما سمي "إعلان مبادئ لعلاقة تعاون وصداقة طويلة الأمد بين جمهورية العراق والولايات المتحدة الأميركية": الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه. وبعد: ففي الوقت الذي أعرب فيه الرئيس الأمريكي أكثر من مرة عن شعوره بالإحباط من المالكي، وصدرت تقييمات من قادته العسكريين - الذين يعول عليهم دائماً ويقول إنهم من يقرر ماذا نفعل وليس السياسيين في واشنطن - بأن المالكي يشكل تهديداً يواجه جهود واشنطن في العراق أكثر من تنظيم القاعدة والميليشيات المدعومة من إيران، وبأنه ومن معه من الزعماء السياسيين ليسوا على اطلاع بهموم المواطن العراقي العادي، وأنهم لا يخرجون إلى الشوارع وليسوا على دراية بما يجري على الأرض، وفي الوقت الذي صدر فيه تقرير أمريكي رسمي يفيد بأن الحكومة العراقية برئاسة المالكي ينخرها الفساد إلى حد يعطي انطباعاً بأنه سيقضي على موارد البلاد كلياً، وأن مكتب المالكي تدخل أحياناً لإغلاق تحقيقات فتحت بحق سياسيين متحالفين مع الحكومة؛ في هذا الوقت نفسه يسمح الرئيس الأمريكي لنفسه أن يبحث في غرفة مغلقة اتفاقات ذات مساس بسيادة العراق والمصالح العليا له، مع هذا الزعيم المصنوع الذي وصف بكل الأوصاف السابقة والذي رد بدوره على المعترضين على اتفاقه هذا بأنه كرئيس للوزراء وقائد عام للقوات المسلحة يحق له إبرام اتفاقيات والتوقيع عليها. إن الرئيس الأمريكي بهذه الخطوة يحيي الخراب في البلاد، ويدعم مؤسسات التدمير، ويصنع لهؤلاء الذين أتى بهم دكتاتورية يباركها لهم بترسيخ وجودها وتقديم الدعم لها والاعتراف بها كجهة ممثلة لشعب سحقت جنوده كل معاني الحرية فيه، وغيبت قواه الحقيقية المعبرة عن إرادته صدقاً، ويبيع العراق بيع مسود لسيد، لا هم له إلا أن يبقى في السلطة، وهو مستعد ليفرط في سبيل ذلك بكل البلاد ثمناً ما دام أنه يفرط بما ليس له، ويبيع ما لا يملك. إن تضمين هذه الوثيقة دعم الحكومة الحالية وأجهزتها الأمنية المتورطة في قتل أبناء الشعب العراقي وتعذيبهم في أقبية سجونها وممارسة التطهير العرقي والطائفي بحقهم بشهادة منظمات دولية لحقوق الإنسان، وتقديم العون لها لتصفية أعدائها مثل المقاومة العراقية المشروعة، واحترام الدستور الحالي - أصل المشكلة بعد الاحتلال - وصيانته والوقوف بحزم أمام أية محاولة لتعطيله أو تعليقه أو تجاوزه، واعتبار العراق دولة أَولى برعاية الولايات المتحدة الأميركية على الصعيد الاقتصادي، وتمهيد السبيل لعقد اتفاقات أمنية وعسكرية طويلة الأمد وغير ذلك، إنما هو رهن للعراق ومستقبله وثرواته بيد جلاديه، وهي فضيحة بكل ما لهذه الكلمة من معانٍ وأبعاد. إن هيئة علماء المسلمين إذ تدين هذه الوثيقة - التي زعم بعض القادة الأمريكيين أنها غير ملزمة - وتعدها باطلة لا قيمة لها ولا تساوي الحبر الذي كتبت به، فإنها تؤكد على أن الشعب العراقي بكل قواه الوطنية ومقاومته الشرعية وفئات شعبه الرافضة للاحتلال الأمريكي - وهم الأغلبية الساحقة في البلاد - لن يعترف بأي اتفاق يبرم في ظل الاحتلال يمس سيادة العراق ومصالحه العليا. وعلى الرئيس الأمريكي ومن معه أن يكفوا عن تجاهل إرادة الشعوب والمواثيق الدولية وانتهاك حقوق الإنسان العراقي، وأن يفكروا - بدلاً من ذلك - بالتكفير عن خطيئتهم بحق هذا الشعب والاعتراف بما سببوه له من قتل ودمار ونهب للثروات". |