ضغطت على يديها بقوة... إلى أن انغرزت أظافرها في راحتي كفيها... وقالت: أنا آسفة... لكني لن أحب شخصا آخر أبدا... وغادرت المكتب دون أن تستمع لصوت والدتها القلق الذي يناديها... نظرت سيرينا نحو زوجها بقلق... وقالت: افعل شيئا... هز رأسه نفيا وقال: هي الوحيدة القادرة على ذلك... ثم واصل وهو يبتسم بحنان: أنا فخور بها... لو كان هيرو حيا... لكان أسعد إنسان لأنه حصل على قلب فتاة مثلها... .. .. قادت سيارتها بجنون... على الطرقات الزلقة بسبب المطر... كأن السماء أحست بمعاناتها... فأرادت مشاطرتها حزنها... من حسن حظها أنها سائقة ماهرة... وإلا لكانت سيارتها قد انقلبت عند أول منعطف... ولكنها كادت أن تصطدم بكلب يركض وسط الطريق... اتسعت عيناها فزعا... فحاولت تفاديه بأن أدارت المقود... لكنها لم تتمكن من تجنب العمود... فاصطدمت به بقوة تمكنت من اقتلاعه من مكانه... تجمع الناس حول تلك السيارة الحمراء... والقلق جليّ على وجوههم الشاحبة... ولكن الباب فُتح... لتترجل يارا... وكأن شيئا لم يكن... فقط بعض الخدوش على وجهها جراء قطع الزجاج المنكسر... وقالت بانزعاج: سيقتلني أبي عندما يعلم بما أصاب السيارة... ظهرت الدهشة على وجوه الجميع... فاقترب منها طفل –في الخامسة من عمره-... وقال: أنت بطلة خارقة يا آنسة... نظرت نحوه بتساؤل... ولأول مرة... انتبهت لنظرات الدهشة التي وجهها نحوها المارة... فابتسمت بارتباك وقالت: سيارتي مزودة بالحماية... لم يكن ليصيبني أذى... ظهر بعض الاستيعاب على وجه المارة... ولكن ما كان يحيرهم... هو أنها تتصرف وكأنها لم تتعرض لحادث منذ دقيقة واحدة... فهم لم يعلموا أن يارا معتادة على مواقف مشابهة... بحكم عملها في المنظمة... ظهر شاب من بين الجمع... نظر نحو يارا بدهشة وقلق... لكنها ابتسمت... وقالت مطمئنة: أنا بخير... عقد الشاب –الذي لم يكن سوى لويس- حاجبيه... وقال محتجا وهو ينظر نحو السيارة المحطمة: لا أظن ذلك... أنت بحاجة لزيارة المستشفى... بدا الخوف على يارا... واحتضنت نفسها بيدها... وهي تقول بارتباك: أرجوك... لا تذكر هذا الاسم أمامي ثانية... ثم واصلت وهي تذرف الدموع: أرجوك... استغرب الجميع بكاءها... فقد كانت مبتسمة لتوها... فاقترب لويس منها... وقال وهو يمسك بها: لا عليك يا آنسة... لن تذهبي إلى هناك... رفعت عينيها نحوه... فلاحظت جمود قسماته رغم حنان صوته... لم تعرف السبب... لكنها أحست أنها تعرفه... أحست أنها قابلته من قبل... ساعدها للوصول إلى سيارته ذات اللون الرمادي... وأجلسها في المقعد المجاور له... ثم نظر نحو الناس القلقين... وقال: لا تقلقوا... ستكون بخير... ثم توجه... وجلس أمام المقود... لاحظ طوال الطريق أنها لم تبعد نظراتها عنه... فأحس بالارتباك والخوف من أن تكون قد تذكرته... إلا أنها قالت: أين ستأخذني؟؟ ابتسم بسخرية وقال: ماذا؟؟ هل أنت خائفة؟؟ أحست أنه أقوى من أن تتحداه... فقالت بهدوء: أمر عادي... فأنا لا أعرفك حتى... فواصل مطمئنا: لا تقلقي... أنا لن أختطفك يا آنسة... فسألت باحتجاج: إذن إلى أين ستأخذني؟؟ فأجابها بهدوء أغاظها: أعرف طبيبا سيهتم بك... فقالت بحدة: لكني لست مصابة... كما أنني لم أطلب مساعدتك... ولا أريدها... لذا أنزلني حالا... صوب نحوها نظرات جانبية باردة... ألجمت لسانها... فلم تقوً على قول حرف إضافي... ابتسم لويس بنصر وقال: يسعدني أنني سيد الموقف... لم تتمكن يارا من تحمل سخريته... فوضعت يدها على مقبض الباب... لكنه لاحظها... فأوقف السيارة بحدة على جانب الطريق... لدرجة أنها كادت أن تقع عن كرسيها... فصرخت في وجهه: أأنت مجنون؟؟ إلا أنها خافت من نظراته الغاضبة... وأحست بالارتباك... فأشاحت بوجهها محاولة لملمة شتات نفسها المتدهورة... فسمعته يقول: يا لك من حمقاء!! استعادت عزيمتها بسرعة بعد هذه الإهانة وقالت: بل أنت هو الأحمق هنا... ثم حاولت فتح الباب... فقال لويس: إن الباب لا يفتح ما دام المحرك يعمل... فصرخت غاضبة: إذن افتحه... ثم انتبهت لأمر ما... فقالت: إذن لم أوقفت السيارة؟؟... ألم أقل أنك أحمق... أمسك معصمها بقوة... وقال وهو يصر على أسنانه: إياك أن تعيدي هذا على مسامعي.... حدت من عينيها... وأجابت: لا تظن أنني أخافك... ثم من أنت؟؟... وماذا تريد مني؟؟ أنا حتى لا أعرفك... .. .. ***نهاية الفصل***
__________________ ... لا استطيع الرد على الدعوات فلا تحرجوني ارجوكم.. |