عرض مشاركة واحدة
  #6  
قديم 02-10-2014, 01:28 PM
 
البارت الثالث

***اختفاء!! أين ستذهب؟؟***
..
..
توقفت السيارة الرمادية أمام أحد البنايات...
ولم تنتبه يارا لمعرفتها بالمكان... فغرابة ما يفعله هذا الشاب... جعلتها تتساءل عما إذا كان يعرفها... ومنعتها من التفكير بأي أمر آخر...
أحست أن قدماها تخونانها... عندما فتح لها باب السيارة للنزول...
وعندما ترددت في النزول... قال بسخرية: لا تتوقعي مني أن أنزلك!!
نظرت نحوه بحدة... ثم نزلت وقالت: أنا لا أريد زيارة هذا الطبيب... ألا تفهم؟؟
فقال بهدوء: بلا أفهم... لكن ما أقوله أنا... هو ما سينفَّذ!!
أغاظتها النبرة الآمرة المتسلطة في صوته... فقالت بغضب عارم: ومن أنت حتى تملي علي ما أفعله وما لا أفعله؟؟
فقال تهكم: لا أظنك تريدين أن تعرفي...



توجه إلى مبنى العمارة متجاهلا نظرات الغضب في عينيها...
فلم تجد بدا من أن تتبعه... وهي تلوم نفسها على انفعالها غير الضروري... بينما هو يستمتع بالسخرية منها!!
توقفا أمام شقة لم تبدو لها غريبة... وما أن فتح لويس الباب بمفتاحه... حتى شهقت يارا: لقد أتيت إلى هنا من قبل برفقة لورا!! إنها شُقة مارك!!



سمع مارك اسمه... فخرج متفقدا...
وما أن وقعت عيناه على يارا... حتى قال باستغراب: ماذا تفعلين هنا؟؟
لم يهتم لويس لسؤاله... بل تجاوزه... وتوجه نحو غرفة جلوس...
جلس على الأريكة... وقال بصوت غير مبال: لقد أصيبت بحادث... لذا عليك معاينتها...
لم تعد يارا تقدر على تحمل لهجته الآمرة... فقالت: أنا ذاهبة!!
لكن مارك أمسك بمعصمها وقال: معه حق... فأنت مصابة...
ثم أضاف بمرح... محاولا التخفيف من حدة الموقف: أنت بحاجة لعملية تجميل!!
ضحكت يارا للطف مارك وقالت: شكرا لك...



فقال لويس بتهكم: أتشكرينه لأنه قال أنك أصبحت مشوهة...

ابتسمت يارا ببرود... وقالت: رأيك لا يهمني..
رفع عينيه نحوها ليواجه نظراتها الحادة... فابتسم لا شعوريا...
تدخل مارك قائلا: حسنا... أنتما لم تتعارفا بعد... على ما أظن!!
هزت يارا رأسها إيجابا فأضاف: إذن أقدم لك لويس لوفان...
ثم وجه نظره نحو لويس وقال: وهذه يارا روسل... ولا مجال للتعريف عنها... فلا بد أنك سمعت ببطلة العالم للسنة الماضية في الكاراتيه...



ابتسم لويس بسخرية: من الجيد أنك احتفظت بالبطولة لصالح بلادك...
لم يكن في كلام لويس شيء جارح...
لكن دموعها سالت دون أن تعلم السبب... فمجرد ذكرى هيرو... تخنقها...
وتمنعها من العيش بدونه...
..
..
كان جاك قد وعد سيما بالعشاء سوية...
لكن المطر عكر صفو مزاجه... كما أنه كان متعبا من يومه الجامعي الطويل...
لذالك قرر الاتصال بسيما ملغيا الموعد...
أجابت سيما على الطرف الآخر من الهاتف: كما تشاء... أنا لا أريد إجبارك...
ابتسم جاك وقال: كنت أعلم أنك ستتفهمين...
فقالت سيما –وهي تحاول أن تجعل من لهجتها واثقة-: طبعا!!
ومع ذلك لم تفلح... فقد خانتها دموعها...
أحس جاك بحزنها... فقال: جهزي نفسك... لن أتأخر في المجيء...
لم يترك لها الفرصة للرد... بل أسرع يغادر البيت مستقلا سيارته الرياضية ذات اللون الأزرق الداكن...



استغربت سيما الأمر... لكنها ما لبثت أن ابتسمت برضا... فهذا يعني أن جاك لم ينسها...


مع أن حياته الجامعية قد تبدو أفضل...

..
..
وقفت لورا أمام النافذة... تراقب هطول المطر الذي رافقه ظلام المساء...
أحست بقلبها ينقبض... لسبب تجهله تماما... ولم تكن لديها أدنى نية في اكتشافه...
تلاعبت بخصلات شعرها الوردي المربوط في شكل ”ذيل حصان“...
وقالت: لم أر يارا تضحك ملء شدقيها منذ رحيل هيرو...
تنهدت وواصلت: أهنئها فعلا على صلابتها... فلو كنت مكانها لانهرت تماما.. كان هيرو محظوظا بفتاة مثلها... ولا شك أنه أحبها بكل جوارحه... وإلا لما كان ضحى بحياته من أجلها...
وعادت ذكرى ذلك اليوم تداهم عقلها...
فأغمضت عينيها محاولة النسيان بصعوبة... وقالت: لقد اشتقت إليه كثيرا... مع أنه كان مزعجا جدا...



لسبب ما... أرادت أن تتحدث مع شخص ما لتخفف من وحدتها هذا اليوم...
فحملت هاتفها... وضغطت بعض الأزرار...
فأجابها صوت مرح يقول: أهلا لورا!!
نظر مارك بتساؤل نحو يارا... فابتسمت مطمئنة...
بينما بقي لويس يراقب المكالمة بهدوء...
فقالت لورا: أين أنت؟؟
فأجابتها يارا بهدوء: في منزل مارك...
استغربت لورا المر وقالت: مارك؟؟!!
أومأت يارا... وواصلت: لقد تعرضت لحادث بسيط... وبما أنه طبيب... فكان عليه معاينة وجهي المسكين...
ضحكت لورا بمرح... وقالت: أرجح أنه قال لك أني تحتاجين لعملية تجميل...
استغربت يارا... وقالت مستنكرة: وكيف عرفت ذلك؟؟... أصرت تقرئين أفكاره؟؟
ابتسمت لورا بخبث: ليس تماما... أستشف الأجوبة التي أحتاجها فحسب...
يتبع
__________________
...
لا استطيع الرد على الدعوات فلا تحرجوني ارجوكم..
رد مع اقتباس