عرض مشاركة واحدة
  #10  
قديم 02-10-2014, 01:46 PM
 

استغرب التلاميذ وجوده... وقبل أن يهموا بطرح الأسئلة... والاستفسار عن هويته...
قام الشاب بتقديم نفسه بلباقة: مرحبا... أظنكم تتساءلون عن هذا الغريب الذي قدم إلى هذا الفصل اليوم...
تنحنح... ثم واصل بمرح: أدعى بيتر... وسأكون مدرسكم لفترة لا تتجاوز الشهر... وأرجو أن تكونوا مستعدين لمساعدتي...
وأثناء تقديمه لنفسه... أخذت الفتيات تتهامسن: ياه إنه وسيم!!
-أجل إنه رائع...
-سعيدة لأنه سيدرسنا...
-أرجو أن أكون طالبته المفضلة...
تنهدت هاناي بملل... ثم رفعت يدها وسألت: المعذرة يا أستاذ بيتر... هل أنت في سنتك الأولى بالجامعة....؟؟
ابتسم بلطف... وأجاب: هذا صحيح... معك حق يا صغيرتي!!
عقدت هاناي حاجبيها... وقالت محتجة: أنا لست صغيرة... فأنا بالثانية عشر من عمري...
لكنها سمعت صوت إحدى الفتيات تقول: لكنك صغيرة بالنسبة إليه أيتها الحمقاء...
تجاهلت كلام الفتاة... وواصلت وكأنها لم تسمعها: على كل... أهلا بك... وبصفتي عريفة الصف... أرحب بك بيننا لمدة شهر كامل....
فقال بامتنان: شكرا لك... أيتها الآنسة الكبيرة....
أرادت أن تعترض... فهي تعلم أنه كان يسخر منها...
إلا أنها عدلت عن الفكرة...

بعد نهاية الحصة... طلب منها بيتر أن تساعده على حمل بعض الملفات إلى المكتبة...
وبينما كانت تسير معه... إذ سمعت صوتا يقول: هاناي!!
التفتت خلفها... فرأت يارا تسرع نحوها...
توقفت... فتوقف بيتر بدوره... وعندما اقتربت يارا... سأل: أهي صديقتك؟؟
أومأت بهدوء... ثم وجهت حديثها نحو يارا قائلة: سأرافق الأستاذ إلى المكتبة... انتظريني في السيارة...
لكنها تفاجأت ببيتر يحمل عنها الملفات... ويقول: رافقي صديقتك... فأنا لا أريدك أن تجعليها تنتظر....
هم بالابتعاد لولا صوت يارا الذي استوقفه قائلا: المعذرة!... هل التقينا من قبل...؟؟
التفت نحوها وأجاب: لا أظن ذلك يا آنسة...

فواصلت تسأل: هل أنت جديد هنا؟؟
فأجاب: إذا كنت تقصدين في المدينة... فلا!!
اقتربت منه متفحصة بعينين حادتين... لدرجة أنه شعر بالارتباك...
ثم قالت فجأة: كنت أعلم أنني إلتقيتك من قبل!!
نظر نحوها باستغراب... وكذلك فعلت هاناي... فواصلت: ألست الشاب الذي ساعد تلك المرأة؟؟
فقاطعتها هاناي بفضول: أي امرأة؟؟
ابتسمت يارا... وواصلت: امرأة عجوز... كان أحدهم يريد سرقة محفظتها... لولا تدخله... أنت لم تري كيف تغلب عليه بسهولة...
ثم وجهت سؤالا نحو بيتر... إذ قالت: أأنت لاعب كاراتيه؟؟
ابتسم بخفة... وأجاب وهو يسير مبتعدا: أجل... وسررت بمعرفتكما...
لكنها لحقته... وهي تقول: أنا أيضا أمارس هذه الرياضة...
وقف... ثم نظر نحوها... وقال: حقا؟؟
هزت رأسها بحماس... فأضاف: يسعدني أنك تحبينها... لكن أرجو ألا تكوني سببا في إيذاء أحد...

وخلال ذلك الشهر... بدأت علاقتهما به تتوطد...
وأعجبت هاناي به كثيرا... خاصة وأنه لم يعد يعاملها على أنها فتاة صغيرة...
وازدادت علاقتهما متانة... عندما أصبح بيتر مدربهما في الكاراتيه...

خلدت للنوم بعد ساعة كاملة من التفكير...
التفكير بما سيحدث... كيف ستواصل حياتها وقد اختفى أهم شيء فيها...
لكنها تذكرت شيئا قالته سيما –عندما لاحظت تعاستها وعزلتها-: أتعلمين؟؟... لم أكن لأظن يوما... أن قلب هيرو يمكن أن يخفق لأجل فتاة... فقد كان يكرههن... لكني صرت متأكدة أنه ما كرههن إلا بعد رؤيتك... فقد كنت أراقبكما يومها... ولكن ذلك اليوم كان أسوأ يوم في حياته... فقد علم حينها بمرضه... كما أنه رفض إجراء عملية جراحية مؤخرا... ولا أعلم السبب... ولا أظنني سأعلمه... لكن... لا تنسي أنه ضحى بحياته من أجلك... لا تدعي روحه تذهب سدا... فهو يثق بك... ويثق بأنك قادرة على الاستمرارا... لم يكن يريد أن يفقدك... فقد كنت أغلى من روحه... وها أنا ذا أؤكد لك أنه لم يكن يوما يتمنى أن يراك حزينة... لذا ابتسمي... فالحياة لم تنتهي... من المؤكد أن ستلتقين بشخص آخر... وهيرو لن يحزن لهذا... بل على العكس... فهو سيفرح لأن يراك سعيدة...
نامت... فداهمت الأحلام مخيلتها حاملة معها صورا لن تنساها...
..
..
***نهاية الفصل***


__________________
...
لا استطيع الرد على الدعوات فلا تحرجوني ارجوكم..
رد مع اقتباس