** .. _ .. ** الحل الوحيد... أن نفترق!! ** .. _ .. ** . . وقفت يارا بحدة بعد صمت ساد الغرفة لبرهة... وخرجت مغلقة الباب خلفها بقوة جاعلة صداه يملأ أرجاء المكان... وقفت هاناي بدورها... وكذلك ساندي التي قالت بخوف: أتعلمين إلى أين ستذهب؟! هزت هاناي رأسها نفيا بصورة تلقائيا... بينما كان ذهنها يردد: إما أن يارا لم تستوعب!! أو أنها لم تصدق!! لكن أرجو ألا تكون قد صُدمت بعنف!! . . نزلت الدرج والدموع قد غشت بصرها... وعندما وصلت إلى الباب الأمامي... من دون وعي منها اصطدمت بشخص ما... فكادت أن تقع أرضا لولا أن ذلك الشاب الأشقر قد أمسكها وأعاد إليها توازنها... نظرت نحوه بعينين تلمعان دموعا... فاتسعت عيناه قليلا... ثم سأل بريبة: ما الامر؟؟ أأنت بخير....؟؟ لم تعد تستطيع كبت دموعها... فرمت بنفسها في حضنه... وأخذت تردد والعبرات تخنقها: لقد خدعني!! لقد كذب عليّ!! لم يتمكن من فهم حرف واحد مما قالت... فسألها وهو يبعدها برفق عن حضنه: اهدئي قليلا يا عزيزتي... ثم اشرحي لي!! وما أن أكمل جملته... حتى سمع صوت أمه يقول بقلق: جاك؟! ألم تغادر لتوّك إلى الشركة؟! ثم ما بها شقيقتك؟! حاولت يارا كفكفة دموعها وهي تعطي ظهرها لأمها... بينما قال جاك مطمئنا: لقد أخذت الملف الخطأ، لهذا عدت لأخذ الملف الآخر... أما بالنسبة ليارا... فلا تلقي بالا على الأمر... مجرد مشاكل الفتيات... ابتسمت سيرينا بمكر، وقالت بمرح: فهمت الأمر...!! ومع أنه لم تكن ليارا رغبة في الضحك... إلا أنها ابتسمت رغم عنها.... . . ركبت السيارة إلى جانب جاك الذي بدا مصدوما من وقع الخبر... فجلس أمام المقود ينظر إليه بثبات كأنه لم يعد ير شيئا غيره.... أما يارا فقد أخذت تنظر عبر زجاج النافذة إلى الحديقة المنسقة جدا.... فجأة، قطع عليها تأملها صوت المحرك وقد اشتغل.... فرفعت نظرها... لترى شقيقها وقد استعد للقيادة.... فقالت له بصوت مكتوم: توجه إلى شقة مارك!! لم يجادلها... ولم يستفسر حتى!!... بل باشر بتنفيذ ما طلبت... . . قالت ساندي بقلق –وهي جالسة على سرير يارا-: هل أخطأت عندما أعلمتها بما يجهله تقريبا كل العالم؟! أخفضت هاناي عينيها... واجابت بشك: لست واثقة... لكنها كانت ستعلم عاجلا أم آجلا... قالت هذا ثم نهضت وقد واصلت: أظنني سأذهب لرؤية بيتر... هل تريدين مرافقتي؟! هزت ساندي رأسها نفيا... واجابت: ليس هناك أي داع!! سأعود إلى الفندق الذي أنزل فيه!! أومأت هاناي أن نعم... ثم ترافقت الفتاتان حتى خارج البيت... حيث ركبتا سيارة سوداء تبدو شبابية... يقودها شاب يبدو في الخامسة والعشرين... فطلبت منه هاناي التوجه إلى فندق "كراون" حيث تنزل ساندي... . . في غرفة كبيرة نسبيا... بيضاءٌ جدرانها... توسطها سرير ذو غلاف أبيض!! لاح جسد كان مستلق باسترخاء على السرير... وقد التصقت بيده بعض الأنابيب الرقيقة التي توصل إليه الدم أو التغذية... كان شاخصا ببصره نحو السقف... لكنه لم يكن يراه... بل كان غائبا مع فكره... فكل ما شغل ذهنه هو هل هي بخير؟!... سمع طرقا على الباب... فاستيقظ من شروده، ليقول بهدوء: تفضل!! فُتح الباب، فدخل كيفن حاملا نظرة مرتبكة... بينما تبعته لورا وهي تحدق بذلك الجسد الذي ما توقعت أنها ستراه يتحرك مرة ثانية!! عندما رآها، نهض بحدة عن السرير لدرجة أن تلك الأنابيب الرقيقة فقدت التحامها مع جلده... اتسعت عيناه وهو يرى ابنة عمه تحدق فيه بعينين مشدوهتين أما هي فقد خانتها دموعها... فنزلت على خديها بسلاسة... وجه هيرو نظرة مصدومة نحو كيفن... فهز هذا الأخير رأسه وهو يقول: لم يكن الأمر بيدي!! فانتاب هيرو شك ما ترجمه إلى سؤال: وماذا عن يارا؟! فصرخت لورا وهي تراقب وجهه الشاحب: يارا!! أهي كل من يهمك!! ألا تهمك نفسك؟! ألا يهمك من يحبونك!! رفع بصره نحوها... ثم استقام في جلستها وقال بصوته البارد المعتاد: ما كان عليك أن تعرفي بالأمر... يجب أن...!! ولكن رنين هاتف لورا منعه عن إكمال جملته.... تعالى صدى الرنين في أرجاء الغرفة، ولورا تأبى الرد... أو بالأحرى لم تقدر على تحريك يدها للإمساك بالهاتف!!
__________________ ... لا استطيع الرد على الدعوات فلا تحرجوني ارجوكم.. |