انتفضت لدى إحساسها بيد تربت على كتفها... فالتفتت خلفها لترى كيفن يبتسم لها...
حينها فقط انتبهت إلى رنين الهاتف الذي لم يتوقف... فألقت نظرة أخرى على هيرو... ثم نظرة على شاشة الهاتف...
فقالت بارتباك شابته بعض الصدمة: هاناي!!
حينها انقطع الرنين معلنا انتهاء محاولة الاتصال... فسأل هيرو بنبرة لا مهتمة: وما المقلق في اتصال هاناي...
لم تعلم كيف تمكنت من قول: لا أعلم!! لكن قلبي لا يحدثني خيرا!!
قالت هذا ثم أعادت توجيه الاتصال... ثوان وسمعت صوتا يقول مؤنبا: لورا... لمَ لم تردّي؟!
أجابتها بنبرة غريبة: لست أعلم تماما!!
رفع هيرو أحد حاجبيه ساخرا من نبرتها... بينما أشاحت هي بوجهها...
قالت هاناي مستغربة: لا تعلمين؟!... لا بأس... على كل ليس هناك وقت!! فيارا قد علمت بأمر لا تُحمد عقباه... وقد غادرت البيت دون أن تحمل هاتفها... لهذا فأنا غير قادرة على الاتصال بها... لهذا... هل عادت إلى المنظمة؟!-مع أنني أستبعد ذلك-!!
نطقت لورا بصعوبة: لا أعلم!! لست بالمنظمة...
انتاب هاناي بعض الشك من نبرة حديث لورا... لكن هذه الأخيرة فاجأتها بسؤال قلق: ما الأمر الذي علمته يارا؟!
اجابت هاناي بنبرة حملت بعضا من سخرية: أنت من العائلة!! لا بد أنك على علم بالأمر أليس كذلك؟!
رفعت لورا حاجبها... وقالت بصوت دل على حيرتها: من العائلة؟! ما قصدك بالضبط...؟
ومع سماع هذا... أحس كيفن وكذلك هيرو أنهما قد فهما ما ترمي هاناي إليه... هل من الممكن أن تكون قد علمت؟!
نهض هيرو بحدة، واختطف الهاتف من يدي لورا التي تفاجأت من تصرفه!!
وكادت أن تصرخ عندما سمعت هيرو يقول ببرود لم يخفٍ قلقه: يبدو أنك علمتٍ!!
ساد الصمت من الجهة الأخرى... فهاناي لم تكن مستعدة لتأكيد الأمر بهذه الطريقة المفاجئة...
فهاهو الآن من توقعه الجميع قد مات، يخاطبها وكأن ما حدث قد حدث أمسا لا قبل سنة!!
.
.
أغلقت الهاتف لا شعوريا... وأسقطته من يدها ليستقر على الأرضية ويصدر صوتا... مما جعل بيتر يخرج من المطبخ بسرعة وهو يقول: هاناي؟! أأنت بخير...؟؟
رفعت بصرها نحوها... فلاحظ أن بريق عينيها قد اختفى من شدة صدمتها!!
اتجه نحوها وجلس على مقعد مجاور لها... ثم ربت على يدها التي صارت باردة... وقال: أعلم أنه أمر لا يُصدق... وأنا إلى الآن لم أصدقه بدوري... لكن...!!
لم يعلم كيف عليه أن ينهي جملته!! فتوقف عند هذه الكلمات...
فحاولت هاناي تدارك نفسها بأن قالت: لا تهتم لأمري... اخبرني ماذا حصل مع والدك؟!
ساد صمت غريب... فمع أن بيتر كان ينتظر هذا السؤال... إلا أنه رغم ذلك فاجأه كما أربكه...
فقال بصوت –حاول به أن يكون مرحا-: ليس هنالك الكثير... فقط حللنا مسألة تولي إدارة الشركة!!
بدأ بريق عينيها يلمع من جديد عند إحساسها بالراحة... ثم واصلت تسأل: وما هو هذا الحل أخيرا!!
هذا أكثر ما كان يخشى الإفصاح عنه... لهذا فقد نطق بصوت يحس المستمع إليه ارتجافة في نبرته: إذا وافقت على إدارة الشركة، فسأترك عملي كمدرس، كما سأضطر للعودة إلى ميامي!! لهذا فقد قررت ترك عائلتي بدلا من هذا...
عاد لمعان القلق ليجد مكانا له في عينيها... فسألت بصوت مرتجف: كيف ذلك؟! أتعني أنك قد خاصمت والدك؟!
أحس أنّ عليه المضي قُدما في الإجابة... فتنهد بصوت مسموع ليُردف: أجل... هذا ما حصل... لأنني يا هاناي لن أفضل الشركة عنك إطلاقا...