صباحكم/مساؤكم ورد وعطر رياحين...
ها قد وصل آخر بارت من هذه القصة أخيرا... وأعتذر جدا على التأخير ^^"... لكن أرجو أن يكون طول البارت عذر مناسبا ...
لن أطيل عليكم... أترككم مع النهاية... فاستمتعوا بقراءتها...
أعتذر مسبقا عن عدم وصف مشاهد الاكشن جيدا.. فقد وجدت صعوبة في ذلك >< وأيضا عن كثرة الأخطاء الإملائية ^^"
عندما نقول حلم، تكون رؤيتنا للأمر وردية لا تشوبها شائبة... فالحلم في أعيننا هو عالم تتحقق كل أمنية طيبة تستعدنا وتفرحنا وتدخل البهجة إلى أنفسنا... أما أن تجعل تلك الأمنية حياتنا تضاهي الجحيم عذابا، فهل يبقى الحلم حلما؟! أم أن الكابوس هي أنسب كلمة لوصف هكذا حالة!!
لكن، كيف سيكون كابوسا إذا ما كنا قد تمكنا من تحقيق أمنية فيه...؟! هل الأماني صارت أداة لطرد البهجة إذن؟!
تمدد هيرو بهدوء على سريره المريح... وشخص بعينيه يتأمل السقف وكل هذه الأفكار قد تضاربت على ذهنه...
إذا كان قد لفّق موته ليحميها... فلماذا انقلب الأمر هكذا فجأة؟!
ولماذا صار الآن خائفا من أن تكون قد علمت الحقيقة...؟! ألأنه يخشى عليها أم يخشى منها!!
.
.
أخرجه صوت لورا من دوامة أفكاره، إذ قالت: إذا كنت قد قمت بكل هذا من أجل حماية يارا... فأخبرني كيف ستحمي نفسك منها!!
كانت نبرة صوتها جادة يخالجها مرح طفيف... فابتسم هيرو رغما عنه... لكنها كانت ابتسامة غريبة، لا يعلم الناظر إليها ماهيتها... أهي ابتسامة نتجت عن فكاهة، أم هي تقويسة يواسي بها نفسه؟!
لم تكن لا هذه ولا تلك... بل كانت ابتسامة سخر بها من نفسه...!!
فُتح باب الغرفة فجأة، ليدخل كيفن وملامحه لا تنبئ بخير!! كانت أنفاسه تتلاحق بسرعة كأنها في سباق مصيري... فتوجهت أنظار لورا وهيرو نحوه تحثه على الإفصاح بما لديه فقال بصوت غير مستقرِّ الذبذبات: لقد فقدنا الاتصال مع سيما!!
اتسعت عينا لورا بينما لم يظهر هيرو أي قلق يذكر: بل اكتفى بأن قال... هذا ما كان ينقص!!
.
.
صوت طرق خفيف على الباب تلاه صوت أنثوي يقول من الداخل: لحظة، أنا قادمة!!
اتجهت نحو باب غرفة الفندق لتفتحه... وما أن فعلت حتى شهقت لا إراديا...
التقت نظراتها بنظرات شاب ذو شعر أسود طويل يعقده في ضفيرة، وعينين زرقاوتين...
تفحصها بهدوء، وتفحصته بدورها... فساد الصمت فترة غير قصيرة إلى أن نطق كريس قائلا بسخرية: ألن تدعيني أدخل؟!
أتاحت له المجال... فخطى قليلا إلى الداخل ثم توقف ليستدير نحو ساندي التي أغلقت الباب...
تكلمت بصوت منخفض: كنت أتوقع مجيئك!!
رفع حاجبه بمعنى "ماذا تقصدين"... فواصلت: أعلم أن وجودي هنا قد يؤثر على خطتك كثيرا... خصوصا أنك لا تريد أن تعرف يارا من أنت...
توجه نحو السرير الذي توسط الغرفة الفخمة... وجلس عليه بهدوء... وأجاب: إذا كنت تعلمين هذا جيدا... فلماذا أتيت إلى هنا؟!
وأردف بنبرة ساخرة: لا أظنك أتيت للاستجمام...!!
ضحكت بمرح كاذب... وأجابته: يارا تعلم الآن من أنت... وتعلم أيضا بعدم موت هيرو!!
كانت يداه تتلاعبان بالوسادة الوردية أثناء حديث أخته... فتوقفتا فجأة لتقبضا على طرف الوسادة بعنف لدرجة يخال الناظر إليها أنه سيمزقها...
ثم صاح بعصبية: ماذا تقصدين؟!
حاول التهدئة من عصبيته بأن تنهد بعمق... ثم تابع: كيف علمتِ أنتِ بعدم موت هيرو؟!
ظهر شبح ابتسامة خبيثة على شفتيها وهي تقول: لدي مصادري!!
.
.
أعاد مارك جسده إلى الخلف قليلا... بينما تفحصته يارا بنظرات اختلطت فيهما مشاعر الشوق والإنكار...
جلس جاك بجانبها وهو يدعك كفيه بارتباك... ثم أصدر صوتا بحنجرته محاولا لفت الانتباه...
فرفع مارك نظره قليلا لتلتقي عيناه بعيني جاك اللوزيتين...
فهم من تلك النظرات الجادة أن عليه كسر هذا الصمت بأي طريقة...
تنحنح قليلا... وقال بصوت غالب القلق فيه الجديةَ: لم يكن في إخفائنا الأمر عنك سوى تنفيذ رغبة هيرو بحمايتك... فهو لم يرد لما حصل قبل سنة ان يتكرر!!
لم تصدر أية إشارة من يارا تدل حتى على انتباهها على كلام مارك!!
فردد جاك بقلق: يارا!!
ابتسمت بسخرية وأجابت بغرابة: سمعت ما قاله!! لكني لم أكن أريد سماع هذه الحجة!!
قالت هذا ونهضت... ثم واصلت بهدوء لا ينم عما بداخلها: سأغادر!!
وقبل أن يعلق أحدهما... انطلق رنين الهاتف ليملأ الأجواء التي سادها التوتر منذ دقائق كثيرة!!
أخرج جاك هاتفة المحمول من جيبه... وتنهد بملل عندما رأي الاسم: إنه كيفن!! لا بد أن لدي مهمة ما الآن...!!
ضغط زر القبول، وقرّب الهاتف من أذنه ورد قائلا: أهلا كيفن...
-جاك يجب أن تأتي حالا إلى المنظمة... هناك أمر عاجل... وأحضر يارا معك، فيبدو أن الأمر سيتأزم!!
أومأ جاك وأجاب: حسنا، سنأتي حالا... لكن هل لك أن تشرح لي الأمر باختصار؟