لم تهتم يارا لمعرفة إجابة سؤال جاك... لذا قررت انتظار جاك في الأسفل... فيبدو أن عليها مرافقته...!!
...
-كيفن... لقد حاولت ولكنني لم أفلح!!
رفع كيفن حاجبيه باستغراب وسأل: ماذا تعني؟!
ازدرد جاك ريقه بصعوبة... وأجاب: لا أعلم كيف... فيارا قد علمت بعدم موت هيرو!!
.
.
فتحت عينيها بهدوء على مكان مظلم تكاد لا ترى به شيئا... أحست أن جسدها ثقيل فحاولت التحرك... لكنها لم تقدر
فقد كانت يداها مقيدتان وقدماها كذلك!!
حاولت أن تتذكر ما حدث لكن الصداع الذي انتابها منعها عن ذلك... فتنهدت بملل وقالت بقلق وريبة: يبدو أننا وقعنا ضحية مؤامرة ما... أرجو فقط ألا تكون لهيرو علاقة بهذا!!
أعادت رأسها إلى الخلف وأسندته إلى الجدار خلفها... وأغمضت عينيها مفكرة...
بقيت على هذه الحال دقائق قليلة إلى أن سمعت صوتا غريبا بجانبها... كأنما أحدهم قد استيقظ من النوم...
حاولت التحديق جيدا في الظلام الحالك علّها تعرف هوية ذالك الطيف الممدد أرضا... لكن السواد لم يتح لها طريقةً لذلك... ثوان وسمعت ذات الشخص يقول بألم: آخ يا رأسي!!
اتسعت عيناها تفاجؤا... فقالت بسرعة: إدوارد!!
صدر صوت إدوارد مستغربا يقول: سيما؟! ما هذا المكان؟! أين نحن؟! ولمَ أنا مقيد هكذا؟!
عبرت بنغمة معينة من صوتها عن جهلها بكل إجابات أسئلته.. فواصل يسأل: وماذا عن توم؟!
وقبل أن تجيب سمعا صوته يقول بنبرة شابها بعض النعاس: أنا هنا!!
ابتسمت سيما... وعلّقت بسعادة: توم!! جيد أنك بخير!!
ثم واصلت بجدية: يبدو الأمر كمؤامرة!!
استقام توم في جلسته بصعوبة بسبب قيود يديه: لا بد أن لمدير تلك الشركة يد في هذا!! لقد حذرتك من التلاعب به...
ضحك إدوارد باستهزاء وأردف: لا تقل أن من كانوا معنا بالطائرة خونة!!
لكن صوت سيما الجاد أنكر ذلك قائلا: هم ليسوا خونة... بل نحن هم الأغبياء، كان علينا تفحص مقطورة الطيار منذ البداية للتأكد... لكننا لم نفكر في ذلك حتى!!
.
.
خرج جاك من العمارة التي يقطن بها مارك، يرافقه هذا الأخير... فوجدا يارا متكئة على مقدمة السيارة بانتظارهما...
أحس جاك بالارتباك، ولم يشأ أنن يخبرها بأن هيرو سيكون موجودا أيضا... فماذا سيحصل يا ترى؟!
صعد الجميع في السيارة الرياضية... فاحتل مارك المقعد الذي بجانب السائق، بينما جلست يارا في الخلف...
أحس جاك بيديه ترتجفان وهما ممسكتان بالمقود... فكيف ستتصرف يارا يا ترى عندما ترى هيرو أمامها بعدما ظنت أنها لن تراه؟!
.
.
نظرت إلى ساعتها الذهبية تتفحصها لمعرفة كم بقي على وقت إقلاع الطائرة...
تنهدت بقلق وارتباك، فلم يبق سوى خمس دقائق لا غير!!
أخذت تتلفت حولها خائفة من أن يكون أحد قد علم يقرارها زيارة "ميامي"...
لكن يبدو الأمر على ما يرام حتى الآن!!
سمعت أخيرا صوت المضيفة يقول عبر مكبر الصوت: يرجى من الآنسة إيرول التوجه إلى الممر الخاص رقم "303" فالطائرة بانتظارها...
حثت خطاها نحو المكان المحدد... وما أن وصلت حتى أعادت نظرها إلى الخلف قليلا... ثم نظرت ثانية نحو ذلك الممر الفخم –والذي لا يتخذه سوى رجال الأعمال أو الأمراء والأثرياء طريقا لطائراتهم الخاصة-...
ترددت قليلا قبل الدخول... فهذا المكان قد يكون حدا فاصلا بينها وبين بيتر!!
..........
توجهت بخطى بطيئة نحو الطائرة... وصعدت الدرج المؤدي إليها...
ثم رافقتها المضيفة الخاصة إلى حتى مقعدها... وقبل أن تغادر قالت بصوت لطيف وابتسامة رسمية: ستمتد الرحلة على ساعتين... فهل تريدين أن أحضر لك شيئا لشربه الآن، أم تفضلين الطلب فيما بعد؟!
بادلتها هاناي ذات الابتسامة... وأجابتها بعد أن أدارت رأسها باتجاه النافذة المجاورة لها: لا أريد شيئا... شكرا لك!!
انحنت المضيفة وغادرت المكان متوجهة لمقعدها لتستعد للإقلاع... بينما شردت هاناي بنظرها إلى زمن غير بعيد... إلى أول لقاء لها ببيتر!!
وقفت هاناي بارتباك بجانب يارا التي لم تهتم كثيرا لما يحدث حولها... بل كانت تبتسم بمرح لأنها بصدد خوض تجربة جديدة...
كانت الفتاتان في ذلك الحين تبلغان من العمر إحدى عشرة سنة.. وقد كان ذلك اليوم أو حصة لهما في تدريبات الكاراتيه للصغار...
اصطف المتدربون الجدد من مختلف الأعمار بانتظام وهم بانتظار التعرف على المدرب...
فُتح الباب الخشبي ليصدر صوتا قويا جعل المتدربين ينقبضون أثناء وقفتهم... فهاهم الآن على وشك أن يبدؤا مرحلة جديدة... مرحلة القوة...!!
دخل القاعة الرياضية الكبيرة شاب ذو شعر بني، يبدو في التاسعة عشر من عمره... مشى بخطوات واثقة ليتوسط القاعة...
وقف بمواجهة الطلاب، ثم ابتسم وانحنى ملقيا تحية قتاليا... فانحنى المتدربون بدورهم قائلين بصوت واحد قوي: "يوووس" (تقال هذه الكلمة عند إلقاء التحية القتالية في رياضة الكاراتيه ^^")
رفع الجميع رؤوسهم... فساد صمت هو أكثر ما تستوجبه هذه الرياضة!!
ابتسم الشاب بلطف... ثم أخذ يقول: أنتم الآن مقبلون على رياضة خطيرة... عليكم إحسان استعمالها... فهي لم تُخلق لتكون أداة فرض سيطرة... بل هي رياضة دفاع عن النفس وعن الغير... فاستعملوها في طرق جيدة...
فتح دفترا أسودا كان بين يديه كُتبت عليه حروف يابانية تعني "اليد الفارغة"...
ثم طلب منهم تقديم أنفسهم واحدا واحدا...
فقال الأول من اليمين بعدما تقدم خطوة واحدة وانحنى ثانية مؤديا التحية: