أشار كيفن نحو لورا بأن تعود إلى مقعدها... ففعلت... ثم مرر نظره على جميع الجالسين أمامه من اليسار إلى اليمين (هيرو، بجانبه كريس... ثم مارك/ وفي الجهة المقابلة يارا، مقعد فارغ، ثم جاك، وبعدها لورا...)
وضع مرفقيه على الطاولة المستطيلة... ثم أسند رأسه إلى كفيه... وقال بعد أن أطلق تنهيدة غير مسموعة: لقد تم احتجاز سيما كرهينة... من قبل...!!
لم يُفاجأ أحد فكما يبدو الجميع توقع هذا لخطورة مهمة سيما... لكن هل توقعوا هوية المحتجز؟!
قالت يارا بهدوء وصوت رزين –كأنها لم تكن تبكي منذ دقيقة واحدة!!-: من قبل وولف، أليس كذلك؟!
نظر لها الجميع من دون النطق... حتى جاك لم يفكر بالأمر رغم علمه بعدم موت هيرو ولا وولف!!
لكن هيرو أجاب بدلا عنهم جميل: من دون شك!!
نظرت نحوه هذه المرة بتحد... كأنها تقول: وولف هو عدوك أليس كذلك؟ فلنر إذن إذا ما كنت ستتخلص منه هذه المرة!!
أراد كيفن التدخل... لكن صوت الهاتف رن على طاولة الاجتماع... فاضطر للتراجع والرد..
رفع السماعة.. وقال بهدوء: ما الأمر شانا؟!
أجابته الفتاة بصوت مرتعش خوفا: لقد وصلني اتصال من أحدهم!! يقول أنه محتجز سيما!!
اتسعت عينا كيفن، ووقف بحدة وهو يصرخ: ماذا قال لك؟؟
لم تستغرب شانا ردة فعل كيفن... بل واصلت تقول بذات النبرة: طلب أن يكون اللقاء في المتنزه المجاور لفندق "تايغر"!!
أنهى كيفن الاتصال بعدما استمع لشرح شانا... ثم عاد ليجلس وهو يقول –مجيبا تلك النظرات التي حدقت به متسائلة-: لقد حدد مكان اللقاء وموعده...!! أمامنا أربع ساعات للتحضير والتوجه نحو فندق "تايغر"
بدا على كريس التفكير... ثم ردد: "تايغر"!! إنه الفندق حيث تقيم أختي!!
ابتسمت يارا بسخرية... وعلقت: لا داعي للإفادة بشيء تافه!! لا أظنه يهتم لأمر ساندي أو يعرفها حتى!!
قالت هذا... ووقفت مستأذنة بأن أردفت: سأذهب لتحضير نفسي... !!
لكن لورا استوقفتها سائلة: إلى أين؟؟ يجب أن نعمل معا!!
نظرت يارا نحوها بهدوء... ثم وجهت نظرها نحو هيرو... وقالت ببرود شابته بعض السخرية: لا أريد أن أكون سببا في موت أحدثهم!!
ثم خرجت بعد فتح الباب الأوتوماتيكي دون أن تنتظر تعليق أي تعليق من أي منهم...
ما أن أغلق الباب حتى ضرب هيرو بقبضته على الطاولة قائلا بحقد: سحقا!!
فتكلم جاك بهدوء: وكأنك لم تجلب هذا بنفسك!!
وجه هيرو نظره نحوه، فتقابلت العينان الباردتان بعينين أكثر برودة!! مما جعل كيفن يخاف من نشوب شجار ما، اضطر لوقفه قبل حدوثه بأن قال: هذا ليس الوقت لتصفية الحسابات!! بل هو الوقت للعمل ثانية كفريق!!
.
.
كانت يارا تسير في الرواق عندما سمعت صوتا مألوفا يناديها...
وعندما التفتت التقت نظراتها بعيون زرقاء تميل إلى الرمادي الساحر... فقالت –بعد أن تنهدت بملل-: ماذا تريد؟؟
اتكأ كريس على الجدار بجانبه... وعقد ساعديه وهو يجيب: لا شيء محدد!! سوى رغبتي بمعرفة ما تخططين له!!
رفعت حاجبها استهزاء... وأطلقت ضحكة بسيطة قل أن تقول: وإذا لم أخيرك... ماذا ستفعل؟؟ لا أظنك ممن يجيدون قراءة الأفكار... وخصوصا أفكاري!!
مط شفتيه دليلا على أنه لا يحبذ طريقتها في الكلام... لكن أردف: تخططين لتوريط بيتر معك أليس كذلك؟؟
اتسعت عيناها قليلا، ثم لم تلبثا أن عادتا إلى وضعيتهما الطبيعية عندما أكدت ذلك: أجل... حزرت هذه المرة!! وما خطتك!! أم تريدني أن أحزر!!
هز كتفيه غير مهتم وأجاب: لا داعي لأن تتعبي نفسك بمحاولة التخمين.. فلا أفكر بشيء حتى!! كل ما سأفعله هو اتباع أوامر هيرو!! لست مستعدا لجعله يغضب مني!!
أصدرت ضحكة مستهزئة ورددت: جبان!!
جاراها في سخريتها بأن قال: أو لا تخافينه أنت الأخرى؟؟ لا أقصد الآن فقد انقلبت الموازين حاليا!! لكن قبلا... كانت كل كوابيسك تجسد مباراتك ضد هيرو...
كتفت يديها... وأجابت بهدوء: لم أعد أنظر للماضي... فقد كان ذلك منذ خمس سنوات تقريبا... ولا أنوي الخوض في تفاصيل أريد محوها من حياتي... وهيرو من بين هاته التفاصيل!! لذا عن إذنك... لدي عمل أقول به!!
.
.
من حسن حظها أنها احتفظت بمفتاح سيارة جاك معها... على الأقل استطاعت من خلالها الوصول إلى حيث يقطن بيتر!!
قرعت الجرس وانتظرت أن يفتح لها أحدهم الباب... لكنها سمعت صوتا يقول بهدوء: الباب مفتحوه، أيما كنت.. تفضل!!
دفعت الباب، ففُتح!! توجهت نحو غرفة المعيشة حيث كان بيتر مستلقيا على الأريكة الرمادية الجانبية...
اقتربت منه تتفحصه، فانتبهت إلى أنه يغمض عينيه بإرهاق.. فقالت بقلق: أأنت بخير؟؟
فتح عينيه بهدوء... وما ان رآها حتى اعتدل في جلسته... وأجاب: بخير...
ثم أردف يسأل: ما الأمر؟؟ هل حدث شيء؟؟ لا يبدو عليك أنك أتيت للاطمئنان علي!!
شكت يارا في أنه قد يكون بخير... لكنها لم تحاول السؤال... بل جلست بجانبه وقالت: أحتاج إلى مساعدتك!!
.
.
مرت الساعات الأربع، وكل منهم يفكر بالطريقة الأمثل لإنقاذ سيما دون تعرضها لأذى!! وها قد حانت ساعة الحسم!!
اتجه الجميع نحو المتنزه... وعند وصولهم... وجدوا أن يارا قد سبقتهم... وقد كانت متكئة على السياج وبرفقتها... بيتر!!