"عيد الحب!".. نظرة شرعية في بدعة غربية..! "عيد الحب!".. نظرة شرعية في بدعة غربية "عيد الحب!" المعروف بـ "فالنتاين" تتجدد معه كل سنة تساؤلات وإشكالات يعظم منها البعض ويهون منها الآخرون، تدور في مجملها حول هذا الشكل من التبعية والانسياق الأعمى من الشباب المسلم خلف عادة تبرأ منها الآخر (الغرب) في الآونة الأخيرة، وأرجعوا ذلك إلى مخالفته لعقائدهم وتقاليدهم، وإلى آثاره السلبية في المجتمع، ولعله من المؤسف أن يشكل هذا فقط سبب لعزوف الشباب عن هذا "العيد!" برغم تصريح علمائنا الدائم بحظره ومخالفته، بما يعد امتداد للتبعية الكاملة في كل أمر. وفي كل عام تصدر الفتاوى والتحذيرات، وتتعدد وتتزايد في صورة تقطع على الجميع سوق التبريرات واتخاذ الذرائع للولوج إلى هذه المظاهر الدخيلة، وفي تناولنا لهذا الأمر ركزنا على إحاطة الأمر من جميع جوانبه ومحاولة الإجابة على كل ما يمكن أن يدور في أذهن القارئ في هذا السياق. أصله وقصة نشأته لعلنا في البداية نتوقف مع قصة هذا العيد عند الأوربيين والتي ذكرها فضيلة الشيخ محمد صالح المنجد فقال: "يعتبر عيد الحب من أعياد الرومان الوثنيين، إذ كانت الوثنية سائدة عند الرومان قبل ما يزيد على سبعة عشر قرنا، وهو تعبير في المفهوم الوثني الروماني عن الحب الإلهي، ولهذا العيد الوثني أساطير استمرت عند الرومان ، وعند ورثتهم من النصارى ، ومن أشهر هذه الأساطير : أن الرومان كانوا يعتقدون أن (رومليوس) مؤسس مدينة (روما) أرضعته ذات يوم ذئبة فأمدته بالقوة ورجاحة الفكر، فكان الرومان يحتفلون بهذه الحادثة في منتصف شهر فبراير من كل عام احتفالا كبيرا، وقد التصق اسم (القديس فالنتين) برجل توفي في روما إثر تعذيب القائد القوطي (كلوديوس) له حوالي عام 296م . وبنيت كنيسة في روما في المكان الذي توفي فيه عام 350م تخليدا لذكره . ولما اعتنق الرومان النصرانية أبقوا على الاحتفال بعيد الحب السابق ذكره لكن نقلوه من مفهومه الوثني (الحب الإلهي)، إلى مفهوم آخر يعبر عنه بشهداء الحب ، ممثلا في "فالنتين" الداعية إلى الحب والسلام الذي استشهد في سبيل ذلك حسب زعمهم، وسمي أيضا (عيد العشاق) واعتبر (القديس فالنتين) شفيع العشاق وراعيهم. وكان من اعتقاداتهم الباطلة في هذا العيد أن تكتب أسماء الفتيات اللاتي في سن الزواج في لفافات صغيرة من الورق وتوضع في طبق على منضدة ، ويدعى الشبان الذين يرغبون في الزواج ليخرج كل منهم ورقة ، فيضع نفسه في خدمة صاحبة الاسم المكتوب لمدة عام يختبر كل منهما خلق الآخر ، ثم يتزوجان ، أو يعيدان الكرة في العام التالي يوم العيد أيضا . وقد ثار رجال الدين النصراني على هذا التقليد ، واعتبروه مفسدا لأخلاق الشباب والشابات فتم إبطاله في إيطاليا التي كان مشهورا فيها، ثم تم إحياؤه في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر الميلاديين" أعياد وافدة لها بدائل إسلامية وفي هذا السياق يأتي كلام الدكتور رمضان القطان أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر ليؤكد أن هذه الأعياد دخيلة على ثقافة الأمة ، وما ارتبط بها من أمور تتنافى مع الشريعة من أهم الأسباب الداعية إلى رفضها ونبذها ويقول في ذلك: " مثل هذه الأعياد المستوردة والوافدة على الدول الإسلامية ليس لها علاقة بالشرع، وذلك لعدم وجود نصوص واردة في الشريعة" وأبدى استغرابه من اعتبار المسلمين لهذه الأيام رغم النص على أن الله أبدل المسلمين أعيادا تميزوا بها، شملت أعيادا سنوية (الفطر والأضحى) وعيدا أسبوعيا (يوم الجمعة) فلا حاجة لما عدى ذلك من أعياد. لكنه في نفس الوقت أكد على قيمة الحب في الإسلام، وأنه من الرقي والعظم بمكان، مبيننا أن الحب في الشريعة درجات كحب الله ورسوله، لكن ما نراه ونسمعه عن الحب المحتفل به في هذا اليوم هو عند الكثيرين مرتبط فقط بالعلاقة غير الشرعية بين الرجل والمرأة وهذا غير جائز شرعاً، وبالتالي فهو يخلص إلى أن الاحتفال بهذا اليوم باطل، من خلال اعتباره للقاعدة الشرعية: "ما بني على باطل فهو باطل" واصفا المشاركة في مثل هذه الاحتفالات بأنها ملحقة بصاحبها آثما شرعية، حيث أنها إحياء لبدعة مذمومة. الحب قيمة لا يحصرها يوم الدكتورة سعاد صالح أستاذة الفقه في جامعة الأزهر استغربت أيضا منطق البعض ممن يرى في مثل هذه الأمور ما يمكن الحث عليه ودعمه من باب أن الإسلام هو دين الحب والإيثار، والتعاون على الخير وقالت مؤكدة كلام الدكتور رمضان : "هناك حب مشروع وحب غير مشروع، فالحب المشروع كالحب بين الزوجين وبين الآباء والأبناء، وقبل ذلك حب الرسل والأنبياء، وقبل ذلك وذلك حب الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، ونحن في ديننا لا نمانع المناسبات السعيدة التي تجمع بين قلوبنا، ولكن تقليد الغرب في عيد له تسمية معينة كـ"عيد الحب" وله خلفية غير موثوق بها؛ ليس علينا أن ننجرف وراءه" واعتبرت الدكتورة سعاد ذلك قصرا لمعاني الحب السامية في يوم واحد، بينما ديننا يجعلنا نعيش هذا الحب طوال أيام العام؛ مضيفة: "لا ينبغي لنا كمسلمين أن نلهث وراء هذه التقليعات، فضلاً عن أن هذا الاحتفال يشوبه كثير من الحركات والأقوال التي تخرجه عن معانيه السامية، وتحوله إلى هرج وإباحية وتحلل". الدكتور عبد اللطيف عامر أستاذ الشريعة الإسلامية بكلية الحقوق جامعة الزقازيق في حديثه عن قيمة الحب المشروعة والتي لا يعني ذم الاحتفال بهذا اليوم نقضا لها يقول: "الحب مطلب إسلامي لكن في صورته المشروعة بمعنى أن يخلو من كل شهوة وقصد، فليس الحب ما يُتحدث فيه عن الجفون والعيون والغزل.. الحب عندنا كمسلمين حب صاف طبيعي نقي خال من الشهوات والأغراض وهو في كل وقت ليس له عندنا ميعاد"، ويتفق الدكتور عبد المجيد محمود أستاذ الشريعة بكلية دار العلوم جامعة القاهرة مع هذا القول مضيفا: "المحبة خلق دائم ورحمة واسعة لا بد أن تكون من خلق المسلم، فهو يحب الناس جميعا لقوله صلى الله عليه وسلم (لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه). الأهداف والآثار المترتبة وفي رؤية شاملة يضع الدكتور سعد الدين هلالي أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر على أهداف خفية لأصحاب الهوى وغيرهم ممن يدعمون شيوع الاحتفال بهذا العيد لما يحققه لهم من مصالح ويقول: "يتخذ الاقتصاديون من عيد الحب وأمثاله سبيلاً لترويج البضائع التي تصلح لتبادل الهدايا كما يجد الاجتماعيون في عيد الحب ونحوه رمزاً للتصالح وتقوية الروابط بين المتزوجين وأفرد العائلة الواحدة والأصدقاء ونحو ذلك، ولا يخفى أن في عيد الحب أيضاً يظهر بعض أهل الفسق من الذين يستغلون هذا العيد لممارسة الشذوذ والأفعال المنافية للآداب". ورغم رصده لبعض الآثار الإيجابية المترتبة على هذا العيد كتصالح المتخاصمين وتقارب المتباعدين وصلة الأرحام إلا أنه يرى أن الآثار السلبية المترتبة على هذا العيد أكثر وعددها كما يلي: 1- رفع قيمة القديس فالنتاين صاحب هذا التصرف الفردي حسبما ينقلون عن أصل هذا العيد. 2- انتهاز الفساق الفرصة لممارسة فسقهم في تصرفات شاذة ومنافية للآداب. 3- الإسراف في الهدايا التي تكون مرهقة لعامة الناس خاصة تلك الهدايا المستهلكة التي لا تعود بالنفع الدائم. وفي سياق حديثه عن الحكم الشرعي رأى أن البعض يعتبرون الاحتفال بهذا العيد مباحا إذا ما روعي عدم تقديس هذا اليوم ولا اعتباره احتفالا بذكرى موت فالنتاين، وإنما لكي يكون رمزاً مساعداً في صلة الأرحام وتصالح المتخاصمين بغير نوايا سيئة، وأن لا يكون الاحتفال بعيد الحب ملغيا للأصول الدينية الإسلامية التي تذكر المسلم في كل ساعة بوجوب صلة الأرحام وتصالح المتخاصمين، لكن الاعتبارات المقيدة لهذا الرأي هي التي أدت بالمحرمين إلى تحريم الاحتفال بعيد الحب كونه غير إسلامي النشأة، ولا تؤمن عواقبه من ممارسة الفسوق ولأن الشريعة مليئة بالنصوص الآمرة بصلة الأرحام ومصالحة المتخاصمين وتقوية العلائق بين أفراد المجتمع والمغنية عن هذا العيد الذي ما أنزل الله به من سلطان. رأي أقلياتنا في الغرب لعل من أصدق ما يمكن استحضاره من فتاوى العلماء وقادتهم ما صدر عن أقلياتنا المسلمة في بلاد الغرب الذي منها صدر إلينا هذا الوافد الغريب، حيث طالب قادة الأقليات الإسلامية في الغرب المسلمين بعدم الاحتفال بهذا اليوم، وفرض حظر على مظاهره، وصدر عن مجلس قادة المسلمين في روسيا بيانا يدعو لفرض حظر على الاحتفال بهذا اليوم، وقال: "ندعو جميع المؤمنين والعقلاء لقول لا للاحتفال بهذا اليوم؛ لأنه يتناقض ليس فقط مع قواعد الإسلام، ولكن أيضا الأخلاق الإنسانية السوية". أما في جاكرتا، فقد حذر علماء إندونيسيون المسلمين من الاحتفال بـ"يوم الحب"؛ لأنه "عيد شرير ويؤدي إلى حرية ممارسة الجنس"، وقال عبد الله شوليل من جمعية نهضة العلماء الإندونيسيين في شرق جزيرة جاوة: "نمنع المسلمين من الاحتفال بعيد الحب؛ لأنه غالبا ما يحتفل به الشباب والشابات غير المتزوجين بتشابك الأيادي وممارسة الجنس، وهذا أمر لا يفترض أن يقوموا به". م\ن
__________________ إن كانت غزوة أحد قد انتهتْ
فإن مهمة الرماة
الذين يحفظون ظهور المسلمين
لم تنته بعد..!!
طوبي للمدافعين عن هذا الدين كل في مجاله،
طوبى للقابضين على الجمر،
كلما وهنوا قليلاً
تعزوا بصوت النبيِّ
صل الله عليه وسلم
ينادي فيهم:
" لا تبرحوا أماكنكم " ! |