السلام عليكم
انا هاي اول رواية الي ع منتداكم بتمنى تعجبكم .. يا رب :madry:
هو حلم أشبه بالمعجزة .. تحركه يد القدر وحدها .. وهو الوحيد الذي لا يعتريه يأس ولا تصيبه حمى القنوط .. يبقى يتنفس طالما صاحبه يتنفس .. ورغم انه الأصعب .. لكنه الأقرب إلى الروح ..
ذلك هو " حــــــلم الصبـــــا " ...
البداية
الجزء 1
" بدأ كل شيء حين انتقلنا إلى المنزل الجديد في منطقة جديدة لم أزرها في حياتي .. بدا الأمر وكأنه كابوس فلقد كنتُ شديدة التعلق بمدينتنا السابقة وبزميلاتي .. فــرحتُ اتخبط هنا وهناك حتى تشاجرتُ مع عائلتي وانتهى بي الأمر بأن تعرفتُ على غرفتي الجديدة وأغلقتُ على نفسي الباب فيها .. كانت جدران المنزل باردة .. كئيبة .. تبعث على الرعب لكنني تمالكتُ نفسي وجلستُ وحدي هناك لأن كبريائي لم يسمح لي بأن اذهب للجلوس مع العائلة بعدما تشاجرنا .. بعد دقائق ليست بكثيرة طُرِقَ الباب .. فتحتُه بعصبية .. فضحكتْ أختي محاولةً أن تهديء حدة الموقف وقالت لي : اهدئي ستكسرين المقبض من شدة غضبك هههههه .. " في الواقع لم أرها دعابة تستحق الضحك وحتى لو كانت كذلك لما كنتُ ضحكت حفاظاً على موقفي منهم – أي العائلة - .. تابعت أختي ( دون اكتراث لعدم مبالاتي ) : ادخلي معي الأمتعة ألا يكفي انني حملتهم لكي من الأسفل !! لقد تكسرت عظام ظهري .. هيا تحركي .. " رحتُ اساعدها فقط لانهم حاجياتي .. وكانت ليلة بائسة فلم أشعر بالراحة في نومي أبداً وكان آخر شيء فكرتُ فيه هو المدرسة الجديدة .. فطنتُ لها في الصباح عندما أيقظتني جود وقالت : مجد .. مجد .. مجد .. مجد .. " وظلت تقولها بلا توقف وهي تهزني من كتفي فصرختُ في النهاية لأوقفها : نعم .. استيقظت .. ما هذا لو انكِ آلة لانتهى شحنكِ .. ألا تتعبين ؟! " ضحكتْ وضحكتُ أنا بدوري .. رأيت انه من السيء أن أظل تعيسة .. فتعاستي ضد عناد أمي وأبي لا تسوى شيئاً .. استيقظتُ وارتديتُ الزي المدرسي وتناولتُ فطوري بشراهة فأنا لم أدخل الطعام لفمي منذ شجاري مع العائلة .. ثم بعدها انطلقت مع أمي لتسجلني في المدرسة الجديدة .. كان الفصل الأول قد انقضى نصفه وكنت قد قدمت امتحانات الشهر الأول والثاني في مدرستي القديمة .. سارت الأمور بعد عناء طويل مع المديرة التي لم يعجبها موعد انتقالي .. ماذا أفعل لها ؟! .. ذهبت إلى صفي الجديد ودخلته .. قدمتني المعلمة للطلاب وكان الموقف محرجاً فلقد ذكرت المعلمة اسم مدرسة أخرى غير التي كنت فيها وسألتني اذا ما كانت محقة أم لا فقلت لها : لا أظن انكِ اخطأتِ في اسمها .. " فضحك الطلاب .. جميعهم وأصبحت المعلمة تدير وجهها في كل الاتجاهات ثم استقرت نظراتها في النهاية علّي ولا بد انها ستكرهني وبشدة .. وأكملت أنا التعريف عن نفسي .. ثم ارشدتني لمقعد وجلست فيه وفجأة بدأت الطالبة التي كانت فيه بالصراخ : يا معلمة هذا المكان تشغله إسراء ..
المعلمة : وأين هي الآن ؟ ..
الفتاة : إنها غير حاضرة اليوم ..
المعلمة : حسناً عندما تحضر سوف نحل الموضوع الىن دعونا نكمل الحصة ..( ونظرت إلي بحقد وأكملت ) لقد أضعنا الكثير من الوقت !! .. " شعرت بالضيق فانا طالبة جديدة والمعلمة لا تطيقني .. والطالبة التي بجانبي متضايقة مني .. انه لشيء فظيع أن تشعر انك غير مرغوب بك .. مضت الحصص الثلاث الأولى دون أي جديد .. حتى الطلاب لم يسألوني أي سؤال لأن معلم الحصة التالية يأتي قبل خروج المعلم الآخر .. فلا مجال لأخذ استراحة .. وعند الاستراحة جاء الطلاب وبدأوا يسألوني : من أنتي ؟ ما اسم عائلتك ؟ كيف هي مدرستك ؟ كم هو تحصيلك الدراسي ؟ ماذا تفضلين من الالوان ؟ وأسئلة كثيرة لم أجب على نصفها .. تضايقت الفتاة التي بجانبي وصرخت فجأة ( دون سابق انذار ) : اذهبووووا .. إن كنتم تريدون الحديث ابحثوا عن مكان آخر غير مقعدي .. ثم ابتعدوا قليلاً دعوني امرّ .. " تابعتها بنظري بصمت .. وعندما انهت كلامها ( أو بالأحرى زئيرها ) وابتعد الجميع .. أمسكت بيدي وسحبتني معها وحين خرجنا بدأ الجميع بالإستنكار : ما بكِ يا ريم .. هل جننتِ ؟؟ .. " بقيت معها وقت الإستراحة وتعرفنا على بعضنا أكثر .. وكان ذلك كما يأتي :
مجد ( أنا ): أرجو انني لم اضايقكِ بجلوسي !!
ريم : لا أبداً يا عزيزتي .. انا أردت إغاظة المعلمة فقط ..
مجد : اممممممـ ...
ريم : اسمك جميل .. لكنني أعلم انه اسم ولد ..
مجد : انه اسم مزدوج يصلح للجنسين ..
ريم : أنا اسمي ريم ..
مجد : اسمك جميل أيضاً ..
ريم : شكراً .. بصراحة لقد أعجبتني حين اغظتِ الآنسة سلمى هههه لأنها دائماً تفعل ذلك كلما جاءنا طالب جديد حتى في الصفوف الأخرى .. تحاول أن تظهر نفسها بانها تعرف كل شيء مع انها لا تعلم شيء هههههه ...
مجد : ههههه .. حقاً .. جيد مع انني لم أقصد ذلك ..
ريم : صدقيني انها لئيمة .. كل انذار وقعته في هذه المدرسة بسببها ..
مجد " باندهاش " : كل انذار !! .. وكم انذاراً وقعتِ ؟
ريم : اممممـ بصراحة لم افكر في أن احصيهم يوماً .. لكنهم كُثُر ..
مجد : حقاً !! وكيف لم يتم فصلكِ ؟!
ريم : لااا إنهــا انذارات شكلية .. اجراءات هزلية لإرعابنا .. لكننا لا نهابها .. لقد اعتدنا عليها هع ..
مجد : من أنتم ؟ أقصد الذين اعتدتم ؟
ريم : شلتنا .. لقد أصبح الأمر بالنسبة لنا أحد الطقوس التي لا بد منها في كل عام ..
مجد : وأين هي شلتكِ ؟
ريم : غير حاضرات .. اليوم هو عطلة رسمية لهم ..
مجد : لماذا ؟ أهذا اتفاق بينكم ؟؟
ريم : نعم ..
مجد : ولما أنتي حاضرة اذن !!
ريم : لم يوافق أبي .. يقول لي ( وتقلد صوت والدها ) انه لا سبب في الغياب ولو كل طالب قرر أن يغيب دون عذر فلن ..... إلخ .. من محاضرات والدي ..
مجد : هههههه .. لا بأس .. كم عددكم ؟
ريم : أربعة .. اسراء ، ديالا ، أميرة وأنا ..
مجد : هذا رائع .. ومنذ متى وأنتم مجموعة واحدة ؟!
ريم : من الصف السادس الإبتدائي ..
مجد : حسناً هل يمكنكِ أن تريني أين وصلتم في الدروس حتى أعلم ما الذي فاتني ؟..
ريم : بالتأكيد .. لكن دعينا نأكل أولاً .. لقد أخذنا الكلام ..
" انتهى الدوام وكنت منهكة جداً .. فلقد لعبنا في حصة الرياضة .. ثم قاموا بتنظيف حديقة المدرسة عقاباً للصف لأنهم أثاروا الشغب في اليوم السابق ولم تقتنع المعلمة بأنه لا شأن لي لأنني حضرت اليوم .. فلم تصغي لي أبداً ولم أصغي لها أنا أيضاً بدوري وهربت إلى الصف ولحقتني ريم وكدنا أن نكشف لكن الأمر سار بسلام وعندما عدت للمنزل وظبت باقي حاجياتي في الغرفة وأصبحت رائعة .. وفي المساء وقت سهرة العائلة لم أجلس معهم فلقد كنت منشغلة بنقل التلخيصات والمدونات من دفتر ريم فنادت علّي جدتي وعندما حضرت وبختني أمام الجميع دون أن تترك لي المجال لأبرر غيابي وكان أخواني الثلاث وزوجاتهم وأولادهم وأختي جود وأمي وأبي جالسين .. بصراحة لم يضايقني الأمر كثيراً كما في العادة فلقد اعتدت أن تظلمني جدتي فهي تحب جود وتكرهني كثيراً .. وبعد أن انتهت كلامها غادرتُ غرفة الجلوس دون أن أنطق حرفاً مما زاد من غضبها ولا بد أن أبي اوقفها عن اللحاق بي .. أغلقتُ على نفسي الباب لكنني بكيتُ بشدة وقلت في نفسي : لم تكرهني تلك العجوز !! .. لا أطيق حتى أن اناديها بجدتي لو انها ليست كذلك .. لكنت رددت لها الصاع صاعين ..