الحديث الثالث : توسل آدم بالنبي صلى الله علي وسلم .
لما إقترف آدم الخطيئة قال : يارب إني أسألك بحق محمد لما غفرت لي فقال الله : يا آدم وكيف عرفت محمد ولم أخلقهُ ؟ , قال يا رب : لما خلقتني ونفخت في من روحك رفعت رأسي فرأيت على قوائم العرش مكتوباً : لا إله إلا الله محمد رسول الله , فعلمتُ انك لم تضف إلي إسمك إلا أحب الخلق إليك , فقال الله : صدقت يا آدم إنه لأحب الخلق إلي , وإدعني بحقهِ فقد غفرت لك ولولا محمد ما خلقتك . هذا نص الحديث كما يستدل بهِ أهل البدع والضلال ولعلنا نبين حالهُ .
قلتُ : أخرجهُ الحاكم في المستدرك [1/615] قال الحاكم رحمه الله تعالى كالعادة [ صحيح الإسناد و هو أول حديث ذكرته لعبد الرحمن بن زيد بن أسلم في هذا الكتاب ] قال الحافظ الذهبي في التعليق على المستدرك (4/31) : [ بل موضوع ] قلتُ صدق رحمه الله تعالى , فالحاكم ضعف عبد الرحمن بن زيد بن أسلم إن لم تخني الذاكرة , وقد حدث عنهُ في المستدرك وهذا خطأ والله المستعان وبهذا يتبين تساهل الحاكم رحمه الله تعالى وهو مجمعٌ على تساهلهِ في تصحيح الأحاديث .
وقال الكهنوي في الآثار المرفوعة (1/44) : [ ذكر القسطلاني في المواهب اللدنية والزرقاني في شرح إن الحاكم أخرج في مستدركه عن عمر مرفوعا إن آدم رأى اسم محمد مكتوبا على العرش وإن الله قال لآدم لولا محمد ما خلقتك وروى أبو الشيخ في طبقات الأصفهانيين والحاكم عن ابن عباس أوحى الله إلى عيسى آمن بمحمد ومر أمتك أن يؤمنوا به فلولا محمد ما خلقت آدم ولا الجنة ولا النار ولقد خلقت العرش على الماء فاضطرب فكتبت عليه لا إله إلا الله محمدا رسول الله(4) وفي سنده عمر وابن أوس لا يدري من هو ] والله تعالى أعلى وأعلم .
وقال الألباني رحمه الله تعالى في السلسلة الضعيفة (1/89) : [ موضوع ونقل تعليق الحافظ الذهبي عليه : وعبد الرحمن واهٍ وعبد الله بن مسلم الفهري لا أدري من هو ] فالحديث من ناحية السند لا يمكن أن يستقيم ولا يستند إليه في دليل حتى , والله تعالى أعلى وأهلم فالخبر واهٍ ضعيف. والله أعلم
أبو عبيدة الأثري 1432 هجري .