الحديث الخامس : اللهم بحق السائلين عليك .
كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا خرج إلي الصلاة قال : بسم الله , آمنت بالله توكلت على الله , لا حول ولا قوة إلا بالله , اللهم بحق السائلين عليك , وبحق مخرجي هذا , فلم أخرج أشراً ولا بطرا .
قلتُ : وهذا الحديث أخرجهُ إبن السني من طريق [ الوازع بن نافع العقيلي ] عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن جابر بن عبد الله الأنصاري رضي الله عنهُ , والحديث فيه نظر بل لا يصح حتى وسنرى العلة الصريحة في الحديث كما تكلم أهل العلل في هذا الحديث إن لم تخني ذاكرتي , وفي روايةٍ أخرى ( ممشاي هذا ) وجاء بعدة طرق .
واللفظ [ ممشاي هذا ] قد أعلهُ إبن أبي حاتم فقال في العلل (2/184) : [ 2048- وسألت أبي عن حديث ؛ رواه عبد الله بن صالح بن مسلم ، عن فضيل بن مرزوق ، عن عطية ، عن أبي سعيد ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : إذا خرج الرجل من بيته ، فقال : اللهم بحق السائلين عليك وبحق ممشاي وذكر الحديث.ورواه أبو نعيم ، عن فضيل ، عن عطية ، عن أبي سعيد ، موقوفا.قال أبي : موقوف أشبه ] وقد تقدم هذا الحديث وضعيف بـ [ فضيل بن مرزوق ] كذلك ضعيف بـ [ عطية العوفي ] مدلس من الدرجة الرابعة مجمع على ضعفهِ .
وفي روضة المحدثين (10/164) : [ عن بلال رضى الله عنه قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا خرج إلى الصلاة قال : " بسم الله آمنت بالله توكلت على الله لا حول و لا قوة إلا بالله اللهم بحق السائلين عليك و بحق مخرجى هذا فإنى لم أخرجه أشرا و لا بطرا و لا رياء و لا سمعة خرجت ابتغاء مرضاتك و اتقاء سخطك أسألك أن تعيذنى من النار و أن تدخلنى الجنة " .
[ ضعيف ] ** قال الإمام النووى فى " الأذكار " 1 / 25 : أحد رواته الوازع بن نافع العقيلى و هو متفق على ضعفه و إنه منكر الحديثو روينا فى كتاب ابن السنى معناه من رواية عطية العوفى عن أبى سعيد الخدرى رضى الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم و عطية أيضا ضعيف , فالخبر لا يستقيم حتى وهو كمن سبقهُ من الخبر لا يصح ولا تقوم لهُ قائمة .
تعقيب : قال عبد القادر أرناؤوط 1 / 25 : و هو كما قال و قد أبعد المصنف رحمه الله فالحديث قد رواه ابن ماجه رقم " 778 " فى المساجد و الجماعات و أحمد فى المسند 3 / 21 من حديث فضيل بن مرزوق عن عطية بن سعد العوفى عن أبى سعيد الخدرى وإسناده ضعيف . و قد حسنه الحافظ فى تخريج الإذكار ، و نسبه لأحمد و ابن ماجه و ابن خزيمة فى كتاب التوحيد و أبى نعيم الأصبهانى قال : فى كتاب الصلاة لأبى نعيم عن فضيل بن عطية قال : حدثنى ... فذكره لكن لم يرفعه فقد أمن بذلك تدليس عطية العوفى . و قال الحافظ : و قد عجبت للشيخ - يعنى النووى - كيف اقتصر على سوقرواية بلال دون أبى سعيد و عزو رواية أبى سعيد لابن السنى دون ابن ماجه ] قلتُ : بل النووي رحمه الله تعالى تكلم بما ثبت في الراوي فالوازع بن نافع العقيلي [ منكر الحديث ] و الفضيل بن مرزوق [ منكر الحديث ] و عطية العوفي [ مدلس من أقبح أنواع التدليس وهو في الدرجة الرابعة فضلاً عن ضعفهِ المجمع عليه عند أهل العلم ] فلا يصح الحديث حتى .
وقد ضعفهُ الإمام الألباني في السلسلة الضعفة , وفي التوسل . والله أعلى وأعلم .
أبو عبيدة الأثري 1432 هجري
الجمعة7/1/2011 والله الموفق .