ما بالطبع لا يتغير
حكى بعضهم قال: كنت في سفر فضللت الطريق . فرأيت بيتا في الفلاة ، فأتيته فإذا فيه أعرابية ، فلما رأتني قالت : من تكون ؟ قلت ضيف . قالت: أهلا و مرحبا بالضيف ، انزل على الرحب والسعة . قال: فنزلت ، فقدمت لي طعاما فأكلت ، وماء فشربت . فبينما أنا على ذلك إذ أقبل صاحب البيت فقال: من هذا ؟ فقالت ضيف . فقال : لا أعلا ولا مرحبا ما لنا و للضيف ؟ فلما سمعت كلامه ركبت من ساعتي وسرت . فلما كان الغد رأيت بيتا في الفلاة فقصدته ، فإذا فيه أعرابية . فلما رأتني قالت : من تكون ؟ قلت : ضيف . قالت : لا أهلا ولا مرحبا بالضيف . ما لنا وللضيف ؟ فبينما هي تكلمني إذ أقبل صاحب البيت فلما رآني قال : من هذا ؟ قالت ضيف. فقال : مرحبا وأهلا بالضيف . ثم أتى بطعام حسن فأكلت ، وماء فشربت . فتذكرت ما مرّ بي بالأمس فتبسمت . فقال : ممّ تبسمك ؟ فقصصت عليه ما اتفق لي مع تلك الأعرابية وبعلها ، وما سمعت منه ومن زوجته . فقال : لا تعجب . إن تلك الأعرابية التي رأيتها هي أختي ، وانّ بعلها أخو امرأتي هذه ، فغلب على كل طبع أهله .
[l
eft][/left]قصص العرب