عرض مشاركة واحدة
  #49  
قديم 02-17-2014, 04:26 PM
 
.












.




البارت السابع


(( شيطان الإنتقام ))


اجبر نفسه على النهوض من فراشه الدافئ ليظهر جسده الفارع الطول العاري
الصدر ويرتدي شورتا فقط يقول
"حدث سوء فهم عمتي والأمر لا يستدعي كل هذا الإهتمام "

صاحت سيمون قائلة" ماذا ...لا يستدعي الإهتمام ..من اي طينة صعت
يا رجل ...إنها إنسانة بمشاعر وكونها إمرأة فإنها تستدعي اهتماما
ورقة دارك ...هي تكون التعريف المشرق لشخصيتك"

ضحك دارك وقال ساخرا يرفعحاجبه "واو عمتي ...
لم تاخذي وقتا لتحليل الامور ...أصبحت انا السئ في المعادلة "

سيمون "نعم فأنا أعرفك جيدا لذا أرجوك بني
ضع الماضي جانبا وتطلع نحو المستقبل "

مل من المحاضرة المكررة وقطع كلامها يقول وقد وضع منشفة علىكتفه
قبل أن يتطلع إلى الأمطار الغزيرة عبر النافذة "رجاء عمتي ...لا أحد
مخول للحديث في هذا الموضوع غيري ..إنها حياتي وأنا فقط أقرر
ما يناسبني ومايدور في خيالك الواسع ليس من ضمن قرارتي "

زفرت سيمون بحدة لعناد هذا الحجر وقالت بجدية"اكبر
"إن ظللت حبيس الماضي فستفقد الحاضر والمستقبل أيها العجوز"

لم يتمكن من كبح ابتسامة تجلت على شفتيه لجملتها الأخيرة وقال بهدوء
" مازلت شابا وبقدر كاف من الوسامة لتلتف حولي مئات الفتيات
لذا كوني مطمئنة من ناحية الزواج"

سيمون
"لكنك لا تختار أو تهتم بواحدة منهن مع ان لديك ثروة حقيقية في بيتك"

دارك" تقصدين تلك المصيبة ..إنها ليست من نوعي ...
على كل حال عمتي شكرا على اهتمامك ... إلى اللقاء لدي عمل كثير "

واغلق الهاتف مباشرة قبل أن تصرعه عمته بعتاب آخر أو محاضرة اكثر
مللا ثم دخل إلى الحمام ...وقف تحت المرش وترك الماء ينساب
على منكبيه منسحبا على بشرته بمهارة إلى اخمض قدمه تنعش كل خلية
في جسده إلى من إخراجه من دائرة التفكير فيها فالأسوء في هذا الجانب
أنه صار يعلم كل خطوة تقوم بها سواء في الكلام أو العمل والافعال
وجتى في الاكل وبمناسبة ذلك تذكر أنها لم تتناول شيئا بالأمس ...
بعد أن انتهى لبس ثيابه للعمل وأخذ أوراق عمله وأخرى تخص الملكية
من مكتبه ثم إلى المطبخ ...دخل وهو يتمنى أن يراها تقف عند
بار المطبخ تحضر الفطور وشعرها الأسود ينسدل على كتفيها كالشلال
متعديا الخاصرة ..ليندثر حلمه عندما لم يجدها وكان الفطور جاهزا
على الطاولة ..نظر إليه لفترة قبل أن يشرب قهوته بسرعة
وخرج من المنزل ..استقل سيارته وانطلق بها تحت انظارها
المترقبة الحزينةمن وراء ستار النافذة الأخرى ...بعد ان غاب في الافق
ادت بنظرها إلى داخل الغرفة ومباشرة إلى الأوراق على الطاولة ...
حملت الورقة وقرأت آخر سطر لم تكمله فلم تكن لديها الرغبة في الكتابة
ودارك قطع عليها كل إلهامها ...تححجرت الدموع في عينيها
وقالت في نفسها بشجن وهي تتذكر كيف ضرب جيم من أجلها
"لو انك تفتح لي قلبك وتتخلى عن برودك ذاك ...لكن من انا حتى
تهتم بأدنى حاجاتي ...أو حتى تحبني ..هههههههههه
مضحك جدا أن ندرج دارك والحب في جملة واحدة .."

بعدها أعادت الأوراق إلى مكانها ثم لبست معطفها وخرجت إلى الشاطئ
حتى تستنشق هواء صافيا بعيدا عن محيط دارك ولكن المفاجاة
أن كانت السماء تمطر فاخذت المطرية وراحت
تقاوم الرياح وتراقب الأمواج العالية تضرب بعضها .


*****************

*******


خلف ذلك املكتب الذي يطل على أجمل منظر في المدينة جلس
هاريس يراجع بعض الملفات عندما دخل عليه جيم يتقدم
قائلا "صباح الخير هاريس "

دخلت خلفه السكرتيرة معترضة تقول
"انتظر يا سيد ...اعذرني سيد هاريس لقد تجاوزني ودخل "

أشر لها بيده للخروج ونظر إلى جيم الذي تقدم وكان المكان ملكه
ليقول هاريس "لا بأس اتركينا وحدنا "

انصاعت له وخرجت مغلق الباب خلفها في حين أن جيم جلس
على الكرسي قبالته وقال "اعتقدت انك لن تستقبلني بعدما حدث البارحة"

نظر هاريس إليه وقال
"لا أجد سببا يمنعني من ذرك فما حدث بينكما امر يخصكما وحدكما "

قام جيم بحركة بأنفه وفال بامتعاض" لا يهم ...إذا كيف هو الحال ؟"

هاريس وقد رفع حاجبيه "جيد ولا اظنك جئت لهذا السبب "

جيم" صراحة جئت ححتى اشمت باحدهم ...وستكون أول من يعلم
بانسحابي من المشروع فلدي ماهو أهم من مشاركة ذلك الحشرة"

هاريس بحزم" لا تهن صديقي أمامي جيم"

رفع يديه وقال بنبرة لا مبالية" حسنا لا باس لا داعي للتجهم ...
فقط أريد أن أعرف مالذي ستفعلونه حيال هذ الأمر "

أنزل هاريس رأسه إلى الأوراق على مكتبه وأكمل يقول
"أظن أنه لا شأن لك بالموضوع بعد انساحبك الرسمي
ثم لاتهتم نحن نتكفل به جيدا "

ابتسم جيم بخبث حاد وقال بمكر "نعم ستتكفلون به جيدا ...واضح ...
بسحب قرض من البنك مثلا ...فكرت في اقتراح مماثل أنا أيضا"

رأى هاريس أنه ما من داع للرد على هذا المجنون وفضل تتمة عمله
وعندما لا حظ جيم عدم تجاوبه وتجاهله أخبره بما جعله يفتح
عينيه ذهولا ورفع رأسه إليه بحدة قائلا" و...ومن هذه الناحية
يا صديقي فيمكنك ان تقول اني عالجته بطريقتي "

صاح هاريس بجدية أكبر وصوت حاد" مالذي فعلته" ؟؟

جيم "لم افعل ما يرضيني بعد ...فقط اعددت هدية مميزة لدارك ...
اكبح فضولك فعلى الأرجح سيتصل أحدهما ويخبرك برفض البنك عرضكم ...
بكل سهولة"

وليكون الدليل قاطعا على ان الحظ دوما حليف الأنذال فقد
رن هاتف هاريس مفجرا منبعا من التوتر في نفسه تردد قبل
أن يرد مجيبا" نعم جورج"

تمنى هاريس أن يخبره عكس ما سمعه لتو من جيم لكن جورج خيب ظنه
وقال بامتعاض " لدي ما سيعكر صفوك ...لقد رفض البنك عرضنا
للتو ودارك لا يزال يحاول إقناعه بالضمان الذي نقدمه"

رد هاريس بتحسر " لا عليك يمكننا المحاول مع البنك الفرعي ..".

جورج "ربما ....ولا أجزم فالمبلغ الذي نطالب به كبير جدا "

ثم رمق جيم بنظرة كلها بغض وأردف
" أنا أعرف السبب و سندع الموضوع لحديث آخر "

وافقه جورج يقول "لا باس سنحاول إقناعهم وأبلغك بالمستجد"

هاريس "أكيد وأبلغ دارك بان ايوم هو موعد إحضار
آلات البناء والعمال وأننا سنذهب إلى الورشة بعد قليل "

جورج "اعتمد علي "

وأغلق الهاتف ليطلق جيم ضحكة وهو يقف قائلا" كم يعجبني
هذا الإحباط على وجهك ...كلن ليكون أروع لو أراه على وجه دارك اللآن "

وواصل ضحكته المثيرة للإشمئزاز وهويقول مغادرا" إلى القاء صديقي ...
وصدقني أنا لا أحمل ضغينة ضدك أو ضد جورج ..ا
نتما فقط في المكان غير المناسب وارجو أن تبلغ دارك بأن هذه البداية فقط"

فتح الباب وكاد ان يخرج عندما اوقفه هاريس قائلا" كيف فعلت هذا ؟"

توقف وقال قبل أن يختفي خلف الباب "سؤالك هذا يقل من شاني ..
ومع ذلك ساجيبك ...لدي مصادري الخاصة"

ورحل تاركا هاريس يلعنه وأعماله التي تشبهه في دناءته فيما هذا الأخير
تقدم يمشي متبخترا يرفع رأسه للسقف وكأنه قام بعمل مشرف ...
خرج من المبنى واستقل سيارته بسرعة ليتجنب برودة الامطار
وانطلق بها وسط الطريق وهو يفتخر بنفسه قائلا
" ستريان ما سافعله بكما أنتما الإثنان وستحترقان بنار جيم مونرو"


****************************

جلت ويلما على الكرسي قبالة كريس الذي ينام عليه و انابيب الدواء
متصل بجسده ...تقاسيم وجهها ترسم حزنا عميقا وترسل بنظراتها
إليه تتمنى لو يفتح عينيه ...أنلت رأسها إلى اهاتف في يدها وفكرت
في أن تتصل بآريا حتى تعلمها ...لم تتمكن امس من إخبارها عن مكانها
وشعورها بتعب ابنتها ساهم في ضعف قرارها لكم ما من حل آخر ...كريس
الىن نائم يجاهد ليفيق من الحمى التي لازمته منذ البارحة ولا تملك
المال حتى لتدفع مصروف علاج الليلتين ...حاولت إيجاد حل لكم
من دون جدوى ورغم ذلك فقد وضعت الهاتف جانبا ثم احتوت كفيه بين
كفيها وطبعت قبلة رقيقة مستنجدة تقول "رؤيتك عل هذه الحال تعذبني ...
أسوا ما تشعر به الأم أن تبدو عاجزة تماما عن مساعة فلذة كبدها ....
لكن ماباليد حيلة بني ...سامحني "

وتسللت دموعها على وجنتيها تحرقها بكل مافيها ...وضعت كفه برفق
ونهظت جاهدة حتى تخرج وهي تمسح دموعها قاصدة الطبيب المسؤول
عن كريس وبينما هي في طريقها إلى مكتبه لفت نظرها شبح رجل مالوف
اعتادت رؤيته في الصحف ...كان يجلس في قسم الإستعجالات ويغازل
تلك الممرضة التي تضمد يده وجبينه بعناية ...فكرت للحظة وقال
"أليس ها جيم مونرو ...نعم إنه هو ....رئيس آريا في العمل ..
.ماهذه المفاجأة"

ثم اقتربت نه بهدوء تقول "عذرا سيد حيم ...سلامتك"

نظر إليها بازددراء فكانت مواصفاتها مألوفة لديه ليقول "شكرا لكن هل اعرفك ؟"

ابتسمت ومدت كفها ليده السليمة حتى تصافحه قائلة
" أعرفك نفسي أنا ويلما بريسكون والدة آريا بريسكون ...
إنها موظفة عند حضرتك"

نظر إليها لفترة وهويصافحها ثم رسم ابتسامة مبهمة وقال
"أها هاذا يفسر جمالها ..."

ضحكت ويلما خجلا وأردفت
" شكرا ..لكن ماذا حدث لك أتمنى أن لايكون الوضع خطرا "


نظر إلى يده التي انتهت الممرضة من تضميدها الممرضة التي غادرت
ثم قال "كان الخطر وشيكا لولا أن عاودت التحكم لابسيارة ...
لا أدري كيف يتحصلون على رخصة القيادة وهم لا يفقهون شيئا ..
.لكن لا يهم الآن المهم اني نجوت"

جلست بجانبه وهي تقول مؤيدة
" صحيح المهم السلامة فكم من أرواح ازهقت بسبب حوادث السير "

قالتها وقد ظهرت علامات الحزن على وجهها لاحظها جيم ليبادر بسؤال
"هل فقدت أحدا في حادث ما؟"


ضغطت على قبضتي يديها ألما وهي تتذكر مأساة ما قبل 4 سنوات
وما امطرته عليها من تعاسة وعذاب لفقدان حبيبب ورفيق العمر ...
السيد بريسكون ...ثم قالت بابتسامة واهنة" نعم ...فقد زوجي في حادث
سير مميت ...ومعه فقدت كل طعم للحياة ..لكن وجود آريا جعلني أتخطى الازمة"

ثم نظرت إليه وأردفت
"وسرعان ما تسلمت دور والدها فتعمل لتصرف على البيت
وتغمر شقيقها بالحنان ...إلنها فعلا رائعة والفضل لك في توظيفها "

هل اليوم هو يوم حظ جيم ..كل شيئ ينقلب لصالحه حتى حادث السر
الذي قام به قد اوصله إلى مايريد والذي استغله ..وهاي ذي فرصة
ذهبية ليكمل انتقامه الجهنمي ...اتسعت ابتسامته على وجهه
واكثر خبثا دلالة على سوء لنوايا وقال "هل أنت متاكدة سيدة بريسكون" ؟

استغربت لتلك النبرة وقالت بحيرة" ماذا تقصد ؟"

جلس جلوسه مريحا بعض الشيء وقلا بمكر
"هي لم تعد موظفة عندي ...صراحة لقد قدمت استقالتها
في ظرف احتجت فيه إلى مهاراتها العملية "

وقفت ويلما دهشوذة لما تسمعه وهتفت بسرعة
" استقالت . .لكنها قالت انها برحلة عمل بموافقتك "

حك رأسه مدعيا المفاجاة وقال" حقا ...
يؤسفني ان أبلغك أن ابنتك المثالية قد كذبت عليك وكم خيبت ظني أنا ايضا"

تشوش تفكير وسلما التي قالت باستفسار ملح
" ماذا ...كذبت علي ...إذا أين هي ومانوع العمل الذي أطلعتني عليه ؟"

شعر بلذة ما يجري الآن انه على وشك اول خطوة تدمير آريا ليقول بتحايل
" لربما دناءة العمل الذي تقوم به منعها من غطلاعك على الحقيقة
ولأكون اكثر وضوحا سيدة بريسكون ...
أريا تكون عشيقة دارك وولكاس إن سمعت به"

وقعت تلك الكلمات المقززة كالصاعقة على ويلما التي شلت اطرافها
واتسعت عيناها بشكل غريب محدقة بذهول إلى جيم وهي تحاول
أن تستوعب جملته بعدها قالت مابين التصديق والتكذيب" غير ممكن ...
ابنتي لن تتنازل إلى هذا المستوى ...لا يمكن ..."

نهض جيم من مكانه ليقلبها ثم تنهد مدعيا الأسف يقول
"بل صدقي ولأبرهن على كلامي سأدلك على العنوان ...المنزل الذي تعيش
فيه معه حاليا ...لا لا سابعث لك السيارة لتذهبي بنفسك سيدتي ...آ
سف جدا لهذا الخبر المزعج ولكنها الحقيقة التي يجب أن تعرفيها ...
حتى تري فيمن وضعت ثقتك بعدها ذهب إلى الدكتور من اجل إصابته
وعلى وجهه ابتسامة انتصار ثاني ...تاركا تلك الأم مصدومة م
خبر ابنتها التي تعدها أشرف من الوردة نفسها ...التي ترى فيها الفتاة
التي لم تتمكن من الوصول إليها لغاية زواجها ...أصابها التعب ف
جاة فجلست على الكرسي بجانبها تكاد
لاتصدق ما سمعته للتو من فاجعة دمرتها ..


****************************



توقفت الأمطار عن الهطول لكن الجو بقي باردا و كا يقرس بشرة آريا قرسا
حتى أن انفها احمر ....اغلقت المطرية واجبرت نفسها على العودة رغم
انعدام ما تفعله في البيت وحدها ...تقدمت تمشي على الرمال المبللة ب
تثلقل وأفكارها تتطاير في كل مكان تحملها النسيمات الباردة حائرة وتردها
اكثر حيرة فيقوى الهم الذي يخنقها نظرت إلى المنزل عن قرب وإلى تلك
الشجرة لاقريبة من شرفتها فابتسمت بوهن وقالت" قريبا سأرحل عن
هذ المنزل ...هل ستتغير الاوضاع أم تبقى على حالها ...
اتمنى لو تحدث معجزة"

وفعلا فبعد جملتها تلك ضمعت صوتا يقترب منها ويصيح
قائلا" عفوا لو سمحت ؟"

التفتت إلى شمالها ...للجهة التي تاتي رياحها قوية لترى رجلا كهلا
يرتدي زيا أزرق ويعتمر قبعة بناء ...التصقت خصلة على جبينها
بسبب ارياح فازاحتها وهي تنظر إليه يدنو منها لتقول مستغربة
وجود احد في المنطقة" نعم مالمشكلة ؟"





نهاية البارت


قراءة مممتعة


.





.
__________________