الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، وصلى الله على محمد خاتم النبيين، وآله الطيبين الطاهرين. وبعد من مواعظ مالك بن دينار رحمه الله
قال إن العالم إذا لم يعمل بعلمه زلت موعظته عن القلوب كما يزل القطر عن الصفا.
وعنه: إذا طلبت العلم لتعمل به كثرك العلم، وإذ طلبته لغير العمل لم يزدك إلا فقراً.
وقال: مثل قراء هذا الزمان كرجل نصب فخاً، فوقع عصفور قريباً منه،
فقال للفخ: ما غيبك في التراب؟
قال: التواضع،
قال: فلم اختفيت؟
قال لطول العبادة،
قال: فما هذا الحب المصبوب؟
قال: أعددته للصائمين.
قال: نعم الجار أنت. فلما غابت الشمس أخذ العصفور الحبة فخنقه الفخ
فقال: إن كان كل العباد يخنقون خنقك فلا خير في العبادة.
وقال: يا حملة القرآن ما زرع القرآن في قلوبكم؟ فإن القرآن ربيع المؤمن كما أن الغيث ربيع الأرض.
وقال الخوف من العمل ألا يتقبل أشد من العمل.
قال خرج أهل الدنيا ولم يذوقوا أطيب ما فيها،
قالوا: وما هو يا أبا يحيى؟ قال: معرفة الله. |