عرض مشاركة واحدة
  #43  
قديم 02-21-2014, 12:48 AM
 
الحمد لله رافع منار العلم ومشرف أهله وصلى الله على سيدنا محمد خاتم المرسلين وخير الأنام وعلى آله وصحبه . وبعد ذم الحسد
قال النبي صلى الله عليه وسلم: كاد الحَسد يَغْلِب القَدَر.
قال علي رضي الله عنه: لا راحةَ لِحَسُود، ولا إخَاء لمَلُول، ولا مُحِبَّ لسَيىِّء الخُلًق.
وقال الحسن: ما رَأيت ظالماً أشبهَ بمظلوم من حاسِد، نَفَس دائم، وحُزن لازم، وغم لايَنْفد.
وقال عبد الله بن مَسعود: لا تُعادُوا نِعَم الله؛ قيل له: ومن يُعادي نِعَم اللّه؟ قال: الذين يحْسُدون الناسَ على ما آتاهم الله من فِضله. يقول الله في بعض الكتب: الحَسُود عدوُّ نِعْمَتي، مُتَسخِّطٌ لقَضَائي، غيرُ راض بِقسْمَتي.
ويقال: الحَسَد أوّل ذَنْب عصي الله به في الَسماء، وأوّل ذَنْبِ عُصي الله به في الأرض؟ فأمّا في السماء فحَسدُ إبليس لآدمَ، وأما في الأرض فَحَسدَ قابيلَ هابيل. وقال بعضُ أهل التفسير، في قوله تعالى: " رَبًنَا أَرِنَا الَّلذَيْنِ أَضلأَنَا مِنَ اْلْجنِّ والإنْس نَجْعَلهما تحتَ أقدامِنا ليَكُونَا من الأسْفَلِين " . إنه أراد بالذي من الجن إبليس، والذي من الإنس قابيل، وذلك أن إبليس أولُ من سَنَّ الكفر، وقابيل أوّل من سَنَّ القتل؛ وإنما كان أصل ذلك كله الحسد.
ولأبي العتاهية:
فيا رَبِّ إنّ الناس لا يُنْصفونني ... وكيفَ ولَوْ أَنصفتُهم ظَلَمُوني
وإنْ كانَ لي شيءٌ تَصدِّوْا لأخْذه ... وإن جئت أبْغِي سَيْبهم مَنَعُوني
وإن نالَهُمِ بَذْلي فلا شُكْرَ عِنْدهم ... وإن أنا لم أبذل لهم شَتَمُوني
وإن طَرَقتْني نِقْمَةٌ فَرِحُوا بها ... وإن صَحِبَتنِي نِعْمَةٌ حَسَدُوني
سَأَمْنَع قلْبِي أن يَحنَّ إليهُم ... وأحْجُب عنهم ناظِري وجُفُوني
ابن أبي الدُّنيا قال: بَلغني عن عُمر بن ذَرّ أنه قال: اللهم من أرادنا بشّرٍ فاكفِناه بأيِّ حُكمَيْك شِئت، إمّا بتَوْبة وإمّا براحة.
قال ابن عباس: ما حسدتُ أحداً على هاتين " الكلمتين " .

رد مع اقتباس