02-21-2014, 06:51 PM
|
|
{ الطيف الصغير ♠ ♦ ♣ ♥ Spectrum small } ♠ ♦ ♣ ♥ لندن عام 1499م
يحكا أن ...
طفل صغير كان يعيش في أحدا المراكز للعناية بالأطفال الأيتام
كان هذا الطفل في الرابعة والنصف من عمرة عندما أحترق دار الأيتام الذي كان يسكن فيه
بعد الحريق بشهرين عثرت علية خادمة كانت تتسوق مع سيدتها
طلبت تلك الخادمة من سيدتها أن تسمح لهذا الطفل بالعيش معها ومع بقيت الخدم عوضاً عن تشرده في الطرقات
مع أن تلك السيدة كانت مغرورة بذاتها إلا أنها لم يكن لديها مانع من أن يزيد عدد الخدم لديها
...............
تلك المرأة المغرورة كانت مشهورة بقلادة تسما بذات الوجهين أي كان للقلادة وجهان
الوجه الأول كان عبارة عن قطعت الألماس في غاية النقاء والشفافية
والوجه الثاني كانت جوهرة سوداء للغاية لدرجت أن الضوء لا يمر من خلالها
...............
الطفل الصغير عاش بين خدم تلك المرأة وضل يخدمها حتى أصبح في الخامسة من عمرة
ذالك الطفل لم يكن له أسم ... نعم
كان بلا أسم ... لم يسميه أحد كان الجميع يناديه في ذالك القصر
بــــ
الطفل , الصغير , الخادم , ...
بقيا ذاك الطفل مع تلك السيدة حتى تعرفت على حبيب لها
لكن حبيبها لم يكن حسن النية بال كان ينوي من صحبتها أن يستولي على جميع ما تملك
وبالفعل لم يمضي وقت طويل على صحبتهما حتى أستأجر قاتلاً ليغتالها في نفس الليلة التي وقّعت فيها على
" أن جميع ممتلكاتها لعشيقها بعد موتها "
في النهاية حصل ذالك الرجل على مبتغاة
وأكثر قطعة أعجبته من بين جميع ممتلكات تلك السيدة كانت ...
ذالك العقد ذا الوجهين
فكان دائماً يحتفظ به في جيب معطفه الجلدي ويخرج جزء من العقد كزينة
وأما الطفل الصغير حصل على سيد جديد لكنة لم يكن أفضل من السابق بال كان أشد عنفاً علية ويغضب بشدة إذا أخطأ في شيء أو كسر شيء
بقيا الطفل يعاني بين يدي ذالك الرجل لمدة ثلاثة أشهر
ثم .....
أصيب الرجل بسكتة قلبية بسبب المرض الذي كان يحمله
كان صديقة بجانبه وهو يلفظ أخر كلماته
قال: ...
" أدورد أنت الشخص الوحيد الذي وقف بجانبي وحاول نصحي دائماً ... لكني أسف لاستماعك لي وعدم استماعي لك ...
أريدك أن تأخذ هذه القلادة وجميع ما أملكة وأن تعيش حياتك كما تمنيتها ...
وداعـــ....."
الشاب الصغير لم يحتمل ما قاله صديقة فبدء بالبكاء من دون توقف حتى دفن صديقة
أدورد شاب في السابعة عشر ونصف من عمرة ذو شعر ذهبي طويل حتى كتفيه
كان سيد الطفل الصغير الثالث وكان كالبقية متمسكاً بشدة بتلك القلادة
ولكن كان أدورد مختلف عن الأسياد السابقين لذالك الطفل لم يكن عنيفاً مع الطفل الصغير بل على العكس
بعد وفات صديقة أصبح ذاك الخادم الخجول الصامت أحب شخص إلى قلبه
مع ذالك بقيا الطفل خائفاً وحذراً منه حتى بدء يعتاد علية تدريجياً حتى أحبة " وفي أحدا الأيام المشؤمة " خرج أدورد بعد أتمام الطفل الصغير الخامسة والنصف لتأكد من أوراق التبني ولكي يعطي ذالك الصغير أخيراً أسم خرج أدورد من البيت ووقف الطفل أمام الباب ليودع سيدة الحنون ...
لكن .......
ما لبث الطفل قليلاً حتى رأى تلك العربة المسرعة سرعة جنونية تتجه نحو سيدة وسيدة لم ينتبه بسبب السعادة التي غمرته
صرخ الطفل الصغير بكلماته الأولى " سيدي أحذآآآآآر" ألتفت أدورد إليه متفاجئ من أن الطفل تحدث أخيراً ولم ينتبه لتحذيره " فرما الطفل الصغير بنفسه إلى التهلكة من أجل سيدة "
قفز الصغير ودفع بسيدة إلى الجهة الأخرى من الطريق وأما هوا فقد دهس من قبل تلك العربة
ضل أدورد في صدمة بسبب ما حدث
لم يصدق شيء
فقد حدث كل شيء أمامه بسرعة
عندما خرج من صدمته أخيراً لم يستطع تحريك جسده
حاول أمالت رأسه نحو الصغير بكل صعوبة وتردد
عندما نظر له كان ممدداً على الأرض والدماء تملئ ثيابه البيضاء
كان الصغير ممسكاً بيد دميته بشدة والدم يغطي رأسه وفي وجهه قد رسمت ابتسامة صغيرة وبريئة على شفتاه الصغيرتين
ولو نظرنا له من جهة أخرى واستبعدنا الدماء التي غطت الطريق
لرأيناه كطفل نائم بهدوء ممسكاً بدميته وهوا في غاية السعادة لأنة أخيراً سيحصل على ...
حيات , حب , أسم ... كان أدورد في حالت صدمة مضاعفة فلم يصل هذا الصغير إلى سن السادسة حتى
ومع ذالك تعذب في حياته وكانت نهايته هي الموت بهذه الطريقة البشعة
بعد الحادث ذهب أدورد لدفن الطفل في أحد المقابر وتحديداً في المقبرة المقابلة لبيته
قبل وضع الصغير داخل القبر وضع أدورد ذالك العقد ذا الوجهين بين يديه وقال: ...
" ليس لي حق في هذا العقد فكما عرفت كان دائماً بين يديك وأنت في الميتم وهاهو عاد ليديك الصغيرتين مرة أخرى "
قام أدورد بدفن ذاك العقد الغالي مع بقيت ذكرياته عن ذالك الصغير
...............
ففي كل ليلة الساعة الثانية عشر والنصف 12:30 اعتاد أدورد زيات قبر الطفل الصغير حاملاً بين يديه زهرة حمراء جميلة كان قد قطفها من حديقة منزلة الزجاجية
تلك الحديقة التي لطالما اعتنى بيه ذالك الصغير طوال الوقت كانت تلك الأزهار الحمراء بنسبة له
حــيــاتــه
كانت هيا مصدر سعادته وكان دائماً ما تريحه النظر إليها
وكأنها السبب الوحيد لبقائه حياً
فأصبح أدورد يعطيه زهرة في كل ليلة يأتي إلى المقبرة لزيارته
وفي كل ليلة كان يقوم بقرات ما كتب على القبر وهذا ما كان يجعل قلبه يتمزق من الحزن عليه
كان يقرأ بصوت مليء بالألم
" قبر .......
{ الطيف الصغير }
كان هذا هوا الاسم الأخير الذي ناداه بيه سيدة
وفي أحد ليالي الشتاء بعد مرور عام من ذاك الحادث ذهب أدورد كعادته كل ليلة إلى ذالك الصغير حاملاً تلك الزهرة الحمراء
لكن عندما ذهب كانت المفاجئة بنسبة له
رؤية ..... !!! أن القبر فارغ ... ؟؟؟ نعم كان القبر فارغ والتراب يملأ المكان
لم يحتمل أدورد هذا الأمر بال لم يصدق ما يراه حاول أحناء رأسه لنظر داخل القبر وكانت المفاجئة الثانية
رأى بداخل القبر جميع الأزهار الذي كان يعطيه إياه والذي ظن أن صاحب المقبرة كان من يتخلص منها طوال الوقت
موجودة كلها الـ365 زهرة كانت بداخلها
والأغرب أن جمع الزهور متفتحة وفي حاله رائع مع أنها مقطوفة منذ وقت طويل
تحجر أدورد من هذا الأمر وتساءل
*هل هذا يعني أن الصغير كان من يأخذ الأزهار؟!*
لم يستطع الإبقاء على تلك الزهرة التي بيده بسبب عدم قدرته على الشعور بأصابعه فسقطة بجانب أخواتها وكانت الزهرة الـ366
تراجع أدورد إلى الخلف ليجلس وهوا ممسك على قلبه وقال: ...
" هل كان يعتني بأزهاره حتى بعد موته ؟! "
لمح أدورد شيء يلمع من خلف الحجر الذي كتب علية الاسم
حاول الاقتراب من الشيء ألامع لمعرفة ما هوا
بعد التحديق مطولاً اكتشف أنه كان ذالك العقد ذا الوجهين
بلع ريقه ومد يده بكل بطء وحذر ليلتقطه
لكن عندما شارفت أصابعه على لمسها ظهرت يدي من خلف الحجر وأخذت العقد بسرعة
تراجع أدورد من الرعب ثم حاول أن يهدئ نفسه قليلاً ثم حاول النظر خلف الحجر ليعرف من أخذ العقد
اقترب مرة أخرى بخوف أشد من السابق وعندما رأى خلف الحجر كان هناك ...
لا شيء
وقف أدورد متراجعاً إلى الخلف ليعود إلى منزلة
ولكنة عندما ألتفت رأى ...
دميت ذالك الصغير ملاقى على الأرض تلك الدمية التي كانت تشبه الأطياف المقيدة بمظهرها
حمل أدورد الدمية بيده وضل يحدق بيهَ لفترة وهوا جالس على الأرض
ثم شعر بنقر بالأصابع على كتفة كان حينها جالساً على قدميه
خشيا من النظر خلفه لكن ذالك النقر لم يتوقف كان عبارة عن نقرتين ثم توقف للحظات ثم نقرتين ثم توقف للحظات ويعاود الكره
أستسلم أدورد وألتفت للخلف بخوف وتردد شديدين نظر خلفه ليرى ......
أن الطفل الصغير ينقر كتفة بلطف وعلى وجهه تعابير الخوف والخجل
تصلب أدورد مكانة ثم قال الصغير: ...
" عـ عـ عذراً سـ سيدي هلّا سـ سـ سمحت وأعت لي دميتي؟! "
ما جعل أدورد حقاً مصدوماً هوا يسمع صوت الطفل دون أن يرى شفتاه يتحركان
ثم أعاد الطفل سؤاله : ...
" عـ عـ عذراً سـ سيدي هلّا سـ سـ سمحت وأعت لي دميتي؟! "
لاحظ أدورد أن الصوت لا يصدر من الطفل أمال رأسه لمصدر الصوت الذي كان باتجاه يده
ثم أعاد الطفل سؤاله للمرة الثالثة : ...
" عـ عـ عذراً سـ سيدي هلّا سـ سـ سمحت وأعت لي دميتي؟! " حدق أدورد بالدمية الذي كان يحملها
كان الصوت يصدر منها
كانت الدمية بلا فم لكن عندما يتحدث الصغير تظهر لدمية فم وصوت الصغير يخرج منها
تعجب الصغير للحظة ثم قال بخوف : ...
" سـ سـ سـ سيدييي ؟! "
نظر أدورد لصغير ومد يده نحوه وهوا يرجف من الخوف ليعطيه الدمية وقال : ...
" تـ تـ تـ تفضل "
أخذ الطفل الصغير الدمية وأحتضنها بقوة ووجهه محمر خجلاً وقال: ...
" شكراً لك سيدي (-^^-) وداعاً "
ألتف الصغير ليذهب بعد أن ودع سيدة بتلك ألابتسامة الخجولة لكن قبل أن يذهب ...
" أيها الصغير أنتظر إلى أين أنت ذاهب؟! "
توقف الصغير مكانة ولتفت إلى سيدة وتلك النظرات الباردة قد ملأت عينية
قال أدورد : .....
" أنتظر ... أخبرني ... ما الذي حدث لك ؟! ... كيف أصبحت هكذا ؟! "
أنزل الصغير رأسه وضل يحدق بالأرض وقال : ...
" ليس لدي أدنا فكرة عن الذي حدث لي أو كيف أصبحت هكذا لكن ما أعرفه هو أن علي أن أخدم سيدي حامل العقد .....
إلى الأبد " تعجب أدورد من كلام ذالك الصغير وما الذي يعنيه بحامل العقد ؟؟؟!!!
قال له : ...
" حامل العقد ؟!! لكن ماذا تعني بكلامك هذا ؟؟؟!!! "
أبتسم أصغير واختفت عيناه الفضيتان تحت شعرة الأسود المموج
وقال : ... " أعني يا سيدي إن لم تلاحظ فأنا قد خدمت تلك السيدة التي اشتهرت بذالك العقد وكانت دائماً ما ترتديه
ثم ...
صديقك سيدي ألذي أخذ العقد من تلك السيدة وكان هوا الأخر يحمل العقد معه في كل مكان يذهب إلي واضعاً إياه في جيب معطفه
ثم .....
أنت يا سيدي أحببت هذا العقد وكنت ترتديه في كل مكان أيضاً
ولهذا أنا أخدم حامل العقد وأحاول حمايته بكل ما أملك حتى بحياتي
ولهذا سوف أستمر بخدمة سيدي ...
إلى الأبد "
أنها الصغير كلامه بابتسامه صغيرة
بقيا أدورد صامتاً لفترة وعيناه لا تكاد تُرى بسبب شعرة وفجأة قام بصراخ على الطفل الصغير
قال: ...
" لكن ما هذا الذي تقوله أنا لا أصدق أنك تكرس حياتك لشيء تافه كهذا ألا ترى نفسك لقد مت لقد أصبحت شبحاً أي بلا جسد ومازلت تريد أن تتابع شيء كهذا ولكن هل أنت جاد في هذا "
أنقلب ذالك الوجه المبتسم إلى وجه خائف والأعيُن تملكتها البكاء
خجل أدورد من الذي قاله ففي النهاية أنة يخاطب طفل لم يتجاوز عمرة الخمس سنوات
الطفل الصغير قام بمعانقة دميته بشدة وبدأ بالبكاء بصوت مكتوم كما كان يفعل وهو تحت رحمت السيدين السابقين
لم يعرف أدورد ماذا يفعل والطفل بدأ بتراجع بخطى صغيرة زاحفة إلى الخلف
ناداه أدرود بصوت هادئ: ...
"أيها الصغير . . . "
ما لبث الصغير أن رفع رأسه حتى قام أدورد بمعانقته بقوة
كان وجه أدورد بلا ملامح بينما وجه الصغير كان أحمر للغاية
لم يستطع قول الصغير أي شيء بسبب اختفاء فمه من شدة العناق
أقال أدورد: ...
"إلى أين أنت ذاهب ؟! ...
أرجوك دعني أكمل كلامي ...
أأأ أنا ... أنا أسف على ما قلته ...
أأأ أنا ... أنا ... أنا لا أريدك أن تختفي من حياتي أنت الأخر ...
يكفيني ...
أمي ... أبي ... أدمونت ...
لـ للـ ... لماذا كل شيء جميل في حياتي يختفي بسهوله ؟! ..."
من الواضح من طريقة كلام أدرود أنه كان يبكي بشدة
أغمض الصغير عينية بكل هدوء وتلك الدمعة انزلقت على وجنته الحمراء ببطء وعانق سيدة الذي بدا كطفل قد فقد دميته ولم يجدها
حاول الصغير سحب يده ورفعها للأعلى قلياً ليمسح على رأس سيدة الشاب
قال : ...
" لا تبكي ... سيدي ...
أنا هنا وكل ما تأمرني به ...
سأقوم به ... "
قال أدورد وهو يضحك والدموع لا تزال تملأ عينية التين أخفيتا تحت شعرة : ...
" نعم ... نعم أرجوك أخدمني بهذا الطلب فقد ولا تتركني "
أبتسم الصغير وبدأ بضحك بشكل لطيف للغاية
ولكن ما لبثت تلك الضحكة للحظات حتى بدأت تتلاشى تدريجياً
فتح أدور عينية أخيراً ليرى ذالك الصغير يتلاشى بكل بطء من بين يديه
لم يعرف أدورد ما الخطب هل حصل الصغير على ما يريده من هذا العالم وحان وقت رحيله للأبد
أحس الصغير بما يحدث له وأدرك أنه لم يعد يملك أي شيء يربطه بهذا العالم
وأدرك أيضاً بأنها النهاية بنسبة له مع سيدة
فقال وهو ينظر ليديه بعد أن أبتعد قليلاً عن سيدة : ...
" أنا أسف ... سيدي أعتقد أني لن أقدر على تنفيذ أمرك ... ولأول مرة " ظل أدورد محدقاً في أعيون الصغير الباردة التي بدت كالأموات
نظر الصغير لسيدة وقال بصوت يتلاشى حتى اختفى : ...
" سيدي لن اتركك أبدً كما أمرتنــــ ... " اختفى الصغير واختفت بقايا صوته معه
بقيا أدورد في صدمة لبرها ولكنة أبتسم ونظر إلى السماء قائلاً : ...
" هه ههه ... وأنا متأكد من عدم ابتعادك عني ... "
بدأ بالبكاء وأمسك بقبعته وقام بتغطية وجهه ووقف
" ... يا طيفي الصغير "
وهكذا انتهت قصت هذا الطيف الصغير في نفس المكان الذي انتهت في حيات كل شيء جميل بنسبة لأدورد
نعم
أدمونت
أمه
أبيه
صديقة الصغير
.
.
. Mya – Chan |
|