بتلك الذكريات والجروح والضيم عاد (لؤي) لمخبأه الذي تمنى لحظتها بأنه لم يسكن بداخله أو حتى فكر في بناءه فلقد كانت تكلفته باهظة ومؤلمة وقاسية , يريد أن يصرخ ويشتكي ظلم الأقرباء وليس الغرباء ولكن لمن ولمن يشتكي (فالشكوى لدون الله مذلة)! تارة يجلس وتارة يقف! يكلم نفسه في أحيان ويبكي أحيانا أخر! هموما تكالبت عليه وجثمت على صدره لتزيده غما على غم .
نظر إلى أوراقه التي كتبها طوال سنينه وأسمع بكلماته من به صمم , ظل ينظر وينظر إلى قصصه وشخصياته ومشاكلهم التي فعلها لهم , شعر لحظتها بأنه عقابا لما فعل بإولئك (الناس الوهميين في قصصه) من ألما وجروحا ومعاناة سببها لهم وكأنهم ينتقمون منه , أخذ يقلب الصفحات تلو الصفحات يسترجع ذكرياته معهم قليلا قليلا (صرخ بهدوء وبكاء ونحيب) على كل شخصية في تلك القصص :
- أين أنت يايوسف ؟ لقد حققت حلمك وجمعت شملك بأبنك ؟
- أين أنت ياأبراهيم ؟ جعلت الجميع يهابونك وأنت جبانا ضعيف ؟
- أين أنتي ياساره ؟ يامن دفنت خطيئتك في الرمال ؟
- أين أنت ياصابر ؟ ألم تنجب لك زوجتك طفلا بعد أن كانت عاقرا ؟
- أين أنت ياناصر ؟ شهرتك التي حلمت بها يوما! ألم أحققها لك ؟
- أين أنتي ياغاده ؟ زوجتك بعد قصة حب جميلة ؟
- أين أنت ياسعد ؟ نصبتك رئيسا للبلد بعد أن كنت عاملا بسيط ؟
أين أنتم ؟ أين الجميع ؟ أهكذا تكافئوني ؟ حققت أحلامكم ؟ أمنياتكم ؟ لملمت جراحكم ؟ سترت عيوبكم ؟ كل شيئا أردتموه , فعلته لكم ولأجلكم أنتم فقط ؟ ولكن أنا أنا! لم أستفد شيئا منكم ؟ خسرت عقلي وذهني ؟ حتى حالتي النفسية تدهورت بسببكم ؟ أصبحت مدمنا لا أنام ليل أو نهارا لتقر عيونكم ؟ مقابل ماذا ؟ لاشيء! لاشيء! أخذتم مني كل مالدي وكل جميل لدي وكل حلم لدي وكل حياة لدي ؟ دون ثمن! بل دفعت الثمن غاليا وغاليا جدا ؟ أنظروا إلي! أنني أتكلم معكم ؟ لما أنتم صامتون هكذا ؟ لما لاتقولون لي شيئا جميلا ؟ لما تصدون عني ؟ فليجيبني أحدكم ؟ مالي أناديكم ولاتردون ؟ مالي أناديكم ولاتسمعون ؟ مالكم لاتردون جوابيا!
أستمر (لؤي) في حالة أنغماسه وضعفه وأنكساره يكلم الأوراق والكلمات والأحرف والشخصيات والحبر والصفحات وكل ماله علاقة ب(ن والقلم ومايسطرون) , حتى أرهق وتعب وهو يخاطب (لاأحد) دون أن يسمع جوابا من (لاأحد) , إلى أن أستلقى فوق سريره حتى غطى في سباته ويحلم بأن كل ماجرى فيما سبق مجرد كابوسا مخيف أفزعه في منتصف ليله .
أستيقظ (لؤي) من نوما وسباتا طويل أمتد لأياما ثلاث بلياليها وكأنه حلم ألا يستيقظ أبدا بعد كل تلك الكوابيس والصفعات التي تلقها من كل مما حوله , فرحته تلك لم تكتمل فحالته الذهنية والعقلية تدهورت بشدة قام يشد شعره قليلا يعض يديه ليلملم شتات نفسه الضائعة دون جدوى , تعاطى منبهات كثيرة ليستفيق مما هو فيه (وهو لايعرف مافيه)! أيضا دون نتيجة , شعر بأنه سيفقد عقله عقابا لذنبا لاناقة له فيها ولاجمل , ذنبا هو لايعرفه , جريمة لم يرتكبها , خطيئة لم يقترفها .
بينما هو وسط دوامته التي مانفك يخرج منها حتى تزداد دوران أكثر من ذي قبل , أحتار في أمره ماذا يفعل! وماذا يصنع! نظر هنا وهناك أستوقفه قلمه على الطاولة وتحته ورقه بيضة بدون ألوان تشوبها , ظل ينظر إلى القلم وينظر وعلى لسان حاله يقول : (يبدو أن كل الطرق تؤدي إلى هذا)! أحس بشيئا يختلجه من الداخل وكأن (الورقة والقلم)! ينادونه ليكتب آخر مالديه! ذهب كالمجبر وأمسك بالقلم وراح يكتب ويكتب ويخلد صفحات تلو صفحات , أحاسيس ومشاعر متناقضة , دموعا أختلطت بدماء , أشرارا وطيبون , أنذالا ومغلوبين على أمرهم , غرائب وعجائب , يكتب ويسرد مالم يقرأه بشرا أو يحلم به جان , أشياء تتضارب بأشياء , معادلات تتحدى ألغاز .
أنهى تلك الصفحات حتى أكتملت روايته وتحفته المجنونة التي كتبها في أسوء حالته وظروفه وأكثرها هوسا وجنونا أو كما يقولون : (هناك شعره رفيعة بين العبقرية والجنون)! وكأنه ولد فقط ليكتب مأنهاه لتوه , أعاد ترتيب الورق وتنظيمه قام بقرآئتها مرتين وثلاث ليصحح أخطاءها ويسد ثغراتها إلى أن وضع لمساته الأخيرة عليها ثم أغلق الكتاب .
خرج من كوخه الذي عاش به سنين عجاف بين هوسا وتخديرا وأقلاما وأوراقا وكلمات تاركا خلفه كتابه وروايته وذهب إلى منزل (فاروق) وراح يدق الباب ويدق! حتى فتحه (فاروق) وعلامات الدهشة بانت جلية على ملامحه من كل الموقف , فهو لم يرى (لؤي) منذ أن تعانقا في المجلس , كذلك تصرفات (لؤي) الغريبة الذي بدى مجنونا حتى لمن لم يره! باغته (فاروق) بسؤال : ماذا بك يا(لؤي)؟
ظل (لؤي) هادئا لحظة منتفضا أخرى يفكر وينظر إلى كل من حوله , شفتاه ترتجفان فالعبرة وصلت إليهما , وقال : هل تذكر عندما قلت لي بأنك حين تقرأ قصة لي تشعر كأنك تشاهدها أمامك ؟
تعجب (فاروق) من سؤاله , الذي زاد من حيرته وكأنه يسبح في عمق المحيط , وأجابه : نعم أذكر! ولكن لما تسأل ؟
بسرعة رد (لؤي) : نعم نعم! أنني بالفعل أرى الشخصيات في قصصي ماثلة أمامي كواقع وتكلم مع بعضها , لذلك أكتبها كما رأيتها , فحين تقرأها تجدها كأنها واقع! فهي واقعا لدي بالفعل أراها وأرسمها بالكلمات!
وكأن (فاروق) أمام معادلة لم يسمع بها من قبل , فقال له : يجب أن تهدأ قليلا الآن , وتدخل معي إلى المنزل .
أغمض عينيه (لؤي) للحظات بكى بعدها وقال : لاأعرف كيف ارى هذه الشخصيات (سمها وهما! سمها تأثير مخدر! سمها تلبس! سمها ماشئت)! ولكن يجب أن يعرف العالم كله ماكنت أعانيه وأنا أكتب , يجب أن تنشر الرواية التي كتبتها , لن أدفن روايتي بل هي من ستدفنني! الجميع لديهم أبناء يحملون أسماءهم! أبنك سيحمل اسمك من بعدك! لكن (أنا أنا) ليس لي أبناء! روايتي هي من ستحمل أسمي من بعدي! يجب أن تعدني بأن تنشر الرواية يا(فاروق)!
بدى (فاروق) ضائعا بلا حول أو قوة لايعلم ماذا جرى له , فقال في شتات موقفه : حسنا! أعدك بذلك .
أبتعد عنه (لؤي) دون وداع أو كلمة سار خطوات قليلة ثم توقف , وكأن شيئا أجبره على ذلك وظل ثوانا بتلك الحالة و(فاروق) ينظر إليه لتزداد الأحجية تعقيدا أكثر من سابقاتها , لحظات قال (لؤي) بصوتا هادئ جدا دون أن يلتفت خلفه : (أدفنوا سري معي)!
رد (فاروق) بسرعة مستفسرا : ماذا ؟ ماذا تعني بهذا ؟
أجاب (لؤي) الذي ظل على هدوئه : تلك أسم روايتي (أدفنوا سري معي)!
ثم رحل وأختفى ولاأحد يعلم أين أستقرت به الأقدار وحطت به الآراضين وحملته بين جلابيبها , مخلفا وراءه أسئلة كثيرة شغلت تفكير (فاروق) ووسوسة به وجعلته يقسم الستة والسبعة ويضربهم في ثمانية .
بعد أن يئس الجميع من البحث عن (لؤي) وفقد الأمل في رؤيته مرة أخرى , كان (فاروق) يعيش لحظات حزنا وأشتياقا وندم على فراق (رفيق دربه) وكل ماجرى له في حياته التي عانى فيها لوحده دون أن يشتكي , ذهب إلى كوخه (كوخ الذكرى) الذي كان يجلس معه هناك وينفضون لبعضهم مافي صدورهم من ضيم , لم يتمالك (فاروق) دموعه التي ظلت تنهمر منه وتنهمر على كل الوجع والويل الذي ضاقه من كان يعيش هنا .
ينظر هنا وهناك يسترجع كل اللحظات الجميلة والأليمة التي عايشها في هذا الكوخ مع صاحبه , أستوقفه مجلدا فوق الطاولة! أمعن النظر فيه جيدا إذ كان مكتوبا عليه: (أدفنوا سري معي)! عادت به ذاكرته إلى آخر محادثة جرت مع (لؤي) وأسم روايته , بسرعة فتح الرواية وأنكب عليها يقرأ ويقرأ بنهم آخر كلمات خلدها رفيقه الذي جعله يستحلف له وعدا بأن ينشرها , ظل يقرأ حتى أنهى تلك الرائعة المجنونة التي يشك من يقرأها بأنها كتبت بقلم بشرا وعقلية آدمي .
لكن ماأثار غرابته وجعل القشعريرة تمر في كل شعرة من جسده بأنه حين أغلق الرواية شد نظره ملاحظة كتبت في آخرها : (الرجاء ممن يقرء الرواية , لايعود لقراءتها مرة أخرى! لأنه سيفقد عقله ويصاب بالجنون , هناك أسرار وألغازا غريبة ستجعلك ترى نجوما في رابعة النهار! أن قرأتها ثانية , ستكتشف بأن الطيب فيها أصبح شرير والعكس كذلك! وستكتشف بأن الرواية هي ثلاث روايات وليست واحدة! وكذلك ستتفاجأ بأن النساء الكبيرات هم في الأصل فتيات صغار! ومن يبيكي سيتبين لك بأنه يستهزء بالآخرين! وأشياء كثيرة ستجعلك تكره ذلك اليوم الذي ولدتك فيه أمك , حتى تفقدك عقلك)!
يهمس (فاروق) في ذاته : ويحي! ماكل هذه السيرالية والغموض يا(لؤي)! لقد أصبتنا بالحيرة والدهشة وتكاد تفقدنا صوابنا! رحلت عنا وتركتنا نسبح وسط أمواجا وتيارات عاتية شديدة لانعرف مالغزها وحكايتها! اللعنة حتى أسمها مخيف! ظل (فاروق) يعيش صراعا ذهنيا عنيف هل يغامر ويقرأ الرواية مرة أخرى ويرى مايحدث! أم يتبع نصيحتها ويسلم نفسه وعقله! أسئلة كثيرة شغلته فضول يكاد يقتل صاحبه , راح يخاطب نفسه اللوامة : لم أعهد (لؤي) كاذبا! لاأظنه كتب هذه الملاحظة عبثا! كذلك هو فقد عقله! كل شيئا يوحي بصدق الجنون المزمع في آخر الرواية , فكر وفكر إلى أن قرر عدم قرآئتها مرة أخرى ذلك هو الحل الأمثل ليضمن سلامة عقله .
أوفى (فاروق) بوعده الذي قطعه لـ(لؤي) وذهب إلى كل دار نشر يستطيع الوصول إليها يخبرهم عن الرواية وصاحبها وأسرارها , حتى وافقت أحدى دور النشر على مراجعة الكتاب وبعدها ينظرون في طبع الرواية من عدمها , مر أسبوع وأسبوعان تلقى (فاروق) أتصالا هاتفيا من تلك الدار التي أبدت أستعدادها لشراء عقد الكتاب بأي مبلغا يطلبه حتى لو مايعادل كنوز البر والبحر .
ذهب إليهم لينهي كافة الشروط والعقود اللازمة , فسأل مدير دار النشر عن سبب تمسكه بالرواية بكل السبل والطرق ومايملك من مال ؟ قال له الناشر : يارجل! لجنة القراء لدينا الذين أطلعوا على الكتاب وأعادوا قرائته في محاولة منهم لتحليله وكشف غموضه لكنهم فقدوا عقولهم بالفعل ولم يستطيعوا أن يعرفوا شيئا كانوا يظنونها مزحة لعينة لكنهم أصيبوا بالجنون! كيف لاتريدني أن أتمسك بها , فلم نقرأ في كل كتب التاريخ عن شيئا كهذا! (ألغازها! غموضها! سرها! هيبتها)! من سيحلها إذ يجرأ , هذا الكتاب سيغير وجه الأدب إلى الأبد! سيخلد في صفحات التاريخ , وأنا أفتخر بأن أكون الرجل الذي يمتلك حقوق الكتاب , صدقني! من كتب هذه الرواية شخصا ليس مثلي أو مثلك , نحن بالنسبة له أقزاما على الرغم من طول قامتنا , يمتلك عقلا يتخطى به عقول البشر بمراحل كثيرة , أنه عبقري ولد قبل زمانه , أتعرف ما الأغرب من كل ذلك! لم يفهم أحد ممن قرأ الرواية عن سبب تسميتها بهذا الأسم ؟ هل تصدق ذلك ؟ حتى مسمى الكتاب يلفه الغموض في كل أحرفه ؟ حقا من كتبه يجب أن يرفع له العالم قبعاتهم أحتراما وخجلا ؟ لكنك لم تقل لي ؟ أين هو صاحبها ؟
خجل (فاروق) من سؤاله وكأنه أصابه في مقتل , متهربا منه لحظات قال بعدها : أما هذا فمالاأستطيع أن أجيبك عليه! غادر بعدها تلك الدار براحة ضميرا ونفسا مسرورة حينما أيقن بأن الرواية أصبحت في الأيادي المناسبة والحريصة عليها أشد الحرص .
قدمت دار النشر رواية (أدفنوا سري معي) في كل المحافل الدولية ومعارض الأمم المتحدة وأشهر جامعات وكليات الأدب والفلسفة , أصبحت الشغل الشاغل في العالم كله لاأحد يتحدث عدى عن هذه الرواية التي تصدرت عناوين الصحف والمجلات والتلفزيون والأعلام بشتى مجالاته .
تلك الثورة التي أحاطت بالرواية في كل اصقاع الأرض لم تستطع أن ترسم أبتسامة ولو زورا على شفاه (فاروق) فكيف يفرح ويسعد ويصفق بينما صاحبها لاأحد يعلم عنه خبرا , مرت أياما وشهورا اخبرت الشرطة عائلة (لؤي) وأهل قريته بأن أبنهم يقبع في مستشفى الأمراض العقلية منذ فترة ليست بالقصيرة بسبب (جنونه المستعصي) .
ذهب (فاروق) لزيارته والأطمئنان عليه رغم علمه بتلك العلة التي أذهبت بعقل صاحبه , لكنه أراد رؤيته بمرأ العين (فالعين ترى والقلب يشتاق)! بالفعل دخل عليه وجلس معه لكنه لم يستطع النظر إليه لشدة حالته المستعصية وجنونه الذي أنساه كل ماكتب وكل نسب .
أسترجع (فاروق) الذكريات التي جمعتهما خصوصا المؤلمة منها ومافعله بـ (لؤي)! يبكي ويبكي وشعوره بالخطيئة والندم كمسامير تدق دقا في كل عروقه لتصل عظامه , لحظات رفع رأسه ونظر إلى (لؤي) الذي لايعرف من أمامه , وقال : أرجوك سامحني! وسامحهم جميعا! أخطأنا في حقك كثيرا! أنظر مافعلنا بك! بئسا! لقد قتلناك مرة حتى طمعنا وأعتدنا هذا الأمر وقمنا نقتلك مرارا وتكرارا! قتلناك بألسنتنا وجهلنا وعقولنا وتعصبنا وقلوبنا! بكل شيء قتلناك يا(لؤي)! لما قتلناك وتفننا بك تعذيبا وسخرية وحقارة! اللعنة حتى أنا لاأعرف أجابة لهذا السؤال!
نظر إليه (لؤي) وأمعن النظر فيه جيدا مما أربك (فاروق) من تصرفاته وكأنه خشي أن يستعيد عقله ويفهم كل ماقاله , ألا أن (لؤي) تبسم في وجهه
وسأله : من أنت ياهذا ؟
أجابه (فاروق) بعد أن طأطأ راسه : أنا رفيق طفولتك ومراهقتك ودربك! أنا وأنا وأنا ... وراح يسرد له قصتهم مذ كانوا صغارا حتى عناقهما في المجلس وجفونه تقرحت من دموعها , هنا بكى (لؤي) وبكى!
مما أخاف (فاروق) كثيرا فسأله : مايبكيك ياأبن عمي ؟
قال (لؤي) : هذا الرجل الذي تتحدث عنه المسمى (لؤي) , أتذكر بأنني أعرف شخصا يشبهه كثيرا!
شعر (فاروق) بفرحا عارم ظنا منه بأن صاحبه أستعاد عقله! بسرعة سأله : هل تذكرته الآن ؟
(لؤي) : لا لا! ولكنه ذكرني بحلم راودني!
أثار ذلك غرابة (فاروق) فقال له متسائلا : أي حلم ؟
(لؤي) : حلم الطفولة والشباب! حلم الضيم والقهر! حلم من باعوني بأسعار التراب!
لم يتمالك (فاروق) نفسه حينما سمع , قام وأحتضنه بقوة شديدة وكأنه لايريد مفارقته يقبله تارة ويمسح دموعه تارة أخرى , يتمتم ويقول : اللعنة يارجل! حتى عقلك سلبناه منك! سامحنا أرجوك! لقد عاقبناك بلا ذنب أو جريمة! ليت الزمان يعود لنكفر عن خطايانا! خرج بعدها (فاروق) من غرفة رفيق دربه متألما متحسرا نادم . |