المتابعة الرابعة : أعيوني عباد الله .
حدثنا يزيد بن هارون قال أخبرنا محمد بن إسحاق عن أبان بن صالح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " إذا نفرت دابة أحدكم أو بعيره بفلاة من الارض لا يرى بها أحدا فليقل : أعينوني عباد الله ، فإنه سيعان ". أخرجها إبن أبي شيبة في المصنف (7/132) وفيها نظر .
وفيه محمد بن إسحاق موصوف بالتدليس وقد عنعن هذا الخبر من السند. وقد لمز محمود سيد ممدوح الألباني فقال « وأعله الألباني في ضعيفته2/109 بالاعضال وهو خطأ لأن أبان بن صالح من صغار التابعين» (رفع المنارة226).
قلت: وهذا جهل منه فقد وصف جماعة مراسيل هذه الطبقة بالإعضال قبل الألباني، منهم الذهبي حيث قال « من أوهى المراسيل عندهم: مراسيل الحسن. وأوهى من ذلك مراسيل الزهري وقتادة وحميد الطويل من صغار التابعين، وغالب المحققين يعدون مراسيل هؤلاء معضلات ومنقطعات، فإن غالب روايات هؤلاء عن تابعي كبير عن صحابي، فالظن بمرسله أنه أسقط من إسناده اثنين» (الموقظة40). قلت: أبان بن صالح روى عن الزهري وعن الحسن، فهما من شيوخه فإذا كان هذا الحال بالمعضلات فكيف بمرسل من يروي عنهما؟ [ احاديث يحتج بها الشيعة للدمشقية ] .
وكلام محمود سيد ممدوح في قولهِ أنهُ من صغار التابعين , قلنا هذا جهلٌ مفرط في حين أن كثير من مرسلات الرواه لا تقبل فالمرسل لا يقبل إلا في حالات قليلة وما سبرهُ أهل العلم ونقحوهُ , في حين أن أبان بن صالح إن كان من صغار التابعين وليس من كبارهم ففي مرسلهِ نظر , وصدق الإمام الألباني عندما جعل مرسل [ أبان بن صالح ] من المعضلات , ولكن هنا نعرف أن هناك علة أخرى وهي في [ محمد بن إسحاق ] وهو مدلس مشهور , لم يصرح بالسماع في الحديث بل اللفظ منكر من نحية المتن حتى , فلا معين إلا الله تبارك وتعالى .
وأخرجهُ البيقهي في شعب الإيمان بإسنادهُ موقوفاً عن إبن عباس وفيهِ أسامة بن زيد وهو ضعيف الحديث عن أبان وفي السابق أرسلهُ أبان بن صالح وهو ثقة ولا يستقيم المرسل وفي هذا رواهُ عن مجاهد وقد سمعَ منهُ والله تعالى أعلم إن لم تخني ذاكرتي فالحديث ضعيف لا يستقيم للكلام في أسامة بن زيد بل لا يرتقي للحسن .
أبو عبيدة الأثري 1432 . الأحد.