الحديث الثاني عشر : خدرت رجلُ بن عمر [ رضي الله تعالى عنهُ ] وهو [ أثر ] .
وهذا الطريق الاول : ولهُ عدة طرق , أخرج البخاري في الأدب المفرد (1/335) حدثنا أبو نعيم قال حدثنا سفيان عن أبي إسحاق عن عبد الرحمن بن سعد قال : خدرت رجل بن عمر فقال له رجل اذكر أحب الناس إليك فقال محمد 438 باب . قال الشيخ الألباني في التعليق [ ضعيف ] .
قلتُ : قال إبن معين في التاريخ برواية الدوري (4/24) : [ سمعت يحيى يقول الحديث الذي يروونه خدرت رجل بن عمر وهو أبو إسحاق عن عبد الرحمن بن سعد قيل ليحى من عبد الرحمن بن سعد قال لا أدري شك العباس سعيد أو سعد ] وفيهِ أبي إسحاق السبيعي وهو مدلسٌ مشهور وقد عنعن في الحديث فلا يصح , وعبد الرحمن بن سعد هذا لم أعرفهُ .
أخرجهُ في مسند الجعد (1/369) وإبن عساكر في تاريخ دمشق (31/177) , وإبن سعد في الطبقات (4/154) , وإبراهيم الحربي في غريب الحديث (2/674) , وإبن السني في عمل اليوم والليلة , وكما قلنا البخاري في الأدب المفرد (1/335) .
قلتُ : وأبي إسحاق السبيع ( مدلس ) , وعبد الرحمن بن سعد ذكره المزي في تهذيب الكمال وقال روى له البخاري في الادب موقوفاً عليه وتفرد بهِ ولم نعرف حالهُ , فالرجل لا يعرف حالهُ لا من قريب ولا من بعيد , والأغرب محاولة الصوفية تصحيح الأثر بقولهم أنهُ من رجال البخاري في [ الأدب المفرد ] وأقول هل إشترط الإمام البخاري الصحة الكاملة كما فعل في [ الصحيح الجامع ] إن كان الصوفية لديهم العلم في هذه المسألة فليفيدوننا , نقل الحافظ إبن حجر رحمه الله تعالى أن النسائي وثقهُ بل هو مجهول الحال لا يعرفُ حالهُ إلا من ترجمة إبن حجر وذكر توثيق النسائي لهُ قلتُ لا أعرف للنسائي توثيقاً لعبد الرحمن بن سعد هذا في كتب الرجال إلا من كتاب إبن حجر رحمه الله تعالى رحمةً واسعة , والمزي ذكرهُ ولم يذكر فيه جرحاً أو تعديلاً او حتى توثيق النسائي لهُ .
الطريق الثاني : حدثنا محمد بن خالد بن محمد البرذعي ، ثنا حاجب بن سليمان ، ثنا محمد بن مصعب ، ثنا إسرائيل ، عن أبي إسحاق ، عن الهيثم بن حنش ، قال : كنا عند عبد الله بن عمر رضي الله عنهما ، فخدرت رجله ، فقال له رجل : " اذكر أحب الناس إليك . فقال : يا محمد صلى الله عليه وسلم . قال : فقام فكأنما نشط من عقال " قلتُ وفي هذا الحديث نظر .
قلتُ : أخرجهُ إبن السني في عمل اليوم والليل (1/320) , وفي الأذكار (1/305) وقال [ ضعيف ] كما في الأذكار للنووي إن لم تخني ذاكرتي والله أعلم بالصواب في هذا , وفي تحفة الذاكرين للشوكاني رحمه الله تعالى (1/307) , بإسنادهِ كما تقدم أعلاهُ والحديث ضعيف الإسناد لا إعتبار بهِ , بل ساقط فقد ضعفهُ [ النووي ] رحمه الله تعالى رحمةً واسعة .
أخرجه ابن السني في (اليوم والليلة) (169) ، من طريق محمد بن مصعب ، ثنا إسرائيل ، عن أبي إسحاق ، عن الهيثم بن حنش ، قال : كنا عند عبد الله بن عمر .. فذكره .ومحمد بن مصعب هو القرقساني ، ضعيف , وأبي إسحاق السبيعي ( مدلس ) وإسرائيل لا يدرى إن كان سمع منهُ قبل أو بعد الإختلاط وقد عنعن أبي إسحاق السبيعي فالحديث ضعيف الإسناد لا يستقيم .
للحديث طرق أخرى نتطرق إليها بإذن الله تعالى .
أبو عبيدة الأثري 1432 هجري .