| الحمد لله حمداً يقتضي رضاه، ولا ينقضي مداه، وصلى الله على محمد نبيّه الذي اصطفاه. واختاره لرسالته واجتباه وعلى اله وصحبه ومن والاه . وبعد من مواعظ عقلاء المجانين منهم سعدون الملقب بالمجون وهو اعقل اهل زمانه
عن عطاء بن سعيد قال كتب سعدون إلى والينا وكان قد آذانا: أما بعد.
يا هذا فإنك إن لم تستح من نفسك فاستحي من ربك
لا يغرك بسطه عليك فإنه إن غاقصك أهلكك وهتكك
ثم كتب عنوانه إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤلا.
و كتب سعدون إلى بعض إخوانه: أما بعد فارحل قبل أن يرحل بك وتزود قبل المسير إلى ربك
فإنك تريد قطع مفاوز لا يقطعها البطالون،
قطع الله عنك الطمع وجعلك ممن وصف في كتابه لا يمسهم فيها نصب وما هم منها بمخرجين.
و كتب إلى بعض اخوانه: أما بعد من استعمل معول الفهم قوي على حفر خنادق الكد
ومن أتى جب المعرفة استسقى بدلو الجد
ومن نظر في مرآة الفكر سقطت عنه لذة الكرى ثم أنشأ:
ومن الناس من يعيش شقياً ... جاهل القلب غافل اليقظه
فإذا كان ذا وفاء ورأي ... حفظ الوقت واتقى الحفظه
إنما الناس راحل ومقيم ... فالذي بان للمقيم عظه
|