عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 02-24-2014, 10:58 PM
 
[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:80%;background-image:url('http://im87.gulfup.com/nLo0C.png');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]


ابـدعــت حـقـا..

آ̲ږيےد̲ آ̲ن̲ آ̲عژف̲ م̲ن̲ ج̅د̲يےد̲ ...

. الهدوء المخيف الذي خيم على المكان ..قطعه صوت كمان حزين ترق لها القلوب

والشظايا المنكسرة جعل لحنه المندثر على انين السنين يلامس وقع الحجر في اصغر

ذراته ..فكيف بقلوب تسمعه كل يوم ...؟..


كان هذا شان عائلة اكسبورث ..رغم ان ما لهم من حول ولا قوة استطاعوا التعاطف

الكبير مع اصوات التحطم والانبلاج المنحسر بين ثغرات الماضي ..

ماذا قد يمنعها حاليا من العزف ؟..الذكرى الاخيرة من امها الراحلة ..تعزف كما لو

انها الكلمات التي تخرج منها ..غرفتها الناصعة بياضا جدرانها مع سقفها ..سريرها

الناعم الحريري رسمت على جوانبه نقوش تم حصرها بخطوط صفراء تلونت بالاحمر

الدامي القرمزي ...زينت الوسائد بنسيج بلوري على الاطراف ..وستائر شفافة

وضعت فوقه مرصعة بكريستالات بيضاء ..زاوية الغرفة حيث كانت قابعة على مقعد

بلا ظهر اكتست اطرافه اللون الذهبي النقي ووسادته تمثالت هي الاخرى مع لون

الوسائد ..تدلت جوانب ثوبها الفخم المكون من قطعتين قليلا على الارض ما هذا اللون

المخملي الراقي بين ثناياه !..شعرها الاسود الفحمي كوالدتها تماما اسود كسواد الليل

القاتم دون نور وبريق بصيص قمره ..اما عيناها فقد حملتا مراى اخر عسليتان

عذبتان ..شريطة بنفس لونهما تم تثبيتها مقدمة راسها بساطتها اعطتها رونقا خاصا

....جالت ببصرها الغرفة من جديد حدقت قليلا بالزاوية التي تقابلها بالضبط النقوش

التي رسمت في الركنين العلوي والسفلي من الخزانة اصفر ذهبي تحس عندما تراه

بان حبات الرمل تتسابق فيه وقد انعكست عليها بيض من سياط الشمس طاولة صغيرة

نقشت اسفلها فوقها وضعت مزهرية بيضاء وضع داخلها العديد من زهور ورورد

الحديقة هذا ما فرق بين النافذتين العريضتين ..ثم تلك السجادة الطويلة التي اكتسحت

معظم اطراف الغرفة قد كانت دموية بهاذا اللون ..تحرك موصد بابها قليلا ودخل رجل

واضح انه قد تجازو الستينيات..عدل ربطة عنقه قليلا مظهر الرسمي يوحي بانه

رئيس الخدم زم شفتيه بعضا من الوقت فاخفت القليل من التجاعيد التي ظهرت تحت

عينيه وفي جبهته ..صبغ شعره كاملا بالابيض جراء الشيب ونظاراته السوداء العادية

قد قلصت من عمره نحو سنتين..

-انستي شارمن ان الوضع الذي انتي فيه ....هو ...

-لا يهم طالما اني اقوى على ان احلق بجانحي فاني ساطير..لغاية قصهما ...

- ارجوكي حاولي ان تتفهمي والدكي ..

-اجل انا افعل سيد بريدج ..انا افعل استطيع ان ارى تحطيم حلمي ..بالعزف كامي

..وارسالي للخارج لاكمال دراستي ..اجل ...اليس هذا ساطعا اكثر من اللازم ؟ ..

تنهد وقد امال راسه الى جانبه الايمن قليلا ...مع الاسف ما تقوله حقيقة قد نقشت

على الصخر ايضا ...

عدل من جديد ربطة عنقه ونظر للمعان عينيها مرةاخيرا قبل ان يستسلم وينسحب من

الغرفة ...اكلمت هي ارسال هذه السمفونيات الاليمة لعل احدا معها قد يرثى لحالها

ويجد لها الخلاص ..مر النهار عليها كدهر سنينه غابرة ومجحفة متكالبت على جعلها

تتجرع كؤوس الالم لحظة بلحظة ...

هاهي الشمس تسترسل اياها توديعا اخيرا كذلك ...خيوطها تكاد تنقطع محذرة من

التخبي للابد ..رغم ذلك ابتسمت بوهن للمنظر الجميل اللون البرتقالي الذي شكل هالة

حولها وخيوط حمراء قد مرت عبر الغيوم البيضاء الكثيفة تشعر كما لو انها قطن

ترغب بان تقفز عليه ولا تبرح مطرحك منه ...هبت ريح عاتية تؤنبها على هذا

الاستسلام فتحت على اثراها النوافذ بعد ان كادت تقتلعها من مساميرها ..الاخيرة لم

تحرك ساكنا البتة ..تناثر شعرها من كل صوب ولكنه مع هدوء هذه الجلبة قد انساب
وانسكب على ظهرها بنعومة وحريرية ..

••••••••••••••••••••••••••

تمنت لو ان الفجر لم يبزغ اليوم وما ولدت لتعيش يوما كهذا..سارت بخطى مثقلة

ومهمومة على طول الطريق الذي بدى للغير قصيرا..اما مي فقد ظهرت نهاية مطاف

العربة السنة لهيب حارقة تحذرها من القدوم ان هي فعلت لن تتردد في لسعها

...نظرت يمنة ويسره هل من مجيب ..اما سمع احد النداء ..الخدم خلفها ما استطاع

الشجاع التحرك الامر فوق يدهم....ليس من شانهم ايضا ..الزهور على جانبي الطريق

كانت تبكي وتصرخ علها تمنعها من الرحيل من ذا الذي يسهتم بها بعد الان ؟ ومن

سيرعاها مثلها ؟. خلفها اشجار كهلة قد مرت بشتاء وربيع ...صيف وخريف الف مرة

..تساقطت اوراقها الاخيرة مع نسيم خفيف معلنة ان الشتاء قادم سيطرق قريبا على

الابواب ...

وصلت اخير الى حيث قادتها قدماها .الى الجحيم الابدي... امتد يده من ظلمة العربة اليها لتمسكها ..

-صغيرتي هيا بنا ...مدت يدها نحوه بتردد اكثر فاكثر في كل ثانية يتباطا الزمن حولها

...قلبها يكاد يتوقف من سرعة الخفقان ...سرت رعشة باردة في اوصالها مجرد ان

لامست انامله ما جعلها تسحب يدها بعدائية وتتراجع للخلف ..جاثية على ركبتيها تحاول منع دموعها الؤلؤية من النزول ...

- لا استطيع ان ...لا استطيع ان اغادر ابي ...لا اريد هذا .. لكن والدها رد مازحا ...
- عزيزتي هيا القطار سينطلق بعد ساعة...لكنه فهم ان الموقف لا يقبل السخرية او

المزاح ..ما جلعه ينزل بوقار محترم من العربة ...عدل من ياقته البنية وهز معطفه

الرمادي ثم تنفس قليلا بعمق وفتح عينيه الكرستالتين مسح وارجع شعره البني للخلف

متاكدا من مظهره الجيد ... تقدم نحوها فابصرت بقدميه ... واصلت حديثها ..

- مثل ا
عزف اريد ان امي ..
فجاءة هذه الكلمة هزت كيانه ..وتراى له في الافق امراة تضحك وتبتسم بشقاوة شعر

اسود وعيون رمادية تبدو عليها السكينة لكن يا ليت ما تراه يكون ما تتمناه ..بدا يرى

افعالها لصبيانية تنتشر في الاجواء تداعب القطة وتضحك مع الخدم..تسرق اوراقه

وتعطيها لابنته الصغيرة لتمزقها ...

ردد لمرات ...ماريان ...ماريان...
رفعت هي راسها نحوه

- ابي انا....
اخفي عينيه بيده العريضة قليلا وحاول التحكم بنفسه ...انحنى لمستواها ...

- اسف شارمن انا ..رجل اناني للغاية ..تفاجات من ردة الفعل هذه كباقي الخدم ...
-لا باس ابي انا..

- ماريان تلك المراة حقا...احببتها للغاية ...تفاجات شارمن من تغير نبرة صوته من

السخرية للحنين والاشتياق ..

اكمل بنفس الطريقة ... هل تريدين لحاقها ايضا ومنافستها ؟ ..

- اجل ..اريد ان اعزف كامي ....!...

- لما غيرتي رايكي الان ؟.. ردت نافية .

-.لم اوفق ابدا ..لكن لم احب رؤيتك حزينا كان هذا القرار يبهجك .

لكن في النهاية هي حياتي والدي ... وهه فرصة فقط ..ان ضيعتها ساظل نادمة للممات .....
- لم اتوقع ان ...تحرسكي امك هكذا ...

ابتسمت كثر فاكثر ما جلعها تبدو ملاكا صغيرا ...

- بلى لقد ظهرت البارحة في حلمي شجعتني على التمسك بهذا الحلم .... بعثر على

شعرها قليلا ثم ساعدها على النهوض ونفض بعض الغبار على معطفعا الجلدي الاسود...

- اذن لا باس ان كان هذا ما تحلم به اميرتي لا مانع لدي ....لحظات قبل ان تدرك ما

كام مقصده من ابتسامته التي علت تقاسيم وجهه فجاءة ابتسم وصفق الخدم لهذه

النهاية السعيدة وبدا عبير الازهار يفوح في الارجاء .. مشاركا هذه السعادة ...

••••••••••••••••••••••••••••...
ارتشف ما تبقى من قهوته ووضع الفنجان على طبق صغير ...وضعه بريدج هو الاخر
على طبق وهم مغادرا

- كان تصرفا نبيلا وعاطفيا منك سيد فيرناند ...
- اوه لا تقلها بريدج ....انا في النهاية مجرد اب..لا يستطع ان يقف في حلم صغيرته ...

.
كلاهما كان سعيدا باللحن الذي تسباق ليوصل نغماته للمكان ... وقفت هي في الشرفة

والزهور احاطت بها تشجعها ...ردتت عبارة واحدة مع نفسها ...ساعزف من جديد ...لكن الحانا سعيدة .... انهت مقطوعة اخرى الفتها قد تميزت بشعور السعادة

والمرح والرغبة في الاسمتاع بالحياة على كل من يسمعها ...وابتسمت لذلك الطيف

الذي تلاشى بعد ان اشبع هذا اللحن تعطشه ...تموج شعرها الاسود وحلقت هي عاليا

..ترى هل ستراها من جديد هل سترى امها وهي تسمعها تعزف ام لا ..
لكن هي متاكدو انه وحتى وان لم ترها كما راتها هذه المرة مبتسمة سعيدة لاجلها ...
ستشعر بها ...تشجعها على ان تعزف من جديد ...الحــــانا سعيدة
..

. ~تمت~.
.
.

. تعرفون كلكم وش ابي ...
رد يفتح النفس ..لايك وتقييم ...
.
. وطبعا باب النقاش والانتقاد مفتوح على مصرعيه لكم
.
.
.في امان الله






[/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]
__________________
لست هنا

التعديل الأخير تم بواسطة нїгOSнї ; 02-25-2014 الساعة 09:09 PM
رد مع اقتباس