الحمد لله تعالى خالق الأولين والآخرين والصلاة والسلام على رسوله الأعظم سيدنا محمد المرسل رحمة للعالمين وعلى آله وصحبه ورسل الله أجمعين. وبعد الحث على صحبة الأخيار والزجر عن عشرة الأشرار
عَنْ أَبِي مُوسَى ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " مَثَلُ الْجَلِيسِ الصَّالِحِ مِثْلُ الْعَطَّارِ ، إِنْ لَمْ يَنَلْكَ مِنْهُ أَصَابَكَ مِنْ رِيحِهِ ، وَمَثَلُ الْجَلِيسِ السُّوءِ مِثْلُ الْقَيْنِ ، إِنْ لَمْ يُصِبْكَ نَارُهُ ، أَصَابَكَ شَرَرُهُ " .
قال أَبُو حاتم رَضِيَ اللَّه عنه : العاقل يلزم صحبة الأخيار ، ويفارق صحبة الأشرار ، لأن مودة الأخيار سريع اتصالها ، بطيء انقطاعها .
ومودة الأشرار سريع انقطاعها ، بطيء اتصالها ،
وصحبة الأشرار تورث سوء الظن بالأخيار ،
ومن خادن الأشرار ، لم يسلم من الدخول في جملتهم .
فال واجب على العاقل أن يجتنب أهل الريب ، لئلا يكون مريبا .
فكما أن صحبة الأخيار تورث الخير ، كذلك صحبة الأشرار تورث الشر .
وأنشدني محمد بن عبد الله زنجي البغدادي:
عليك بإخوان الثقات؛ فإنهم ... قليل فَصِلْهُم دون من كنت تصحبُ
ونفسك أكرمها وصُنْها؛ فإنها ... متى ما تجالس سِفْلةَ الناس تغضب
عن الحسن في قوله تعالى ) وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا
( قال )حُلَماء علماء، صُبُرٌ ثبت إن ظُلموا لم يظلموا وإن بُغى عليهم لم يبغوا، قد براهم الخوف كأنهم القِدَاح .
قال عبد الواحد بن زيد )جالسوا أهل الدين من أهل الدنيا ولا تجالسوا غيرهم، فإن كنتم لا بُدَّ فاعلين، فجالسوا أهل المروءات؛ فإنهم لا يَرْفُثون في مجالسهم |