12-02-2007, 06:38 PM
|
|
فتنة قنوات السحر ليس بمستغرب أبداً انتشار قنوات السحر والشعوذة في البلدان غير الإسلامية، ولكن المصيبة هي أن تكون هذه القنوات منتشرة في البلدان الإسلامية، وأن يكون المتفاعلون معها ومع ما تعرضه من كفر ورجم بالغيب هم من الموحدين. ولعل من آخر ما طالعتنا به وسائل الإعلام هي تلك النتيجة التي وصلها إليها استطلاع للرأي أجراه قسم الدراسات الإسلامية التابع لكلية التربية في جامعة البنات من أن 21 % من الطالبات اللاتي شملهن الاستطلاع يتابعن قنوات السحر والشعوذة. فإن كانت هذه النتيجة في قسم الدراسات الإسلامية وفي بلاد الحرمين، فكيف الحال في غيرها؟! إن مثل هذه النتائج تدق ناقوس الخطر، وإنها تحمل النذير والتحذير، والحديث هنا حول الكهانة والسحر الذي وصفه الله عز وجل بقوله: {وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلا تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلا بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلا يَنْفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلاقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ }. والذي أخبرنا الرسول صلى الله عليه وسلم بحال من ذهب إلى السحرة والكهنة بقوله صلى الله عليه وسلم:"من أتى كاهنا أو ساحرا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد". [رواه الطبراني وحسن إسناده ابن حجر]، وقال: "من أتى عرافا فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين يوما". [رواه مسلم]. لذا فينبغي مطالبة المسؤولين إيقاف بث تلك القنوات، كما ينبغي على الدعاة والخطباء والعلماء وطلبة العلم بيان خطر مشاهدة تلك القنوات ومتابعتها والتفاعل معها، وهو بلا شك دعم لها ورافد لاستمرارها. وإن الواجب على أولياء الأمور متابعة أبنائهم وبناتهم لئلا يقعوا فريسة لأولئك المفترين على الله والمكذبين برسوله صلى الله عليه وسلم، وينبغي على المربين والمربيات في مختلف مراحل التعليم فتح الحوارات مع أبنائنا وبناتنا والتعرف على اهتماماتهم ومشاكلهم والوقوف معهم ومساندتهم، وأن ينمو في نفوسهم خشية الله والخوف منه، والتعلق به عز وجل والتوكل عليه، وتوعية الناس بأهمية الدعاء، وأهمية صلاة الاستخارة، وكذلك الاستشارة، وها هي المواقع والقنوات الإسلامية تقدم الاستشارات المستنيرة بنور الوحي احتساباً للأجر ومساهمة في علاج المشاكل الاجتماعية والنفسية والتربوية. فإلى كل حائر .. وإلى كل مهموم .. وإلى كل باحث عن الحل .. وإلى كل مريض .. {وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلا خَسَارًا }. المصدر موقع رسالة الاسلام للشيخ عبدالعزيز فوزان الفوزان |