عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 03-09-2014, 12:03 PM
 
مَجَرّدْ كَلاَمْ ...لقَد فُتِحَتَ جرَوحِيِ مرَة أخرىَ!

[



هذا العالم الذي ولدت فيه مجرده من حنان الشخصين الذان انجباني
في هذا العالم البأس
لا يوجد مكان …
لا يوجد احد...
لا يوجد شيء…
انا وحيدة اقاتل إرادتي للحياة
لقد ولدت تحت هذه السماء الرمادية
التي بكت بولادتي كأنها تتحسر بوجودي تحتها
هل هذا ما يسمى بالقدر أم ماذا؟
هل وجب علّي أن أعاني كل هذا ؟ هل وجب أن اعيش هكذا؟
هل وجب ان اكون هدف يرمى بإسهم جارحة؟
لا يمكنني تقبل هذا !
سوف انتقم منهم جميعاً !
لا يمكنني الوثوق باحد لأن هذا مصيري في هذا العالم


نبذة عن القصة
الاسم العربي :مَجَرّدْ كَلاَمْ ...لقَد فُتِحَتَ جرَوحِيِ مرَة أخرىَ!
الاسم انجليزي:Just talk ... I opened my wounds again!
الكاتب :Rita
عدد الفصول : فصل واحد (متكون من جزئين)
التصنيف : التراجيديا ، خارق للطبيعة، ،غموض

القصة :في عالم يطبق قانون (القوي يأكل الضعيف )
حيث يعيش النبلاء في المنزلة الاعلى والاقوى و تكون تحتهم المنزلة السفلى
ومن بينهم بطلتنا في مواجهة القدر المحتم في ذلك العالم فكيف سيكون مصيرها؟



الجزء الاول
(الحريق الابيض)
لفحات الهواء تضرب جسدي لا يوجد مايحميه إلا خلّق بالية ممزقة
أنكمش بجسدي علّني التمس قليلاً من الدفئ لكن لا فائدة ،تسللت اشعة الشمس
من اعلى الافق لتتوجه على جسمي المرتعش فتحت عيناي بهدوء لتتوضح الرؤية عندي
لم يكن مشهد جدير بالاهتمام فهو كالعادة مجموعات القش المرتبة وبعضها متناثرة
على الارض الموحلة بينما صرير السقف المزعج الذي يقتحم افكاري دائماً يوقظني بنشاط

نهضت من على الارض الباردة و افرك يدي وكتفاي الشبه عاريين
امشي على الارض الموحلة الباردة برجلي الحافيتان
اتجهت إلى بيت او بالاحرى كوخ خشبي مهترى
له طابقين مع اني اتوقع سقوط الطابق الثاني قريباً
هممت بمد يدي على المقبض الذي نال منه الصدأ
حتى يرن صراخ تلك السيدة المزعجة داخل راسي
لا اريدك ان تطئ قدمك عتبة هذا المنزل مرة اخرى !
حاضر حاضر سيدتي هذا ما قلته داخل رأسي بينما ملامح السخرية مرسومة
بوضوح في وجهي وانا اتذكر تهديدها السابق

تراجعت للخلف قليلاً ورفعت نظري إلى نافذة زجاجية في الطابق الثاني
قلت بصوتي الخافت والمرتعش من شدة البرد
- سيدتي! سيدة مارس! ارجوك استي...
لم اكاد اكمل كلامي حتى اُفزع بتكسير الزجاج وارتطام شيء بالارضية الموحلة
قبل ان انظم ماحدث في رأسي يفزعني مرة اخرى صراخ السيدة المزعجة
-اصمتِ ايتها المزعجة !هل تعلمين الساعة كم الأن!
انتِ من طلبتي ان اوقظك في هذا الساعة ! ولا يحق لك ان تناديني بالمزعجة
ايتها العجوز!
بالطبع اردت ان اقول هذا لكن بالنسبة لمن يعرفونها يكون هذا بمثابة انتحار فوري
لذا اكتفيت بالصمت مع ذلك وجهت نظري على الارض لأتفاجأ بمسحوق تجميل
مرمي مع بعض من قطع الزجاج المتكسر !

انفجرت ضحكاً لكن بصمت كي لا تسمعني العجوز مزعجة
لترمي اغراض اخرى فوق رأسي
لكن لا يمكنني تصور خوفي في تلك اللحظة توقعت ان تكون نوع من المتفجرات الموقوتة
لكنه كان احد القنابل التي تضعها السيدة على وجهها
التفت اناظر الشمس المتربعة في وسط السماء لقد ارتفعت بسرعة
ارتديت وشاح رمادي صتعته بنفسي وخباته في بين القش
فبطبع لا تعطيني السيدة شيً اتدفأ به والشتاء على الابواب
توجهت إلى خلف الكوخ اخذت مكنسة قديمة
نظفت الساحة الخلفية وغسلت الملابس واتممت واجباتي كلها وتلك العجوز
ماتزال في عالم احلامها الخاص


تلونت السماء بالون البرتقالي وارسلت الشمس اشعتها
لتودع الارض الباردة
لم اطيق ان اترك السيدة نائمة لتصحو في الليل وتغضب مني
دفعت باب الكوخ الخشبي ليصدر ضجيج رن صداه في زوايا المدخل المظلم
تراكضت اشعة الشمس الى داخل الكوخ لتنير لي طريقي قبل ان تذهب
الى خلف الافق

تقدمت بخطوات هادئة الى الدرج المهترى وصدى خطواتي يتعالى في الكوخ
وصلت الى باب خشبي مملوء بالفتحات الصغيرة والكبيرة قرعت الباب
لم يجب احد ، مرة اخرى ، بلا فائدة
افكاري تتجه للأسوء
مسكت المقبض بيدي المرتجفة
توكلت على الله وفتحته
كانت الغرفة صغيرة الحجم اشعة الشمس تتراجع ببطىء من النافذة المكسورة
سرير يتوسط الغرفة
-س.. سيدتي هل انتِ بخير
تقدمت بخطوات خائفة تاركه الباب مفتوح على مصرعيه
ناظرت وجهها المتجعد تحت الحاف الابيض القديم
حركت كتفها علها تستيقظ
- سيدتي !سيدتي ! انه الغروب استيقظي
فزعت بقيامها المفاجئ
سقطت على الارضية الخشبية لم استوعب ماحدث لمست خدي المحمر
رفعت نظري الى تلك السيدة ،شعرها البني الجاف
الواصل الى كتفها، جسمها البدين وجهها الممتلئ
عيناها البنيتان الجاحضتان تناظراني بغضب، لقد فهمت الان لقد ضربتني
لكن ما سبب هذا ؟ لا اسمح لها ان تضربني بدون سبب مقنع ؟
اردت ان اعترض اقول شيئاً ما لكن لساني يخونني مرة اخرى!
- لماذا لم توقظيني قبل الان ! الم اخبرك من قبل ان توقظيني مبكراً !؟
كما ماذا تفعلين هنا ؟ والم اخبرك الا تدخلي هذا المنزل مرة اخرى ؟
يالكِ من ناكرة للمعروف ! اهكذا تجازين من اخذك من الشارع و عاملك افضل معاملة؟
كنت اراقب وجهها الذي يتجعد بقبح عند صراخها بكلامها الكاذب اي معاملة ؟
معاملة الحيوان افضل من معاملتي!
مالذي فعلته كي استحق هذا ؟ سيصيبني الجنون ! اهناك من مخرج ؟
لا يمكنني حبس دموعي اكثر من هذا، مهما تصنعت القوة يظل الضعف مختبأً
داخلي ينتظر الوقت المناسب للظهور.


صوت تلك العجوز لم يخترق عالمي الأسود
كل ماهناك هو الظلام فقط
لا يوجد مكان... ، لا يوجد احد... ، لا يوجد شيء...
هذا هو قانون العالم الاسود صوت
رن صداه في زواي السواد...
سوف انتقم منهم جميعاً ……


ارتدت السماء ثوبها الارمادي وبدأت بالبكاء كأنها تحضر جنازةٌ ما
امشي في الطرقات جسدي يمشي وانا واقفة
لا استطيع التحرك سلاسل القدر تحاصرني من جميع الجهات
لا ارى شيء سوى الطريق الى مستقبل التعيس
نظرات السخرية تطاردني ينظرون إلي كأني حيوانً ما
اكرههم من يظنون انفسهم ؟
تعثرت وارتطم جسدي ببركة ماء المطر البارد سقطت خصلات شعري الاسود
عل وجهي لكي تخفي معاليم البكاء
اريد ان ابكي اريد ان اصرخ

انا انسانة!

اجل انا انسانة مثلكم ومثل غيركم
جميعنا بشر لا يوجد من هو افضل او من هو اسوء
جميعنا متساوين جميعنا فقراء امام الله

اردت قول هذا لكن لا حاجة لقول لساني يأبى التحرك
نهضت من على الارض الباردة بتثاقل
ذهبت إلى المحل المطلوب اشتريت ما طلبته العجوز المزعجة
ورجعت الى الكوخ اقصد العذاب فتحت الباب لأراها تناظرني بنظرات غريبة
لم افهمها
- اعيديهم !
- ماذا تقصدين سيدتي؟
- لا تتظاهري بالغباء سكارليت اعلم انك دخلتي غرفتي وانا نائمة
لم افهم شيئاً مما تقول اتقصد دخولي لإيقاظها ام ماذا؟
- اجل دخلت لك……..
لم اكمل كلامي لتبدأ التجاعيد تنتشر في وجهها بقبح
- تعترفين إذا
اعترف بماذا لا اعلم مالذي تقوله افكر بالاجابة لتسحب تلك العجوز شعري الاسود
بقوة وترميني على حافة الباب كانت الضربة قوية فتألمت بشدة
- تسرقين اغراضي التي تعبت وعملت ليلاً ونهاراً من اجلها ! حقاً يالكِ من ناكرة للمعروف
ماذا سرقت اغراضها ؟ هل جنت هذه العجوز ام ماذا ؟
ناظرت خلفها

اتضحت الاجوبة
ابتسامة خبيثة ، نظرات مستكبرة
معاليم وجه الشيطان طُبعت على وجهها البريء
تناظرني بستكبار تبتسم ابتسامة مشبعة بالخبث والحقد
واقفة على زاوية الدرج تمسح على شعرها البني الطويل
كانت الشيطان عينه

- هل تسمعينني سكارليت؟
اجبتها دون تفكير
- اجل سيدتي
- اريد اعرف ما مدى غباءك اقول لك اعيد اغراضي حالا
وما ادراني اين خبأتهم ابنتك الشيطانة ايتها العجوز!
طبعاً لم اقل هذا اكتفيت بالصمت عله يخرجني من هذا العذاب
- الخطأ كله على والديك لولا وجودك في الحياة لما عانينا هذا الجحيم!
لم استطع السكوت في تلك اللحظة
- ومن انتِ كي تعتبرين وجودي في هذه الحياة يعد جحيماً
قلت هذا ونظراتي مليئة بالثقة
رسمت ملامح السخرية على شعور الغضب
- الفتاة الضعيفة تكلمت اخيراً، إذا لن اعتبرك جحيما او اي شيء اخر
فقط اخرجي واخبريني من الذي سيجعلك تنامين تحت سقف دافئ ويدللك مثلما فعلت
هربت الثقة مني وتجمعت الدموع في عيناي كل ماقالته صحيح
من الذي سيقبل بفتاة يتيمة وضعيفة مثلي؟ لا احد
- كل هذا بسبب والداك الفقيران بسببهم اصابتني عدوى الفقر البأس
لو لم ينجباك كانا سيكونان على قيد الحياة ويدينان لي بالمال الكثير واكون احد النبلاء
لكنهما عنيدان لم يستمعا إلى كلامي الناصح
هذا يكفي يكفي لا احتمل هذا لا اريد ان يهين احد والداي اكره هذا


عالمي الاسود …
ضوء اجل انه ضوء نقطة ضوء صغيرة تلمع في وسط الظلام
امد يدي كي اطاولها …لقد مسكتها انها دافئه

لهب دافئ
ابتسم ابتسامة الحرية
لقد احرقت سلاسل القدر
لقد غيرت المستقبل
اناظر اللهب المتراقص
على اماكن متفاوته من الكوخ
ارى على زجاج متكسر
شعري شديد السواد
قد اصبح ناصع البياض
عيناي الرماديتان
اصبحا حمراوتان
………
هذه انا سكارليت
لقد انتقمت من المصير


لا احد يرد
.
__________________


.
.
.
رد مع اقتباس