حجاج غزة.. طواف حول المعابر المغلقة
"لبيك اللهم لبيك.. لبيك لا شريك لك لبيك" كطفل يتعلم الهجاء الكلمات تُرددها شفاهم بكامل شوق ولهفة، وعيونهم تفيض دمعًا تحلم بذنب مغفور، وقلوبهم تسافر إلى البيت العتيق تقبّل الحجر الأسود، تصلي وتطوف.. تجلس في الروضة وتهتف بخشوع على جبل عرفة...
حجاج غزة أطلقوا العنان لخيالاتهم لكثير من الأمنيات والصور الجميلة غير أن طرقات الواقع أيقظتهم: "ثمة أحزان لن تروق لكم.. فأجِّلوا أحلامكم". ويومًا بعد يوم وكلما بدأت أوراق ذي القعدة تتساقط تُعلن قدوم شهر الحج يضع حُجاج القطاع أيديهم على قلوبهم، وتزداد مُعدلات قلقهم ونبضات ترقبهم؛ خوفًا من ضياع أمنية العُمر التي انتظروها بفارغ حنين. من أمامهم معبر حدودي مغلق هو منفذهم البري الوحيد للسفر إلى الخارج يرفض الاحتلال فتحه لتبقى أمانيهم مسجونة حتى إشعار آخر, ومن خلفهم مناكفات سياسية وانقسام يجرهم إلى معبر مُروره قد يُكلّف الكثير منهم حياته وعُمره، فثمة احتلال لا يرحم وزنازين تنتظر رائحة الفلسطينيين. منقووووول