رد: هل هذه الصور حقيقية ادخل لترى صور شخصيات عالمية مصنوعة من ال متحف الشمع.. واحد من أبرز معالم مدينة لندن يقصده السواح من جميع انحاء العالم.. اذ يؤمه سنويا أكثر من مليون زائر لمشاهدة تماثيل المشاهير وغير المشاهير وكذلك شخصيات الماضي التاريخية والحاضر وأبطال الرياضة من الجنسين ونجوم المجتمع والسينما والمسرح فما قصة هذا المتحف؟ ومن ابتدعه؟ ومتى وكيف؟ لنتعرف أولاً على ان “ماري جروشولتز” التي اطلق عليها فيما بعد اسم “مدام توسو” التي ولدت في سويسرا وبرعت في استخدام شمع النحل لتصنع منه تماثيل متعددة، كانت “جروشولتز” مفعمة بالحياة بدرجة مثيرة للاهتمام وقد اكتسبت فيها صنع التماثيل الشمعية من عمها الدكتور فيليب كيرثيوس ولم تزل في مقتبل العمر وبقيت تمارس عملها هذا حتى وفاتها وخلال هذه المدة كانت تعلم اولادها واحفادها هذه الحرفة. يحتوي متحف مدام توسو على تماثيل لمشاهير الشخصيات المعاصرة وغيرها من الشخصيات التي لعبت ادوارا هامة في التاريخ ويستطيع الزوار الان من رؤية ملوك وملكات العصور الماضية والمعاصرة ومشاهدة رأس كل من روبسبير ودانثون اللذين ذهبا ضحية المقصلة اللعينة وابتسامة مرتسمة علىش فتي نابليون بونابرت وبطل البحر وواقعة الطرف الاغر الادميرال نيلسون. بدايتها الاولى بدأت ماري جروشولتز صنع اول تماثيلها وهي في سن السابعة عشر وكان تماثلا للكاتب الفرنسي الشهير فولتير الذي ما يزال شاخصا حتى الان ولما ذاع صيتها اصبحت الصديقة الحميمة لملك فرنسا لويس السادس عشر وزوجته الجميلة ماري انطوانيت يوقد سببت لها هذه العلاقات الكثير من المعاناة والاذى.. فعندما هاجم الثوار قصر الوبليري كان من بين القتلى اخوتها الثلاثة واثنان من اعمامها ومع ان صداقتها للملك وزوجته قد اثارت الريبة في نفوس رجال الثورة الفرنسية الا انها رفضت الهرب بالرغم من الاخطار التي كانت تحف بها والمقصلة تطيح برؤوس العشرات والمئات كل يوم ومع كل ما يحيط بها من مخاطر راحت اناملها المرتجفة تصنع تمثالين لرأس لويس السادس عشر وماري انطوانيت وهما جزء من معروضات المتحف الحالية حتى القي القبض عليها فزجت في سجن لافورس المرعب وجز شعر رأسها وارغمت على صنع تماثيل من الشمع للرؤوس التي قطعتها تلك المقصلة بعضها كان لاصدقائها الحميمين وبسبب مهارتها في صنع تلك التماثيل الشمعية اطلق سراحها بعد وفاة روبسبير وانتهاء عهد الارهاب. بعد وفاة عمها عملت على سداد ديونه الكثيرة فشرعت في اعادة بناء متحف الشمع الخاص به وراحت تعمل بجد ومثابرة حتى اكملت بناءه.. وفي عام 1795 تزوجت من مهندس زراعي يدعى فرانسوا توسو وانجبت منه ولدين هما جوزيف وفرانسيس ومنذ ذلك الحين صار اسمها مدام توسو.. وبعد افتراقها عن زوجها نقلت تماثيلها الى لندن وادنبره. الاقدار التي كانت لها بالمرصاد في عام 1804 وهي مبحرة على ظهر سفينة باتجاه ايرلندا شاءت الاقدار ان تتعرض هذه السفينة الى حادث ادى الى تحطمها وغرق جميع التماثيل التي كانت بحوزتها وبعد جهد مضن استغرق ثلاثة شهور تمكنت مدام توسو من اعادة افتتاح معرضها.. الا ان سوء الحظ ظل ملازما لها فقد صودرت تماثيل الشمع التي تركتها في باريس سدادا لديون زوجها المطلق وكان هنا في عام 1808.. الا ان الحظ بدأ يبتسم لها من جديد فبعد عودتها الى لندن عام 1811 من خلال النجاحات التي حققتها خلال التجوال بمعرضها من مدينة الى اخرى مما اكسبها شهرة واسعة الامر الذي جعلها حينذاك تقرر الاستقرار في شارع بيكر في العاصمة البريطانية لندن. تمثالها الشخصي كان اخر عهدها بالشمع حينما بلغت الحادية والثمانين من عمرها صنعت اناملها المتغضنة تمثالها الشخصي الذي ارخ اخر عهدها بالشمع وما يزال متحف الشمع يحتفظ به الى الان. وفي عام 1850 توفيت ان ماري جبروشولتز “مدام توسو” بعد مرض لم يمهلها طويلا وخرج سكان لندن لتشييعها في موكب مهيب وواروها الثرى في كنيسة سانت ماري بميدان كادونمان في ضاحية تشيلسي بعدها تولى ابنيها جوزيف وفرانسيس ادارة المتحف بعد ان تم نثله الى مكانه الحالي في شارع ماري لوبون ثم جاء دور اولادهما الذين تولوا شؤونه الا ان الحريق الذي شب فيه في عام 1925 اتى على جميع المعروضات ما عدا البعض الذي امكن انقاذه واستغرقت عملية اصلاحه ثلاث سنوات. وفي عام 1940 واثناء الحرب العالمية الثانية وفي احدى الغارات الجوية الالمانية سقطت عليه قنبلة ويبدو ان روح السيدة الصغيرة لم تزل ترفرف حوله اذ لم تمض ثلاثة شهور على هذا الحادث حتى فتح المتحف ابوابه للزائرين. ويضم متحف الشمع الان اكثر من (800) تمثالا يحتل بعضها مكانا دائما وقد ظل الاسلوب الذي اتبعته مدام توسو هو الغالب وتصنع التماثيل عادة بالحجم الطبيعي للشخصية وكذلك يستخدم الشعر الطبيعي ايضا وبنفس المبلابس واحيانا يجري تصميمها باشراف هيئة متخصصة في المتحف، اما ادارته فهي بمسؤولية احفاد احفاد مدام توسو. المقال منقول من جريدة الاتحاد |