عرض مشاركة واحدة
  #62  
قديم 03-15-2014, 02:19 AM
 
الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على النبي المجتبى وعلى اله وصحبه اهل العفاف والتقى . وبعد هذا الباب في تحريم الغيبة والسعاية بالنميمة قال الحافظ المنذري أجمعت الأمة على تحريم النميمة، وأنها من أعظم الذنوب عند الله ـ عز وجل ـ
قال الله تعالى: " ولا تطع كل حلاف مهين هماز مشاء بنميم " القلم: 10، 11،. وحسبك بالنمام خسة ورذيلة، سقوطه وضعته والهماز المغتاب الذي يأكل لحوم الناس، الطاعن فيهم.
وقال الحسن البصري، هو الذي يغمز بأخيه في المجلس وهو الهمزة اللمزة.
وقال علي والحسن البصري رضي الله عنهما العتل الفاحش السيىء الخلق،
قال ابن عباس رضي الله عنهما، العتل الفاتك الشديد المنافق،
وقال عبيد بن عمير، العتل الأكول الشروب القوي الشديد، يوضع في الميزان فلا يزن شعيرة.
وقال الكلبي هو الشديد في كفره.
وقيل: العتل الشديد الخصومة بالباطل،
والزنيم هو الذي لا يعرف من أبوه. قال الشاعر:
زنيم ليس يعرف من أبوه ... بغي الأم ذو حسب لئيم
وسعى رجل إلى بلال بن أبي بردة برجل وكان أمير البصرة، فقال له إنصرف حتى أكشف عنك، فكشف عنه فإذا هو ابن بغي يعني ولد زنا.
روينا في صحيحي البخاري ومسلم عن حذيفة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " لا يدخل الجنة نمام "
وروي عليه الصلاة والسلام انه قال: " ألا أخبركم بشراركم، قالوا: بلى يا رسول الله،
قال: شراركم المشاؤون بالنميمة، المفسدون بين الأحبة والباغون البراء العنت " .
وروى أبو هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ملعون ذو الوجهين ملعون ذو اللسانين ملعون كل شغاز، ملعون كل قتات، ملعون كل نمام، ملعون كل منان "
والشغاز المحرش بين الناس يلقي بينهم العداوة،
والقتات: النمام،
والمنان: الذي يعمل الخير ويمن به.
وأما السعاية إلى السلطان وإلى كل في قدرة فهي المهلكة والحالقة التي تجمع الخصال الذميمة،
من الغيبة وشؤم النميمة والتغرير بالنفوس والأموال في النوازل والأحوال، وتسلب العزيز عزه وتحط المسثين عن مكانته والسيد عن مرتبته،
فكم دم أراقه سعي ساع،
وكم حريم استبيح بنميمة نمام،
وكم من صفيين تباعدا
وكم من متواصلين تقاطعا،
وكم من محبين افترقا،
وكم من إلفين تهاجرا
وكم من زوجين تطالقا،
فليتق الله ربه عز وجل، رجل ساعدته الأيام وتراخت عنه الأقدار وأن يصغي لساع أو يستمع لنمام.
رد مع اقتباس