عرض مشاركة واحدة
  #6  
قديم 12-03-2007, 09:04 PM
 
رد: مشروع "أنابوليس"..الانسحاب أفضل!

<FONT size=5><FONT face="Simplified Arabic">رمزية أنابوليس التاريخية تجعل المرء يفكر كثيرًا قبل أن يُصدر حكمًا بفشل أو نجاح المؤتمر بالنسبة للأمريكيين، فهم كانوا يعرفون قطعاً أن 70 ساعة من المفاوضات بين أبي مازن وأولمرت لم تصل إلى شيء، وسبع سنوات من الجمود قبلها، وكذا فإن عباس لا يمثل إلا نصف شعبه بالكاد، وأولمرت مكبّل بتحالف حكومي فيه ليبرمان وباراك، ولا يستطيع أن يُقدم شيئًا حقيقيًا، خاصة أن الكنيست الإسرائيلي كان قد اتخذ قرارًا ملزمًا بألا يتم أي انسحاب من القدس الشرقية إلا بموافقة ثلثي أعضاء الكنيست الإسرائيلي، وهذا مستحيل عمليًا في الحاضر والمستقبل؛ لأن التركيبة السياسية الإسرائيلية لا يمكن توقع تغييرها تغييرًا جذريًا في غضون عشرات السنين فما بالك بسنوات معدودة أو حتى سنة واحدة، ووزيرة الخارجية الأمريكية "كونداليزا رايس" حاولت دفع كل من أولمرت وأبي مازن إلى نوع من الاتفاق دون جدوى، وأقصى ما وصلت إليه هو نوع من الإعلان المشترك ليس به أي شيء جدي أو تناول لأية قضايا جوهرية، بل هو نوع من الكلام العام الذي لا يسمن ولا يغني من جوع حول الحد من إراقة الدماء والسعي للسلام وإطلاق مفاوضات..." إلخ، وهذا الإعلان كان يمكن أن يتم بين أي متنازعين في أي مكان من العالم حتى لو كان النزاع على مائة دولار مثلاً!! . وصحيح أنه تم إعلان هذا الاتفاق المشترك قبيل عقد المؤتمر بلحظات، وأعلنه الرئيس بوش بنفسه إلا أن أحدًا لم يعتبر هذا اتفاقًا، والغريب أن الدوائر الإعلامية المرتبطة بالمؤتمر أطلقت عليه اسم "وثيقة اتفاق" . فالمؤتمر إذن بحكم الواقع كان فاشلاً سلفًا، وكان من المعروف أنه سيتحول إلى نوع من المكلمة "إطلاق حكمات والاستماع إليها، والتصفيق عقب انتهائها " لكل من يريد أن يتكلم، وهكذا سُمح لأبي مازن أن يقول ما شاء، وأن يشدد على عدم التنازل، وهذا حسن أيًا كانت الأحوال؛ شريطة أن يستمر في هذا الموقف المعلن فيما بعد. لماذا حرص الأمريكيون والإسرائيليون على عقد المؤتمر رغم ذلك.. هذا يكشف جانب الخداع في الموضوع ويكشف الهدف الحقيقي للمؤتمر ... فالأمريكيون استدعوا رئيس السلطة، واستدعوا زعماء 16 دولة عربية وممثلي 40 دولة وعددًا آخر من الهيئات الدولية المهمة كالأمم المتحدة وجامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي، والرباعية الدولية والاتحاد الأوروبي... إلخ لكي يتم إعلان خطير وهام وهو أن إسرائيل دولة اليهود، وأنها دولة عبرية، بل واعتبار ما يسمى بوثيقة بوش أو وعد بوش بأن إسرائيل دولة عبرية لليهود فقط أحد المرجعيات مثل خريطة الطريق والقرارات الدولية ذات الصلة التي يتم على أساسها التفاوض، هذا هو الهدف الحقيقي للمؤتمر؛ ولذا فإن الأمريكيين عندما اختاروا أنابوليس لعقد المؤتمر وهي ذات التاريخ المرتبط بحل الأزمات لم يكونوا غافلين عن ذلك، وأن المؤتمر بالنسبة لهم ناجح وحقق أهدافه، ومن ثَم فلا حديث عن فشل لأول مرة لإحدى المؤتمرات في أنابوليس. <SPAN lang=AR-SA style="FONT-SIZE: 12pt">
رد مع اقتباس