03-19-2014, 08:17 AM
|
|
مشاعِر مُبعثرة - 5 طوالَ فترة انتِظاري كنتُ أجلِسُ بعيداً عن المسرَح , أحاوِل أن أشجِع نفسي بأن كُل شيء يسير على ما يُرام , منذُ صغري وأنا أعاني من عُقدتي من الوقوف أمام حشدٍ كبير , و’حشدٌ كبير’ تِلك كانت تضُم مدرستي يوماً ما , فعلتُها سابِقاً وسأفعلُها الآن..
ألقيتُ نظرة مُتردِّدة قبل أن يُفتَح السِتار , أعمتني الأضواء الساطِعة لوهلة
بعدها اتضحَت رؤيتي لأُذهَل بالعدد الهائل الذي ينتظِرُني خارِجاً.. هذه البِداية , فاتِحة مسيرتي أو دقائق النهاية.. أنا أعانِي من البدايات , البِداية هي الجزُء الأصعَب.. كانت أنفاسي تعلو وتنخفِض بسُرعة , خفقَ قلبي بقوة وكأنه ينبِض للمرة الأخيرة.. لكِن السعَادة لم تُغادِره بعد , كنتُ أشعُر بحماسٍ واندِفاعٍ شدِيدين.. قيل لي أن الوقتَ قد حان , فخرجتُ مُتجاهِلة تردُداً انزوى بداخِلي.. سحبتُ نفساً عمِيقاً وأنا أسمع صيحات ترحِيب , التفتُ بابتِسامة لستُ واثِقةً من ظهورها.. كنتُ أمشِي بثِقة استطعتُ إظهارها بصعوبة , تبخّرَت في لحظةٍ حين وجدتُ نفسي أتعثر وأصطدِم بالأرضية الخشبية , مع أولِ قهقهة خرجَت لتتلوها ضحكات أدركتُ أن الأمور تتداعى.. رفعتُ رأسي والتفتُ إلى الجمهور , تمنّيتُ لو أنني لم أفعَل.. فسُرعان ما تحوّل حرجي إلى دموعِ بقيَت في عينَيّ.. وقفتُ وأنا أستجمِع شجاعَة من كلِمات مُعلِمتي قبل بداية الكارِثة.. التفتُ إليها , كانت واقِفةً في هدوءٍ تام , تنتظِر منّي ردّة فعل ما ! وقفتُ ثم تابعتُ طريقي نحو مُكبِر الصوت , أمسكتُ دون أن أعرِف ما أفعَل.. الأفضَل أن أبدأ الغِناء فوراً , لكِنني لا أفعَل ما هو أفضَل.. عبستُ أمام السُخرية الجماعية ثم قلتُ بهدوء.. _هل انتَهيتُم؟! انخفَضَت أصواتُهم تدريجياً , فتبسّمتُ بداخلي بينما احتفظتُ بقِناع الجدّية وأردَفت.. _حسنأً , حقٌ لكم أن تضحكوا فهذا شيء لا تُشاهِدونه كل حفل.. للتو لاحظتُ بعض الابتِسامات المُشجِعة قد ارتَسمَت على شفتي بعضهم فشعرتُ بالأمل.. _هل أستطيع أن أبدأ؟ بلهجَة فيها شيءٌ من التحدي تحدّثت , ولاقى سؤالي المُوافقة المُتوقعَة.. خفتتْ الأضواء جميعها لثوانٍ , وانبعثَت موسيقى أنِيقة تُراقِص قلبي.. توجّهَت الأضواءُ نحوي ووصدَحَ لحنُ صوتي في أرجاء القاعَة مُتناسِقاً مع أنغامٍ مويسقية تُوصِل رسالتي إلى جمهورِ الفن , أنها تحيّةُ بِداية.. تحيّة تقبلوها بتصفيق وهُتاف أنساني الموقِف الكارثي , لكِنه لن يُراوِغ الصحفيين حتماً.. أبقى سعِيدةً بِفاتِحة مسيرتي الغنائية.. مشاعِر مُبعثرة - 6 موقِف سعيد..
بعدَ افتِتاحيات حفل التخرّج التي بدَت لي لا نهائية
وقف الرجُل العجوز على المنصة أمامنا يحمِل أوراقاً قد تبني حياتي ..
انتظَرتُ طوالَ عامٍ دراسيّ كامِل , لا . بل مسيرتي الدِراسية كامِلة تعتمِد على التصريح القريب..
كان عليّ أن أفعَلها , لن أحِب دراسة العام نفسه مرتين !
لقد بذلتُ جهدي , الحصاد هو المرحِلة الأخيرة..
التفتُ إلى والِدتي القابِعة قربي , كانت تنتظِر بترقُبٍ وَهجَ في عينيها..
بيننا وعُودٌ كثيراً , في داخِلي مُستقبَل !
كان الرجُل يذكُر الأسماء ببطءٍ شديد , أو هكذا خُيّلَ إليّ..
تتلوه هُتافات مُستبشِرة من جمعِ الطُلاب والمُعلمين , وتصفيق آباءٍ وأمهات..
توقّفَ الزمَن بالنِسبة إلي , لم أستوعِب سماع اسمي إلا وأطلقتُ صرخةَ داخِلية..
انعكَست خارِجياً بدموعِ عدَم التصدِيق , شعرتُ بوالِدتي تُعانِقني نصف باكِية وضاحِكة..
نشوة عجيبة أحاطَتْ بي حين وقفتُ بوجِهٍ مُحمَر وابتِسامة سعيدة..
تقدّمتُ نحو المنصة وأنا أشعُر بزهو وبهجة..
أمسكتُ بشهادَة جُهدي ووقتي , بالورقة التي سخّرت كُل شيء لأجلها..
إنها بين يدي حقيقةً ! هذا ليس حُلماً !
وُجِهَت إلى كلِماتُ تهنئة تقبّلتُها بابتِسامة وضحكة من القلب..
~
لي عودَة ..~ .....
...
.
.
.
__________________ وأنا على عَهدِك ووَعدك ما استَطَعت، حتَى آتيك بقلبٍ سليم و نفسٍ مُطْمئنة.. |