عرض مشاركة واحدة
  #127  
قديم 03-19-2014, 09:43 AM
 

.
.
.

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته


آخخ ... تأخرت و أنا ما كنت أريد استنى لآخر لحظة .. بس سبحان الله أنا اتبع مبدأ "أجل عمل اليوم للغد" xD


الموقف الثالث : جريمة في منزل مهجور



"الفضول يقتل صاحبه"

لكم سمعت بهذه العبارة لكني لم أعرف معناها حتى عشتها الليلة حقيقة !

كنت أشعر بانقطاع أنفاسي و أنا أرتقي الدرج القديم المهترئ جريا بصعوبة ، و كان يصدر صريرا محتجا عند كل خطوة أخطوها عليه ..
فوثقت بأن صوت وقع أقدامي وسط هدوء المكان سيكون مسموعا له بوضوح !

توقفت حين بلغت ممرا طويلا على جانبيه عدد كبير من الغرف ،
أيقنت مصدومة إلى أني لا أعرف أين اتجه ... كانت غزيرة البقاء هي ما يقودني للهرب دون تخطيط ،
فركضت إلى أقرب الغرف و التي كانت مشرعة الباب ، فارغة إلا من الغبار و بعض قطع الأثاث المغطاة بملاءات بيضاء تبدو كالأشباح في العتمة ...
اختبأت من فوري في الحمام الذي كان في بقعة منزوية غير واضحة ... و ابتهلت لله شكرا حين عمل قفل الباب القديم فأغلقته على نفسي بإحكام !
بدا لي ذلك صائبا جدا .. ربما لن يفكر أن يأتي و يبحث عني هنا ، فهذا سيكون مخبأ سهلا و سيعتقدني قد فررت بعيدا !


‎لاحظت أني أرتجف بشدة ، و أن أنفاسي مازلت مقطوعة ، كما و أن يداي المتشبثتان بالمصباح اليدوي كانتا باردتين و تتعرقان ..
دعوت الله ألا استسلم لحال من الهيستيريا فذلك لن ينقذني ،
و راح عقلي المكبل بالفزع يستذكر كيف بدأ كل هذا ...

كنا ثلاثة ... فكرنا بسذاجة و حمق بأننا ضجرات و المغامرة هي ما يلزمنا !
فتسللنا إلى هذا المنزل المهجور منذ عقود ... كنت من اقترح على صديقتي أن نأتي ليلا لمزيد من الإثارة ،
لكن التسلية ليست ما وجدناه في إنتظارنا هنا ...

شعرت بارتجاف جسدي يزداد حتى ما عدت أقوى على الانتصاب على قدمي ،
فانزلقت جالسة على أرضية الحمام الباردة المتسخة ...


حدقت للحظات بالظلال المتطاولة التي رسمها ضوء المصباح على جدران الحمام القديم ،
قبل أن يكتسحني الذعر لأنه قد غاب عن ذهني إطفاء مصباحي اليدوي ...
فأسرعت اضغط زر الاطفاء بيدين مرتعشتين ..

و جمدت بغير حراك بعدها طيلة دقيقة كاملة حابسة أنفاسي ...
هل رأى الضوء متسربا من تحت الباب ؟! أين هو الآن يا ترى ؟!
ذلك القاتل الذي شهدنا جريمته بدخولنا المنزل ، فقرر بغير رحمة إنهاءنا نحن أيضا !!

انحدرت دمعة كبيرة على خدي و شعرت بأنني أختنق أكثر حين فكرت في صديقتي الاثنتين ...
كنت قد سمعت بقلب ملكوم صرخة لورا قبل لحظات قليلة ...
و قبلها ارتفع دوي طلقة ارتبطت بفانيسا ..
لورا و فانيسا ...
الجميلتين المرحتين ..
رفيقتي الشجاعتين ...
لا أستطيع استيعاب كيف انتهى أمرهما هكذا ..
يبدو الأمر و كأني استيقظت لأجد نفسي عالقة وسط أحداث فيلم مرعب !!

رحت ‎أركز على عملية التنفس ... شهيق .. ‎زفير ، بعمق و بطء ...
قد يقضى علي ‎الربو ببساطة مع كل هذا الانفعال فأموت دون أن يتكبد الرجل المخيف أي عناء !

ضربة مدوية مفاجئة على الباب ‎جعلتني ‎أجفل ‎بعنف .. ليهبط قلبي بين قدمي رعبا ..

_أعرف أنك في الداخل !

لم يكن صوته صارخا قاسيا و لا مهددا ، بل كان منخفضا مبحوحا ذكرني بالأفعى وهو يواصل بنغم حلو :
_أخرجي ... أخرجي حيثما تكونين ... أنت بارعة في لعبة الاختباء لكني فتشت عنك جيدا ... و قد ربحت ... كوني فتاة صالحة ... و افتحي لي الباب الآن !

رحت أكافح موجة الرعب التي اجتاحتني لأستطيع التنفس ، لكن حنجرتي أخذت تضيق شيئا فشيئا ..
حتى ما عاد الهواء ينفذ لرئتي ..
لم أستطع الحراك .. و لا التفكير بأي وسيلة للفرار .. و كجرذ في مصيدة كنت متكورة في أبعد نقطة عن الباب ألهث بإختناق و تشنج و عيناي تدمعان ألما ..
تساءلت إن كنت سأموت قبل أن يحطم الباب حتى ... فقد كنت واثقة أنني ...
راحلة لا محالة ....



~يتبع بباقي المشاركات

__________________




افتَقِدُني
music4


التعديل الأخير تم بواسطة Prismy ; 03-19-2014 الساعة 12:23 PM