عرض مشاركة واحدة
  #130  
قديم 03-19-2014, 04:55 PM
 

.
.
.

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته



الموقف السابع : مشهد مخيف !




حدقت أمامها بعيون تكاد تبتلع ملامحها اتساعا ،
شاحبة الوجه و باردة الأطراف ، ترتعش بشدة ..
لقد قضي عليه حتما ... قضي عليه !
رفيقها الوحيد و مؤنسها في هذه الرحلة التي استحالت كابوسا .. ليس الرجل الأفضل فلم يكن يعجبها بعجرفته و ميله للتسلط .. لكنها لا تستطيع أن تتقبل ملاقاته لمصير كذاك ... هو رجل شديد الطموح لا يستحق هذا .. لا أحد يستحق هذا !

أطبقت جفنيها بقوة حال أن رأت تلك المخلوقات المروعة تنقض على جسده بأعداد لا حصر لها ،
انتفضت دون توقف و جسدها يتأرجح للأمام و الخلف في مخبئها الصغير هذا و الخفي عن الأنظار ...
كان شقا في الجبل بالكاد استطاع جسمها العبور منه لتجده جحرا لا مخرج آخر له ، فتكون بذلك عالقة .. تشهد من خلال شجيرات و نباتات هذه الأدغال نهاية رئيسها ..
على يد المخلوقات التي سعى لمعرفتها طوال حياته !

وثبت من جلستها بغتة و اصطدم رأسها بالسقف الحجري المنخفض بينما تكمم بيدها صرخة جزع هزت كيانها ،
كادت تفلت منها فتدوي في المكان منافسة لدوي صرخات الرجل المحملة بجميع مفاهيم العذاب ... كانت تصلها مصحوبة بأصوات فظيعة لتمزق لحم .. و دك و سحق عظام ،
يأكلونه حيا .. يأكلونه حيا يا الله ...
توسلت بكل عزيز أن تنجو من هذا الكابوس ، وهي تلتصق بالجدار الصخري أبعد ما تستطيع عن الفتحة و الأصوات مازالت تصلها بوضوح ،
استمر جسدها يرتجف حتى أوشكت أن تصاب بإنهيار عصبي .. و عيناها مازلتا مطبقتين برجاء يائس للنجاة ...
لكن ذلك لم يمنع الصورة التي ارتسمت في رأسها .. لتلك المخلوقات المروعة البعيدة كل البعد عن أي حيوان معروف ..
ست قوائم و جذوع وبرية حشرية الشكل أكبر من حجم الإنسان مرتين و أسرع منه أربعا ..
ثم فكين ضخمين واسعي الإنفراج .. فوق عيون سفلية شبكية كأنها أعين نحل !!

تغرز قوائمها الست في الجسد البشري .. تمزقها و تشرع في التهامه دون أن تنتظر سكون ارتعاشة الموت في فريستها ،
صورة ... منحت كلمة "رعب" أبعادا و معاني جديدة ...


فجأة أجفلتها ضوضاء قريبة بشدة هوى معها قلبها المسكين بين قدميها منكمشا ،
فتحت عينيها باتساع .. و ما إن أبصرت سبب الضوضاء حتى نسيت التحفظ على صرخات ذعرها ،
فأمام فتحة الكهف الصغير الذي اختبأت فيه .. امتدت قوائم المخلوق الأكثر فتكا و رعبا ..
تلامس قدميها و ساقيها .. تحاول الوصول إليها ..

لم يكن هناك مفر .. الآن و قد وجدتها .. مصير مشابه كان في إنتظارها حتما ...‏‎


<< علقت على ذا الفيس ‏xD
.
.
__________________




افتَقِدُني
music4