.*.الفكرة الأولى .*.




واهمان ان ظننتما أن الأمر بهذه السهولة .. أحدكما يشهد موت الآخر ..

كما جعلتموني أشهد موتها ! وسأجعل من هذا الزفاف

" عرساً من الدم ! "

قال هذا وهو يدخل الى غرفته التي تحتوي على سرير صغير ومنضدة عليها أداوات الكتابة فقط ، ليس هناك ما يسد جوعه وعاطفته الجارفة سواها ، زوجته التي قتلت بأيدِ من يسمون أنفسهم بالنبلاء بحجة أنه لم يدفع الضرائب الواجبة .
لقد أقسم قسماً مغلظاً بالأنتقام حتى لو بدت هذه الفكرة سيئة وتلطخ فكره الذي مازال نقياً بالرغم من نمو بعض الأفكار الشيطانية ، سيفعل المستحيل من أجل ما عزم عليه ، سيحيل كل شيء الى رماد والفرحات الى الآلآم وشهقات لا يردعه بذلك قوة حرس أو حبل مشنقة أو أي شيء من هذا القبيل !
على كلّ في كلتا الحالتين هو هالك لا محالة ، وهذه الفكرة بالذات ما جلعته واثقاً مما سيفعله !!








.*. الفكرة الثانية .*.




دق الجرس معلناً انتهاء الدوام المدرسي فحملت حقيبتي بسرعة حتى لا تتصدى لي عصابة "خالد " ويقذفوني بوابل من السخرية ، كنت واهماً أني استطعت الفرار منهم فخالد رغم وسامته لا يمتلك ذرة من الطيبة أو الرحمة لقد لاح لي ظله بالأفق فتراجعت الى الوراء ولكن عصابته كانت تستقبلني بالخلف بنظرات تطل منها أشباح السخرية التي باتت تطاردني وتجعلني حبيس غرفتي طوال اليوم .
لقد كرهت منظري وكرهت اليوم الذي ولدت به بهذا الشكل ، برأسي الكبير وعيناي الضيقتين وحجمي القصير البدين الذي لا أستطيع التخلص منه ألا بالأنتحار ، لم أعدّ أحتمل ما يقال عني ، حتى والداي بدأ ينكران بأني ولد لهما ، أي حياة هذه التي سأعيشها موت رحيم فحسب ما أعانيه الآن وربما طوال حياتي الباقية !










.*. الفكرة الثالثة .*.



شدّت قامتها بكبرياء وتطلعت أليه بعينين ساخرتين وهي تتفحص قامته من منبت رأسه نزولاً الى قدميه ، أثارت تلك النظرات الغيض والغضب بدواخله المتأججة برغبات قتلها ،خطت ناحيته ومدّت
يدها الى خصلات شعره الخضراء ثم قالت :
-سمعت بأن خصلاتك تمنحك أعجاباً هائلاً من النساء ، ولكن أنا أجدها شيء تافهه وجاف كأوراق شجر متساقط !
ابتسمت ساخرة عندما أغمض عينيه مبتلعاً غضبه الى الداخل ثم شقت ابتسامة سخرية طريقها على شفتيه
فبادلته هي ذات الأبتسامة فقال لها بدهاء :-
-علاما تبتسمين ها ؟! أقسم أنكِ ستكونين رماداً هذه الليلة وسيكون اسمكِ منذ اليوم وصاعداً " الموناليزا البائسة










~ تمت ~