الحمد لله تعالى خالق الأولين والآخرين والصلاة والسلام على رسوله الأعظم سيدنا محمد المرسل رحمة للعالمين وعلى آله وصحبه ورسل الله أجمعين.
كان أبو علي الحسن بن الهيثم الحكيم ورعاً زاهداً معظماً للشريعة، على خلاف ما كان عليه بعض الحكماء وتصانيفه في الرياضيات أعظم من أن توصف، وكان معظماً شأن العلم،
قصده بعض امراء سمنان يقال له: سرخاب ليستفيد منه، فقال أن اعطيتني كل شهر مأة دينار علمتك الحكمة: فبذل له ذلك، وكان يوصل إليه ذلك شهراً فشهراً،
ولما عزم على الانصراف رد إليه ابن الهيثم ما اجتمع من ذلك المال باسره، ولم يأخذ منه شيئاً
وقال لا حاجتى لي في شيء من ذلك، وإني أردت أن اختبر رغبتك في اقتناء العلوم، ولما عرفت أنه لا قمية للمال عندك في جنب العلم رغبت في تعليمك،
فامتنع الأمير من قبولها وقال وهي لك هدية فقال أنه لا هدية ولا رشوة، ولا أجرة في تعليم الخير ولم يأخذها من الأمير. |