عرض مشاركة واحدة
  #133  
قديم 03-22-2014, 12:20 PM
 

وها أنا أعود بعد غياب طويل للغاية لأضع
بصمتي حول الجزء الثالث من هذه الفقرة:


-
قررتِ أن تكوني شجاعة وتقتحمي مع رفيقاتكِ منزلاً مهجوراً .. وماان فعلتِ حتى اكتشفتِ أنكِ ضائعة
وحيدة هناك في الظلمة .. وأمامكِ جثة مجهولة وقاتل يختبيء في أرجاء المنزل ينتظر أن يسرق أرواحكم ..
فمالعمل ؟!


ما قصة هذا المنزل يا ترى؟!
هذا ما كان يتراود في أنفسنا نحن الفضوليات الثلاث..
عنما كنا نمر أمام ذاك المنزل المجهول المهجور..

يقال أنه لعائلة كانت من تلك الطبقات المخملية..
بدأت في الآونة الأخيرة قبل هجرها لمنزلها بتصرفات غريبة..

وقد هجروه منذ 25 سنة..
يشاع أيضًا أنه مسكن للعصابة التي وصلت منذ ذاك الوقت لمنطقتنا
بعد أن كانت تجوب الأقطار لترتكب جرائمها..

وهناك كما يقال بأنه يوجد بعض الجنٌ يعاون تلك العصابة ويساندها
وهذا سر نجاحها الدائم.. ..

هذا ما كنا نتبادله ونسمعه من اشاعات..
لكن الاشاعات تبقى مجرد محض اشاعات
مالم يكن هناك كلام يؤكد ذلك في اعتقادنا..

-لكن ماذا عن الذين دخلو ولم يخرجوا بعد..
قليلٌ من ينجوا من هذه الدوامة المجهولة..

قالت هذا لمى وقد بدى على ملامحها قليلاً من الخوف..
إلا ان الفضول دفعني أنا ولمى وندى طاردًا المخاوف لدخول ذلك المنزل..
دخلناه والظلمة الحالكة تسوده..
ما عدى ضوء مصابيحنا الخافتة
وقليلاً من شعاعات الشمس المتسللة من الشقوق العلوية والنوافذ..

كانت الجدران متهالكة والحشرات منتشرة
والمشهد لا يخلوا قليلاً من الأصوات المخيفة..

تتساقط بعض الحجارة ويظهر ذلك الخفاش وسرابه بصوته الخاطف للقلب..
وشكله الذي يقشعر له البدن وتذبل العيون خوفًا منه..

أنزلت رأسي وكذلك صديقاتي خوفًا من ذلك الخفاش لثوانٍ
وإذا بنا نسمع صوت ارتطام جسمًا بالأرض..

فتحنا أعيننا رافعين رأسنا وإذا بصرخات لمى تتعالى..
إنها جثة مخيفة للغاية..
جثة مطعون في صدرها تلك السكين بعد أن شوهت ملامحها..
شعر الجميع بالذعر وخصوصًا مع الأصوات التي تعالت بضحكات شريرة
وخفافيش مخيفة..
تجمدت أطرافنا خوفًا..
اتجهنا خائفين نحو المخرج طالبين الفرار..
لكن ندى ولمى تعالت أصوات صراخهم ساقطين في تلك الحفرة المجهولة..
صرخت ذعرًا فإذا بصخرة تسد الباب وتطفئ الأنوار..

جثيت على ركبتاي خائفة.. باكيةً.. متجمدة الأطراف..
والرياح الصرصرية العاتية تخنقني وتلفح وجهي بقسوتها..
رمى ذاك الشخص المجهول سكاكينه نحوي إلا انها لم تكن تصبني..
كأنه يلاعبني يود اخافتي..

انقض علي بوشاحه الأسود..
لتحملني ساقي بسرعة..
اخترق الأماكن وسراب السكاكين والخفافيش أمامي وخلفي..
راكضةً رغم أن رجلي لم تكن لها طاقة على حملي من شدة الهلع..

فوجئت بحفرة سقطت فيها هاوية عن غير قصد..
جرى بي القدر في نفق لمجاري المياه..
أخدت أسير في ذاك النفق أو بالأحرى المتاهة ذات الروائح القذرة المُشَمئِزة..
أخدت أمشي بها بخوف واشمئزاز شديدين حافية القدمين..
كانت حالتي لا توصف فالذعر قد تملك مني واتخذ مأخذه
ولم يُقَصِر الجو البارد ولم يتخاذل أبدًا في المساهمة في تعذيبي
فهو قد كان يلفح في جسمي فيزده انتفاضًا وقشعريرة فوق قشعريرته..

أخذت أسير والحجارة تترامى علي من كل صوب وحدب..
المياه تمر في بعض الممرات من تلك المتاهة وتتوقف في بعضها..

لا أعلم كيف أصف حالتي في تلك الحادثة ولا الصعوبات والمخاوف المارة بي..
فمهما أسهبت أو أوجزت في الحديث
فلن أتمكن من وصف تلك الحادثة المشؤومة..

حتى لمحت بعيني التي تورمت من كثر البكاء خوفًا بصيص ضوءٍ خافت..
وسمعت بأذني التي تكاد تتجمد رعبًا وبردًا أصواتًا مألوفة
كأنها أصوات أهلي وصديقتاي أو ما شابه ذلك..

شعرت حينها أني
فقط قد وجدت بصيص الأمل المفقود
في سراب من الكوابيس اللامتناهية..
وأن الأصوات تلك هي فارس أحلامي..
فسرت مهرولة كأني سائرة على غير هدى
أتتبع بآخر ذرات تبقت لي في حاسة السمع والبصر لدي
ذلك البصيص الشعاعي الذي أخشى فقده
وتلك الأصوات المألوفة التي ألهث للقائها..

وهذا ما في جوفي الآن..
سأعود قريبًا انشاء الله وأضع بصمتي في الجزء الرابع..
سأحاول أن لا أتأخر..
تحياتي
:فوفو