عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 03-22-2014, 08:39 PM
 
×قصـة مبدعـة× °×صَـــدَىٰ˓˓×°قِصَّة قَصِيرَة



ابدعـت حـقا..

.
°صَدَى°


¤



هناك..تركها..كما التقيا لأول مرَّة!لا أحد يعرف الآخر..ولا يدرك بما يفكر به!تركها منكسرة الأجنحة..جالسة على كرسيها المتحرك على رصيف محطة القطار..و مضى..دون أن ينبس بكلمة..دون أن يلتفت لها التفاتة..تركها فحسب!
ما عادت تهمه كما كانت..ما عاد مرآها يجعل قلبه يتراقص..و لا سماع صوتها ينقله لعالم آخر..عالم مزدان بورود الوله و الحب..ببساطة..أضحت "عادية" بالنسبة له..لم تعد "صدى" روحه!
هي "صدى"..اسم عادي..لكن له معانٍ لا يدركها سواه..كانت صداه..صورته المنعكسة على مرآة الحياة..دخولها حياته كان كإلقاء حجر على صفحة مياه حياته الراكدة..فأثار دوائر الحب و اللولع..لكن سرعان ما انتهت تلك النشوة التي حضي بها قلبه..و عادت حياته للركود..
نسيها..لكن هي لن تنساه..و لن تسلوه..فإن كانت هي صداه..فهو "نفسها"و "روحها"..جعلها كفراشة ملونة تجوب بساتين الحب و الهيام..لكنه الآن كسر أجنحتها..و تركها كسيرة الروح..جريحة القلب..
فقط لأنها تعاني "عاهة"لا تفارقها..هي مقعدة..
أوليس هو من قال:لا يهم من تحب..المهم أن تحب..
لماذا تركها؟لماذا جرحها إذن؟
لقد كان بالنسبة لها كنجم عالٍ بالسماء..تنقلها كلماته المبالغ فيها..و التي تصل أحيانا لحد الكذب..إلى عالم آخر ..عالم من ورود الانبهار به..حتى وإنها تعلم أن كلامه و مفاخرته تلك ليست سوى وهمًا..أو أثرًا مِن آثار سُكْرِ الأموال الذي أصيب به بسبب ثروته و جاهه..
آه يا سكر الأموال!يجعله لا يفرق بين من "يحبه"و من يحب "جيبه"..الأمر سيان بالنسبة له..فهو لا يثق بأحد..
ربَّما كانت هي كذلك أثرًا من آثار هذا السُكر..سرعان ما مُحيَت و حكم على ذكراها بالموت في قلبه..
هو..الذي ليس متأكِدًا مِن كونه "يحبهَا"أم "يحتقرها"..فهو قبل كل شيء يتكلم بجيبه لا بشفاهه و حواسه..
سَحره جمالها..و رقتها..و هي..سحرتها شخصيته الآسرة القوية..التي تملك من الجاذبية أكثر ممَّا يوجد في باطن الأرض..إنه "سيد الكلمات"..لسانه هو مفتاح نجاحه الأول..شخصيته القوية المتمهلة الهادئة الماكرة..أوقعتها في شراك حبه الزائل..الذي انقضى بسرعة انقضاء أيام الربيع..تاركًا إيَّاها كسيرة الروح و القلب..
في حضرته..هي لم تكن بشرًا تطأ الأرض بقدميها..بل كانت ملاكًا..يحلق لا يسير..وجد فيها حلبة لمنازلة الحب..و هزيمته إغداقًا..فلمَّا أدرك أن معركته ضد العشق خاسرة..آثر ترك هذه الحلبة الصغيرة..
رأى في حبه المؤقت لها مجرد "هوس"..صدى نفسه في"صدى" هو ما جذبه إليها..
كان دائمًا بحاجة إلى جرعات من صوتها..كأنه ّأقراص أسبرين يتناولها لشفاء مرض مزمن..و يا مرض القلب من يعرف معناك؟!
كانت مكابرته و عناده..رجولته الزائدة و كلماته التي لا طالما أثارت ارتجاجات بجدران قلبها..كانت تأسرها..تجرفها كشلال هادر ألقى بها في الأخير إلى المصب..
كان أمر عاهتها..مجرد ذريعة بائسة لتركها..فقط..روحه المتعطشة لتجريب كل شيء قد اكتفت من تجربة الحب..
كما إلتقاها أول مرَّة..على كرسيها المتحرك..بجمالها الفاتن..تلمع كنجمة لا يمكنك ألا تنجذب لرؤيتها و لو كانت بين أجمل جميلات العالم..لديها روح تجمع كل المتناقضات..بريئة ناعمة..شجاعة صلبة..ضعيفة أمام مشاعرها الجارفة..لكنها كالظبية العصماء في قمم الجبال..
تابع طريقه!تاركًا"صدى"..و تاركًا لها صدى روحه الوحيد..تابعته بعيون جافية..إلى أن اختفى عن ناظريها..كانت "صدى" وحيدة في محطة القطار..أطرقت للحظة..لتنزل عبرة دافئة على وجنتها..سرعان ما اختفت ليظهر بعدها طيف ابتسامة..و تردف صدى:
-للصدى حدود..لا يمكنه تجاوز قمم الجبال..جبال قلبك الأصم!



.

°تَمَّت°
__________________
...

التعديل الأخير تم بواسطة нїгOSнї ; 03-23-2014 الساعة 09:55 PM
رد مع اقتباس