03-23-2014, 10:53 PM
|
|
البارت الحادي عشر
| بين المااضي و الحاضر ، في حياتي رواية ، لا أعلم متى ستنتهي ، لكنها نبشت في روحي من الألم مايكفي |
الألم الجزء الأول رأى شقيقته بفساتها الأبيض الذي أصبح مشبعا باللون الأحمر اللامع و معالم و جهها الدافئه أصبحت ملطخة بالدماء ، و قطرة دم إنتثرت على جفنها لتصبح كدمعة تسللت هاربة من عينيها
و تكون ذلك الخط النحيف ، كدمعة هاربة خائفة !؟
حرك جسدها بإهتزاز و هو لم يعد يستوعب شيئ
أمسك بوجهها بين يديه دنى إليها و قبل و جنتيها لتنسكب دموعه المنهمرة عليها
فتحت عينيها الخضراوان بعد إرتجاف رموشها السوداء الكثيفة همست بخوف و هي تحاول إلتماس الأمان بوجود ماري شقيقتها التوأم بجانبها : م-م-ماري أختي ؟
أجابتها شقيقتها ببكاء : نعم أنا إلى جانبك أرجوك إبقي صامدة ستكونين بخير .. عزيزتي!
إبتسمت بألم وهي تمسك يدها : تبدين لطيفة عزيزتي هكذا ، أردت دائما أن أسمع صوتك الأنثوي ..
حضنتها الاخرى بهدوء : أصمتي إياك و الحديث
حاولت حملها لكن أليس منهارة تماما الآن ، ظهر أخيرا ألبيرت لاهثا و هو يكاد أن يقع : سيدي سيدتي أعزائي هل أنتما بخير ؟ أين الحاكم و الحاكمه ؟
- لقد ماتا ! ألبيرت ساعدني في حملها ... رجاءا
ظهرت ملامح الصدمة على وجهه ليقول بهمس مكذب : مستحيل سيدي .. قد مات
أنكس الأخير رأسه بينما ألبيرت تدارك الموقف و ذهب لحمل ليريا
****
فتحت عينيها بوهن لترى بإنها مازالت في غرفتها
تمنت في داخلها بإن كل شيئ سار حلما !
..
لكن كما قال شخص ما " ليس كل ما يتمنى المرء يدركة ، تجري الرياح بما لا تشتهي السفن " و كان هذا المثل شهير جدا
وهاهو يمثل حال ليريا في هذه اللحظة
هي تعرف تماما بإن هذا ليس حلما
الألم الذي تشعر به لا يوجد في الكوابيس حتى
وككل يتيم فقد و الديه تلك الدمعات اليتيمة إنهمرت كالمطر ..
نظرت أمامها لتزيد شهقاتها و تتحول لصرخات
إنبلج الباب على مصرعيه و دخل أليس ..
صرخ و هو يجثو على ركبتيه بجاانبها بعدما دخل إليه : ليريا إهدئي ماذا بك
- م-ماري ، ل-لقد ماتا ماتا ماتا أمام عيني
إحتضنتها الأخرى قائله : أعرف ذلك أيتها الحمقاء أصمتي بكائك لن يعيدهما للحياة
- كيف لكِ أن تبقي هادئه في هذا الموقف ؟ ألست حزينة على والديك !
ردت قائلة ببرود ونظرة قاتله قد إحتلت عينيها بعدما دهشت من كلامها
- أصمت ! بالرغم من أنك توأمي إلا أنك لا تشعرين بي أبدا
ردت بندم
- ماري ! لا أقصد ذلك حقا أنا صدقا أشعر بك ! أنت تتألمين كما أتألم . صحيح ؟
نهضت قائلة و هي تمسح على شعرها لكن نظرتها لم تكن تحمل أي نظرة للتعاطف
- نامي الآن ، لا تهتمي لي ، فأنا ... رجل على كل حال !
دخل ألبيرت مسرعا الذي نجى من ليلة المزجرة بإعجوبه
- أعزائي عليكم المغادرة حالا ، المجرمون يريدون الفتك بكل العائلة !
إردفو له ليبان الخوف على ليريا
و أما أليس أجاب مباشرة و كأنه متوقع أمر كهذا : إذهبو ، إخرجو جميعكم سأكون هنا
- لكن سيدي من المستحيل أن أدعك ....
أوقفه أمرا : ألبيرت ؟ توقف حالا ، أنت و الكل هنا و ليريا ليس عليكم أن تموتو لإنكم فقط لابثين في قصر الحاكم
هم يريدونني أنا ، عليكم تفهم هذا جيدا
و لأول مرة يعترض ألبيرت عليه : أسف سيدي ، إنني خادمك الخاص و قد أوصاني سيدي الكبير أن أهتم بك و لن أدعك مهما كان الموقف
أليس بعصبية : لا شيئ يجعلك تفعل هذا من إجلي ، ألبيرت ! إنه أمر مني أخرجو حالا من هذا القصر إجمع الكل هنا لا تبقي أحدا أبدا مهما كان الموقف
ألبيرت بهدوئه المعتاد : لا ، لا يا سيدي هنالك شيئا يجعلني أحرص عليك أكثر من نفسي
ضيق حاجبيه وهو يسألة محاولا السيطرة على أعصابة : ماذا ! إذا ؟ أقنعني حالا !
ألبيرت : سيدي الكبير قدم لي خدمةة لن أنساها ، وكنت أنت كالكنز بين يديه ، تعاهدت لنفسي أن أحميك مهما كان الموقف
أليس يحاول نفي كلامه بجمود : توقف ...! إن كنت سترد الدين فوالدي قد توفي ، و أنا لا أريد أن أدين أيضا لأحد في حياتي
ألبيرت : سيدي أنت ما زلت صغيرا لتموت ؟
أليس بسخريةة : لقد أضحكتني بحق ألبيرت ؟ أتقول بإني صغير ؟ لست صغيرا أنا أكبر من عمري بعشر سنوات
هه حتى أنني تحملت ما يكفي من المعاناة ! حتى العجائز الذين عاشو دهرا طويلا لم يرو نصفها في حياتهم ..
قاطعته ليريا وهي تمسك بيده : أليس ؟
أكمل الأخر وهو يريد أن يفرغ كل مافي قلبه ! الآن ! في هذا الوقت الضيق : ماذا ؟ إعتدت دائما أن أكون وحيدا ، لم أعش تحت رحمة و الدي ! لم أجرب دفئهما حضنهما ؟
الجميع كان يتمنى أن يكون مكاني إبن الملك و وريث عرشه ، أعيش بقصر فخم مليئ بالخدم ، لدي شقيقة جميلة و لطيفة ، و لدي كل ما أحتاجة !؟
سحقا ! أنا لا أعيش في الجنه و لم أعش بها إطلاقا ، أنا أعيش في الجحيم ، أتعذب و أنا أسكن بوسطها
لا أحد سيفهم هذا ، لا أحد سيفهمه لإن لا أحد قد جربه
حل الصمت مطبقا على المكان
ليتقدم ألبيرت و هو يركع على إحدى ركبتيه ساندا يده الأخرى على الأرض
- سيدي ، أنا أسف ! ربما لم أشعر بمعاناتك يوما ، مع أني كنت خادمك الخاص منذ ولادتك ! أنا .......
أوقفه ممسكا بياقته صارخا
- لا تعتذر ، إياك و الإعتذار ، ربما أنا وجدت منك الحنان أكثر من و الدي ، و وجدتك الأخ الذي أحتاج إليه
من يجب عليه للإعتذار هم عائلتي الذين أهملو مشاعري و جعلوها مرمية تحت أقدام الناس
فقط لإقناع أمنياتهم ، و ليرتاح ضميرهم
فقط ، لإن أبي لم يحب غير أمي ليتزوجها ، و قد وعدها بذلك للأبد
فقط ، لإن والدتي لم تستطع الحمل
تحملت أنا منذ أن كنت في السادسه كل الآلآم التي لم يجب علي حتى المرور بها
و إلقاء السلام عليها ، لإنها حبستني للأبد في هذا العالم المظلم ..
رأى ألبيرت أن سيده قد ينهار في أي لحظة فإقترب منه و رفع إصبعاه ليصيب نقطة ما أسفل رأسه بالتحديد و سط رقبته من الخلف
..
فسقط الأخر فاقدا للوعي
حمله ألبيرت معتذرا عما بدر منه وهو يهمس
- أنت مخطأ إن سبب عدم إنجاب أو زواج سيدي لغيرك ، هو أنه عقيم فقط !
نظر لليريا لكي تتبعه
هزت الأخرى برأسها موافقة بالرغم أن كلامه الأخير قد أفقدها التفكير
خرجا من الباب ليقابلا فتى وفتاة متشابهان تماما
- داني ! دانيا ! مالذي تفعلانه ؟ أخرجا حالا ، هذا ماقاله أليس
هذا ماقالته ليريا اللطيفةة التي لا تحمل ذرة كبر في قلبها
و لا ترفع شأنها عن أحد ~
وهاهي الآن تريد من كل شخص تعرفه أن ينجو بحياتهه ..
أجاب ألبيرت عنهما : لا تقلقي آنستي هيا بنا بالذهاب
بينما هما تعلو وجهيهما تلك الإبتسامة الممتنة و هما يقولان لألبيرت : أرجوك ، ساعد سيدنا الصغير و إحمه " ألبيرت "
هز رأسه موافقا و هو يهم بالخروج قبل أن يتحول هذا القصر ، إلى رماد !!
ومن حسن حظهم أن أولئك المجرمون قد تأخرو ، يتمنى ألبيرت بإن أصابهم مكروه ، و أن يبقى هذا المكروه إلى الأبد
إنبلج باب القصر على مصرعيه و جثث ضخمة قد أعلنت و صولها ؟
ولأول وهله تراهم فيها ، سيصيب الشك قلبك بإن لديهم قلوب تنبض حقا !
إنقسمو الثلاثون رجلا إلى مجموعات ، للبحث عن وريثا العرش ~
كل منهم جاب إحدى أركان القصر
ومنهم رجلا يبدو عليه بإنه ثلاثيني العمر ، أبيض البشرة ذو عيناي زرقاوان وإحدى خصلات شعره الأشقر قد ظهرت وذاك الندب الذي يظهر بشكل عمودي من جانب عينه إلى أخر وجهه
و تلك النظرة الحادة تنرسم في مقاسيم وجهه !
ظهر له شاب أشقر نحيل وسيم
إبتسم الأخر بشيطانية وهو يتابع قوله بدهاء
- أوه ! إبن الحاكم السابق ، هه لم أتوقع البتة بإن تظهر لي ، توقعتك قطا جبانا فحسب ، سيدي الصغير !!
برغم خوف داني الذي يجتاح كيانه ، إلا أنه نفض الخوف و طرده من مشاعره في هذه اللحظة ! عليه أن يرد الدين ، للحاكم و إبنه السيد أليس ، اللذان أسعداه هو و أخته كثيرا
حصلا على أكثر مما يتمنون وهما ليس سوى فقيرين عانا حتى الموت
صرخ بغضب لا مثيل له
- أصمت إياك ، إياك أن تسيئ للحاكم !
أسكته عندما وجه فوهة المسدس إلى رأسه قائلا
- مم والآن هل لك أن تصمت أيها الوريث !
أكمل بضحكة شيطانية كبيره لم يسمعوها أولئك الذين يتجولون في أرجاء القصر الواسع
بما إنه قصر الملك فهذا شيئ أكيد أن يكون القصر بهذا الكبر ، إلى درجة بإنك ربما تتيه فيه إن لم تعرفه
- لكن ، قبل أن تموت هل لي بسؤال ! غريب لم تحضر أحدا ليحميك !
إبتسم بثقة وهو يسلم نفسه له
- لإن ،. وريث الحاكم ليس جبانا أيها الوغد ! لكن .. وحتى إن مت ، سيأتي يوما ستعود أفراد هذه العائلة يوما و .... ستقضي عليك
قطب حاجبية وهو يقول بإستنكار
- أتقول هذا ! وأنت على وشك ان تصبح بين عداد الأموات !.. أيها الوريث الصغير ، عذرا لكنك ستموت
أغمض عينيه لكن ، لم يشعر بأي طلقة في أي جزء من أجزاء جسده
شعر بنصل حاد ، يغرس في جسده ، و بألم وضحته معالم وجهه الوضاحة دعا في نفسه أن لآ يفكرو بشقيقته وأن يبقى سيده الصغير بخير ..
و كما يصب الماء بغزارة تلك الدماء أبت أن تتوقف !
دماءه القرمزيه التي غطت كل جسده
ورسمت تحته و بينه لوحة دماء
من يد قاتل ، لم يعرف للرحمة طريق ~
__________________ أستغفر الله وأتوب اليه عدد ما ذكرهُ الذاكرون
و غفلَّ عن ذكرهُ الغافلون !
-
ضبابَ حياتيّ لن ينقشع ، وأتسائلّ متى سيصحوا ضميرّ أنوثتيّ
و أشعرُ بغصةٍ تُرغمنيّ على البُكاء
- إِيـرين جِيرارد
انتحلت شخصية الذكُور وعشتُ بينهم مدى الدهر
لن أعُود لأنوثتيّ مُطلقاً ، سأحكم بلاديّ وسأعيدها
بِـ كبرياء أباطره
- ألـيس هِنريّ |