قرية بضواحي مملكة غيوديسكا .. عام x571 مع شروق الشمس التي تخطت اشعتها الفضاء لتصل الى امواج البحر فتتلاطم بلطف اكثر منها قوة ،مخترقة التلة الشاهقة الإرتفاع و مشكلة قوسا ذا سبعة الوان بهية ، اين جلس فتى في التاسعة عشر من العمر ، شديد سواد الشعر و زرقة بحر عميقة متجسدة في عينيه يرتدي ملابس ريفية بسيطة و بين يديه يحمل كتابا مهترأً يلتهم حروفه بشرود دون ان تظهر على وجهه اية ملامح ، بدى بسكون تام كقطعة من هذا المكان ، صوتٌ بدى على صاحبه المرح اخترق خلوة المكان و كان ظاهرا عليه التذمر
_ ليوسيفير .. مازلت تقرأ هذا الكتاب
_ اوه رين انت هنا لم الاحظ ، طبعا انا اتعلم لا اريد البقاء غبيا كأحدهم
برود جمود سخرية كالعادة ، نفظ ملابسه ووقف بهودء متخذا الدرب حيث يعمل بينما احتقن وجه محدثه غضبا ، "سحقا له " كانت الكلمة المترددة في باله، إذ انه لا يحتمل سخريته الباردة الدائمة هذه البتً ، فبعد مرور ثلاث سنوات على تعرفه به ،هو لم يتعود عليه بعد ، تنهد و تابع سيره متبعا خطى ليوسيفير لمكان عملهما فهذا ليس بالشيء الكبير ليغضب هكذا هو فقط يشعر انه يوم سيء .
صوت حديدي كان مناسب لصورة الشيخ الواقف امام رين بشعره الأبيض و التجاعيد المرسومة على وجهه تزيده وقارا او شرا كما فكر رين الذي كان يقف بخوف يحك شعره مصطنعا البلاهة
_ سيد كيو ماذا تقصد ؟؟
_ انت تعرف تماما ما اقصد
_ آسف .. حقا آسف اعدك ان لا اكررها
_ هذا ما قلته بالأمس
_ انا اعني هذا هذه المرة
_ ذكرتني هذا كان تتمت ما قلته بالأمس ايضا
_ هل لي بسؤال على الأقل ، لما تعاقبني وحدي فليوسيفير متأخر ايضا ؟؟
_ هو على الأقل يكمل عمله على اتم وجه ليس مثلك
_ بدون لكن تابع عملك و مخصوم من اجرك
استدار بغضب تاركا الأخير مصابا بإحباط شديد هو علم ان هذا اليوم سيء
امسك بمعوله و بدأ العمل بينما ليوسيفير رمى المعول و اتجه الى شجرة قريبة حيث جلس و على وجهه ابتسامة سخرية و بدأ أو لنقل اكمل قراءة كتابه ذاك
_ سعيد ، لا ؟
_ ظننت ان الأمر واضح
_ صدقا احتاج الآن لصمتك بشدة .
قلب لويوسيفير عينيه دليلا على عدم المبالاة و راح يكمل ما بدأه بينما شد انتباه رين صوت اخر من خلفه
_ جلبتها لنفسك رين
_ لا احتاج تعليقاتك دايتشي
_ سحقا لا افهم لما تترك عملك و تقوم بعمله لتعاقب انت
_ انت تعرف السبب هو انقذ حياتي و انا مدين له
_ فيطلب منك ان تعمل بدلا عنه ، حقير حقا
_ دايتشي هذه حياتي فلا تتدخل ، فقط لما تحشر انفك في هذا
_ اتعرف ما المزعج اكثر ، انك حقا تغيرت !!
تابع رين العمل و هو يفكر في أخر جملة قيلت له ، دايتشي كا صديقه ليس مقربا منه و لكن يمكن ان يعتبره صديقه و لكن منذ ان وصل ليوسيفير الى القرية و قرر ان يصبح صديقه تغير كل شيء ، الجميع يرى ليوسيفير على انه شخص سيء و لا يمكن انكار هذا فهو مجرد شخص مغرور بارد ساخر لا يهتم بأحد تحيط به دائما هالة سوداء ، للواقع هو لهذا اراد مصاحبته ففي البداية كان يدعوا الأمر ب " تغير جو " و لكن بعدها اعتاد عليه ، و رغم كل هذا ليوسيفير بالنسبة له لغز حقيقي .
قطع أفكاره صوت أنثوي رقيق فرفع رأسه ليلمح فتاة ذات شعر بنفسجي و عينين بندقيتين لنقل أنها عكسه تماما
_ اخي ماذا حدث انمت و انت تعمل
_ اوه ميكا آسف لقد شردت بشيء ، ماذا تفعلين هنا ؟
_ انه المساء ، لقد ارسلتني امي لأحظرك
قاطع حديثهما صوت ليوسيفير
_ حسنا انا ذاهب
_ اوه ليوسيفير الأحمق أنت هنا أيضا، آسفة لم أرك
رد عليها بلامبالاة و هو يركب حصاه الأبيض مستعدا للرحيل
تضحك، أم تغضب لا تعرف أي شعورين هو الأقوى فرغم انها حاولت إغضابه إلا أن الطاولة انقلبت . لكن بعكسها هي ، هو بدا و كأنه حقا لم يلحظها و هذا ربما ما أحزنها قليلا ، تنهدت و هي تراقبه يرحل ما الفائدة هي فقط تحبه و تتمنى ان يلاحظها .
_ اختي الصغيرة توقفي عن النظر لفارس أحلامك و لنعد
صبغ وجهها لون احمر قان ، لما عليه ان يعلق على هذا الأمر بالذات
ضحكة صغيرة من طرفه ليتابع كلاهما سيره باتجاه القرية يضحكان و يتشاجران على امور سخيفة لن يفهمها غيرهما .
السماء شديدة السواد و نجوم لامعة توزعت في انحاءها و قمر تربع وسطها ، برد شديد هذا عادي خاصة انهم على ابواب الشتاء صوت خطى حصانه فقط ما تسمع بالأرجاء و ه ينظر بشرود للطريق امامه ، يوم عادي اخر ،محادثات عادية يكاد ينفجر من الملل أهذا جزاءه لاتخاذه قرارا كذاك ، شعر بقطرات ماء فوق رأسه لقد بدأ المطر بالانهمار شد الرباط على حصانه ليسرع و بعد دقائق وصل لكوخ قديم ، عتيق يكاد يكون مجرد خراب
ضحك في نفسه لا يصدق انه وصل الى هذه الحالة ، كيف لشخص مثله ان يعيش في مكان قذر للغاية ، حسنا افضل من المبيت تحت المطر ،
ختم افكاره بجملته الأخيرة و هو يغلق الباب ليشعل الشمعة الوحيدة فيه و يجلس يتابع كتابه ذاك الذي يعشقه بجنون بينما ذرات المطر تطرق نافذته برقة .