03-24-2014, 10:35 AM
|
| |
يا صديقتي ...
وحيدة مع البحر أنا ...
صباح الأحد الماضي نادتني الوحدة ...
قالت لي : تعالي نسرح معاً على شاطئ البحر ...
للوحدة نداء ساحر يشبه نداء الملكة لولية عهدها ... ملكة تنادي وولية عهد تسمع النداء ... وزينة الاثنتين عرش ومملكة.
حملت ثياب البحر وذهبت إليه وحدي مع وحدتي ... ولم يكن البحر وحده ... كانت على شاطئه ألوف الأجساد وفي مياهه عشرات الرؤوس، وفي أفقه بعض الأشرعة، ومع ذلك شعرت أني وحدي وأن البحر هو وحدتي.
يا صديقتي .... هل سمعت ذات يوم صوت السكون؟؟؟
حاولي أن تسمعيه، لتتبيني أي موسيقى هادئة من موسيقى الأحلام هو ؟!
موسيقى بعيدة ... عميقة ... مخدرة، كأنها من صنع ملاك فنان!!
ومع موسيقى الصمت يتجاوب في سمعي حوار جرى بين إدوارد الثامن وبين أمه، ذلك الملك الذي أحب السيدة سمبسون وتنازل عن عرش بريطانيا بسببها .
قالت : ما نفع الحب بلا مملكة؟
فقال لها : وما نفع المملكة بلا حب؟
وانتصرت مملكة الحب وعاش الملك ملكاً على قلب واحد عوض له نبض ملايين القلوب وعاشت مسز سمبسون ملكة على قلب رجل ثالث بعدما فشلت بالزواج مرتين.
لم يبالِ الملك إدوارد الثامن برجلين سبقاه إلى زوجته، لم ينظر إلى جسد زوجته الذي عرفه اثنان من قبل ... نظر فقط إلى روحها ... إلى ذكائها ... إلى شخصيتها ... إلى صدقها ... إلى عاطفتها ... إلى تفانيها ... إلى تحمل سخط شعب كامل عليها في سبيل حبها ....
ما أجمل الرجل يا صديقتي إذا كان عقله أكبر من جسمه، وروحه أرجح من قلبه، وسماؤه أرفع من أرضه.
من أرضياتنا يا صديقتي الحسد ...
صديقك يحسدك على فتاة تحبها ( تعشقها )،
صديقتي تحسدني على فتىً أحبه،
ورفاقنا في هذه الحياة لا يرتوون إلا من النبع البعيد، مع أن كل واحد منهم له نبعه.
عودتنا الأيام على قصرها وصغر أعمارنا أن نرتفع فوق الأرضيات ونترفع عن أشواك الحسد، وقد وجدنا العلاج في دواء رائع، ناجح ومفيد هو " الوحدة ".
فعندما تضيق بنا الأزمات، تنادينا الوحدة فنلبي نداءها ونذهب إلى البحر وحيدات بلا صديق بلا رفيق بلا شوك تغطيه أوراق الورد.
نذهب ونستريح وربما نريح، ونعود من البحر بنفس هادئة وروح مطمئنة وعقلية جديدة صهرها التفكير.
يا صديقتي ...
الحياة حلوة إذا كانت عيوننا حلوة ...
الحياة حلوة إذا كانت روحنا حلوة ...
الحياة حلوة إذا كانت أفكارنا حلوة ...
" كن جميلاً ترَ الوجود جميلاً "،جملة قالها فيلسوف شاعر، كلنا نقرأها ونحفظها، ولكننا لا نطبقها ونستفيد منها ....
وغداً إذا تعبتِ يا صديقتي ... احملي ثياب البحر واذهبي إليه ... ولتكن رفيقتك الأمينة ... هي ...
" الوحدة "
للشاعرة السورية
ثنــــاء البيطار
26/7/2008
|
__________________
متيقنة
أن الله ب القرب دائماً اللهم ارحم امي وابي واعفو عنهما واغفر لهما
اللهم إنك أرحم مني عليهم فأدخلهم الجنة من أوسع أبوابها واغفر لهم
|