الموضوع: ذكريآت حيآتي
عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 03-24-2014, 01:20 PM
 

.
.
الذٌكرٌى الأُولَى

×.×

الذكريات هي بمثابة جرعات من السعادة للقلوب التائهة تجسدها
صورة تحمل في طياتها مايفوق الحروف والكلمات
تزرع في العقول خيالات وأحلام تنقلنا من واقع الألم إلى حياة ..

لا وجود فيها لمعاناة

×.×

رفعت رأسي من فوق كومة الورق المكرمش التي أحاطت
بمملكتي الصغيرة وأبعدتها في حركة إرادية لأخلي المكان
لمزيد منها فلم أكن متأكدة إلى متى ستدوم هذه النوبة..


لم أكن قد خططت حرفا واحدا منذ الصباح دون
أن أجد فيه عيوبا تمنعني من المتابعة تقلبت كثيرا
على كرسيّ الهزاز ثم وقفت بسرعة كبيرة تسببت
في إرتطام ركبتي الواهنة بمقدمة الطاولة وإرتد الكرسي
إلى الوراء في حركة عنيفة تسببت في إسقاط القطع الخشبية
التي تسنده فركت جبهتي بقوة وعنف حتى أحسست بالحرارة
وبتدفق الدم يسري فيها لقد كان هذا خامس كرسي أكسره هذا الشهر..


شعرت بضعف مفاجئ في مفاصلي وإنثنت ركبتي
دون شعور لأسقط بالأرض بقوة وجعلت رجلي تهتز دون توقف..


ولغرابة الأمر فقد ضحكت أجل ضحكت كان من الرائع
أخيرا أن أعرف شعور الكراسي.


أسندت ذراعي على الكرسي إلى أنه رجع على الوراء
يبدو أنه لا يرغب أيضا في مساعدتي فيالي من عجوز
غبية مكروهة ..
تلمست رجلي بلمسات خبيرة لم تكن هذه أول مرة اسقط
فيها ولعلها ليست الأخيرة أيضا


عزيزتي.. هل أنت بخير ضننت أنني قد سمعت صوتا
تحركت عيناه في محجريهما تستطلعان
الأمر وإمتدت يده لتساعدني على الوقوف وتملس
خصلات شعري الهزيل في حنان
هل أصابك مكروه..


إنفرجت شفتاي عن إبتسامة كانت قد فارقتني وقلت بسعادة طفولية
هل عدت


فأجابني بضحكته التي لم تتغير رغم مضي السنوات


هل إشتقت إلى بهذه السرعة


لم أجد كلمات تعبر عن ما أشعر به فقد أسندت رأسي
على صدره وإحتضنته بقوة لدرجة أنني سمعت
طقطقة عظام إلا أنه كان مايزال مبتسما كما لو أن
ملامحه تجمدت متخذة تلك الصورة ثم
فقدت الشعور في اللحظات التي تلتها حين أسندت
رأسي على كتفه وأغمضت عيني..


وأنا أتمتم إلى الأبد.. هذا وعد


×.×




تعالى صوت بدد الظلمة التي أغشت عيني لبرهة


- نورا


لم تكن هناك إجابة على هذا النداء فقط بضعة همهمات


-هممم


بإصرار أكببر:


-إستيقظي أيتها الكسول إنها السابعة والنصف



- فتحت نورا عينيها وفركتهما مليا لتتلاشى تلك الظلمة
وتتأكد من حقيقة أن ماكانت
تسمعه لم يكن مجرد أضغاث أحلام ولتدعك بعيدا أخرا أفكارها
مبتسمة ف في سعادة النائم المرتاح إلى أن تلك
اللحضات الحالمة التي مازالت أثار النوم تغشاها
مالبثت ان إنقضت بسرعة لتصرخ


- دبدوبي..


أعطيناه


تابعت بصوت أقرب إلى البكاء وقد إستحالت يداها إلى
كماشتين سحقتا كلما يحول في طريق حصولها عليه


-أه أصابعي


تعالت صرخة متألمة جعلتها تمدد أصابعها
مرارا وتكرارا تستجلي الضرر الذي حل بهما


ياإلهي أنتي متوحشة


تابعت في صوة يقربه الأنين


أجابتها نورا وهي تلاعب دبدوبها وتنيمه بجانبها :


لا بأس لقد خلقت الأصابع لتكسر على أية حال


أيتها الـ..


نورا:

مابالك؟ماذا تقولين


مايا تأخذ نفسا عميقا.. لاشيء الطعام جاهر ثم أضافت
قصي أظافرك قبل أن تتناولي الفطور


نورا: أظافري؟ مابالها..


مايا: صدقا لا تعلمين؟ أنظري إلى يديّ لقد إمتلأت بالخدوش


نورا بتأفف: حسنا حسنا أيتها السادية


رمقتها مايا بنظرة سريعة وهي تفتح الباب وتخرج


دخلت نورا الحمام ومالبثت أن تعالى صوتها بالغناء الناشز..


غسلت وجهها بداية بحركة روتينية معتادة


وجعلت وجهها يقترب من المرأة وهي تتلمس
أنفها وأسفل عينيها وجبينها مفكرة..


ثم أفسدت ملامح وجهها عن طريق قيامها بحركات منفرة
كتفطيس أنفها وإمالة فمها ثم إبتسمت
إبتسامة ساخرة وتلفتت وهي تكلم نفسها..


أين مقص الأظافر؟


×.×




إنتهت مايا من طبخ الأرز ثم وزعته بحرفية
على الأطباق بينما إهتمت بترتيب بقية أدوات المائدة
من ملاعق وشوك.


كانت تقضي معظم ساعات يومها بين جدران المطبخ
وحرارة بخاره تلفع وجهها الرقيق.


تلمست بحركة لاإرادية شعرها والكعكة المصففة بإهمال
ثم فكرت: أجل أنتي السبب أنتي السبب في أنه أحب إمرأة أخرى


كانت تدرك تماما جدية ماكانت تتفوه به من كلمات
إلا أنها رغم ذلك لم تكن لتقوم بأي شيء لتصحيح الأمر
جالت عيناها مليا بين جدار المطبخ وموقدها لتستقر
على صينية الطعام أمامها ومئزرها الرث..


وغاصت في التفكير..

متى كانت أخر مرة لبست فيها فستانا لم أعد
أذكر أخر مرة خلعت فيها هذا المئزر الغبي
إنه كمثابة قيد يشلني رغم أن مفتاحه
بيدي فكأني السجين والسجان معا..


غمرتها هذه الفكرة فجعلت تمط شفتيها في
شبه إبتسامة ساخرة بلهاء


حتى وإن أردت تغيره فلا ملابس مناسبة عندي
لقد أتلفتها جميعا وجعلتها خرقا للتنظيف


حسنا من كان ليصدق أن هذه كانت مايا
التي تحوم حولها هذه التساؤلات والشكوك


فمنذ ستة أشهر فقط كانت مثالا حيا على الجمال والأنوثة لم يكن يقارعها فيهما أحد.


إلا أنها منذ دخلت هذا البيت الزوجي فقدت كل معنى للحياة


رددت كلا كلا إنه ليس بيتا إنه قفص جحيم جحيم لا يعيشه سواي منذ متى
كان الطبخ أول إهتماماتي؟


لقد زرعوا في فكري خيالات خاطئة حول الزواج
صوروه على أنه السعادة المحضة بينما لم يكن سوى واجهة لعذاب أكبر..

كانت هذه الأحرف والكلمات
تتراقص داخل رأسها مما أشعرها بدوار طفيف
فنفضت تلك الأفكار الغبية ولكنها كانت تعلم
أن تلك لن تكون المرة الأخيرة التي تراودها..


حملت صينية الطعام وهي تدندن لحنا راقصا
ولكن دمعة يتيمة تزحلقت دون شعور منها لتلمس
شفتيها المتمتمة


أوه مياه مالحة هذا ماكان ينقصني..


×.×




تسللت أشعة الشمس من بين الستائر لتنعكس
على طيات وجه تعلوه البراءة فهنيئا لك يا من
حظيت بالفرصة لتراه إذ يخيل لك أن روح ملاك قد
تجسدت جسم كائن فبياض البشرة على صفاءه
كان باعثا للراحة والسرور يجعلك لا تطيق الإبتعاد عنه..


وتتمنى أن تكون أميرا ليطبع قبلة رقيقة على جبين
تلك الأميرة النائمة فلا يجوز إفساد
تكوين الملائكة الرقيق بلمسة شديدة أو حادة..


إلا أن تلك الأفكار سرعانما تختفي
كما لوأنها لم تكن ما إن تفتح عينيها الزمرديتين
فمع شدة جمالهما وتناسبهما إلا أن حدتهما تبعث فيك الإرتباك..


و نبرات صوتها التي كنت تخالها قيثارة ناعمة
الصوت رقيقة الألحان فإنك لا تكاد تفرق بينها
وبين شدة الطبول فرغم نعومته كان يسببا أذى للأذان إن طال سماعه..
مـــآرســي


مارسي بصوت خجول: نعم مولاتي هاأنا هنا


بإبتسامة رضا خلفهاا وقع كلمة مولاتي على أذنيه قالت متناسية غضبها السابق


أغلقي الستائر جيدا أيتها البلهاء


إلا أن الصوت الخجول بدا مصمما على المتابعة إذ قال


ولكن اليوم دوام دراسي سموك


!! اليوم


أجل ياعز.. مولاتي
بترت مارسي كلمتها وهي تتذكر مانالها أخر مرة من العقاب على زلة لسان غير مقصودة..


ههه ماذا قلتي عزيزتي؟ حتى أمي لم تقلها لي أيتها الوقحة..
قولي مولاتي أو أميرتي أو لا تسمعيني أسمع صوتك على الإطلاق
أتظنين نفسك بذات شأن؟ لولا الراتب ماكنتي لتتجرأي وتظهري أي إهتمام..
أنا لا أحب المنافقين.. سأخصم يوما على غبائك هذا مفهــوم..


حسنا إذن أفتحي الخزانة وإحمليني إليها ريثما أريح عينيّ قليلا..


أومأت مارسي برأسها وسارعت لأداء مهمتها..



×.×
أحم أحم ..



تنتهي الذكرى الأولى هنا رغم قصرها..



إلا أني أراها مناسبة كمقدمة



حاولوا أن تفهموها..



سيكون من الصعب المتابعة مالم يكن هناك



متابعون..



تحياتي


__________________
" class="inlineimg" />
رد مع اقتباس